مَشَاهِدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْدِّمَشْقِيِّ: «مَشْهَدُ ٱلْوُجُولِ» (2) - غياث المرزوق - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الأحد، 22 يونيو 2025

مَشَاهِدُ مِنَ ٱلْجَحِيمِ ٱلْدِّمَشْقِيِّ: «مَشْهَدُ ٱلْوُجُولِ» (2) - غياث المرزوق


أَنْ نَخَافَ ٱلْمَوْتَ أَنْ نَخَافَهُ،

/... يَا أَصْدِقَاءْ،

لَيْسَ إِلاَّ أَنْ نَظُنَّ أَنَّا حُكَمَاءُ

/... دُوْنَ أَنْ نَكُوْنَ حُكَمَاءْ!

سقراط

(2)


– «مَشْهَدُ ٱلْوُجُولِ» –


/... تَرَكْتَ بِلادًا

تَرَكْتَ بِلادًا تَهِيمُ عَلَى وَجْهِهَا

مِثْلَ فُلْكٍ عَتِيقٍ يَنُوءُ

بِمِلْحِ الدِّمَاءْ

/...

/... وَكُنْتَ،

وَكُنْتَ تُمَزِّقُ فُسْتَانَهَا مُسْتَبِيحًا

فَضَاءَاتِ عَشْتَارَ،

/... أَوْ عَاشِقِيهَا،

وَتَمْشِي الهُوَيْنا،

كَمَا البَطَلِ المَلْحَمِيِّ،

وَتَمْشِي الهُوَيْنا، كَذَاكَ، جَرِيحًا

– وَ

تَضْحَكُ،

تَضْحَكُ،

مِلْءَ السَّمَاءْ


***


/... كَأَنَّكَ تَسْخَرُ

مِنْ عَسَسٍ يَنْقُشُونَ شَوَاهِدَ أَجْدَاثِهِمْ

/... بِنِصَالِ البَنَادِق

أَوْ مِنْ طُغَاةٍ عُتَاةٍ تَقُضُّ مَضَاجِعَهُمْ

رَعْشَةُ الخَوْفِ

حِينَ يَطُوفُ التَّلامِيذُ الحَثِيثُونَ،

حِينَ يَطُوفُونَ، حِينَ يَطُوفُونَ حَوْلَ

/... صَهِيلِ الحَرَائِق

أَوْ مِنْ قُضَاةٍ يَسِيرُونَ فِي النَّوْمِ

حِينَ يَسِيرُونَ

بَيْنَ طَنِينِ الذُّبَابِ وَبِينَ

/... أَزِيزِ الغَرَانِق

/...

هَا هُمْ يَهيمُونَ هَيْمًا عَلَى الوَجْهِ

حَتَّى تَسُنَّ، تَسُنَّ، حَنَاجِرَهَا

/... ٱلْقُبَّرَاتْ


***


/... كَأَنَّكَ تَعْرِفُ،

قَبْلَ رَحِيلِكَ، أَنَّ انْتِظَارَ نَبِيٍّ

/... جَدِيدٍ،

بِعَهْدِ القُرُودِ المُسُوخِ، هَبَاءٌ

/... وَأَنَّ

ٱشْـتِقَاقَ «الرُّؤَى» مِنْ طُيُورٍ

أَبَابِيلَ

تَبْرِيحَةٌ تَتَلَوَّى، كَمَا الأُفْعُوَانِ،

عَلَى فَشْخَةٍ مِنْ وَصِيدِ

/... ٱلْمَمَاتْ

/...

وَأَنَّ الحَيَاةَ،

إِذَا لَمْ تُعَشْ، لَمْ تُعَشْ بِالجُنُونِ

ٱلْجَحِيمِيِّ،

أَوْ بِانْتِحَالِ النَّقِيضِ

ٱلْبَهِيمِيِّ،

لَيْسَتْ حَيَاةْ


***


/... فَكُنْ حَيْثُ أَنْتَ،

فَكُنْ حَيْثُ أَنْتَ مَلِيكَ الأَرَائِكِ،

كُنْ حَيْثُ أَنْتَ رَبِيبَ النَّيَازِكِ،

/... صَنَّاجَةً للمَلائِكِ،

مِنْ أَنْ تَكُونَ،

بِغَابِ الطُّغَاةِ وَمَبْغَى الطَّوَاغِيتِ،

/... صَوْتًا قَتِيلاً،

وَمَعْنىً شَرِيدَاْ


*** *** ***


دبلن (إيرلندا)،

أيار (مايو) 2012


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق