لماذا لا تكتب إلا شعر المجهول، أيها الأفق؟ - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الأحد، 20 ديسمبر 2015

لماذا لا تكتب إلا شعر المجهول، أيها الأفق؟

– 1 –
حبرُ الغسَق يرسم الجهات والخرائط.
 
– 2 –
كلّا ، لن أحاكيَ الحزنَ، لن أحاكيَ الفرح،
 الضّوء لا يحاكي إلّا نفسه.
خُذني يا جسدي إليّ.
 
– 3 –
غثيانٌ يهيمِنُ على اللغة.
 
– 4 –
تحبّ الجنّةُ، هي أيضاً، أن تكتشف الجحيم.
تحبّ الجحيم، هي أيضاً، أن تكتشف الجنّة.
 
– 5 –
وردُ الحديقة يرتجف من البرد،
 وليس في السماء غير الثّلج،
 أصغيتُ إليكَ أيّها الغيم
 وفهمت الكلام الذي يحمله المطر.
المطر يحزن هو كذلك.
 
– 6 –
أنتِ، أيّتها الرّيح، من أين تجيء أنفاسُكِ
 هذه اللحظة؟
 وأنتَ، أيّها الأفق، لماذا لا تكتب إلّا
 شِعرَ المجهول؟
 
– 7 –
نعم لمحاربة الوثنيّة.
غير أنّها لا تجدي إلّا بدءاً من القضاء على
 الأرومة – الأمّ : وثنيّة المال.
 
– 8 –
ماذا يُجديكَ حلمُ الإقامة في أرضٍ بعيدة،
 وأنتَ لا تستطيع أن تخرج من جرح ولادتك؟
 
– 9 –
الصّداقةُ الأولى : الحبّ.
الصّداقةُ الثّانية : الرّيح.
ما عدا ذلك أمواجٌ تتلاطم،
 وارتدادٌ موجيّ.
 
– 10 –
أتقدّمُ، لكن
 نحوَ موتيَ. شيخوختي
 نوافذ مفتوحةٌ. والنّهايه
 لغةٌ في السؤالِ وفي الرّيحِ، في اللّانهايه.
 
– 11 –
مَن هذا الذي يحمل على كتفيه قيثارَ الوقت،
 واضِعاً قدميه على عتبة الموت؟
 
– 12 –
قرّرَت الأرضُ نفسُها أن تنتمي إلى جمعيّة الشقاء الكونيّ.
 
– 13 –
انقلَبَت الرّسالة على قفاها خجلاً من الكلام
 الذي رسمه الحبر.
 
– 14 –
لا يتوقّف الكلام عن قصّ أظافر الضّوء.
لا يتوقّف الضّوء عن إنشاد شعره الجنائزيّ.
 
– 15 –
تعبت الإبرُ التي ابتكرتها جمعيّات الورد والزّهر والشّجر
 من نسج ثوبٍ يليقُ بجسم الأرض.
 
– 16 –
تنام كلّ شجرةٍ
 وعلى وسادتها قوسٌ،
 ليست للنّصر.
 
– 17 –
يدُ الرّماد تشتعلُ فيما تقلّبُ أوراقي.
 
– 18 –
الذرّة ؟
 إنّها الكتابُ الذي توحيه الطّبيعة،
 والذي لا تُنزِله إلّا على الخراب والموتى.
 
– 19 –
أظنّ أنّ القمر حتّى عندما يكون بدراً، لا يستطيع
 أن يميِّز بين الخيط الأبيض والخيط الأسود.


أدونيس - مجلة دبي الثقافية -






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق