إلى أمي حيث سكنت الغياب ثلاثية الذكرى - فطنة بن ضالي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الجمعة، 26 يناير 2018

إلى أمي حيث سكنت الغياب ثلاثية الذكرى - فطنة بن ضالي

في قريتي كل شيء حر
أشجارُ الأَرْكان و الدفلى
والزرع والحمام
والحجر ...لا يبرحُ مكانه
لم أقل إنك غادرت القرية
طيور السونونو تجوب المكان
بحثا عن دفء الألفة
كلما همس الغروب
ببرودة المكان
لم أقل إنك سرت على درب الغروب
وجهك المضيء يتراءى
حينما يتنفس الصبح
في الحقل
هناك ...صامتا
لم أقل إنك غادرت القرية
لم أقل إنك سرت على درب الغروب
لكن،
برح الحجر
وذبُلت المشاتل
وخرس الحمام
وضاع السونونو
في صمت المكان
والأعتاب أدركها الشتاء
وعانق الفراغ الأركان
فخيم الخريف .

في الليل ذاته يا أمي
هرب مني الوجود
وانحنت الدفلى
من تعرية جذورها
أشاهد الليل وهو يخنق ذكرياتي
ويطفىء الشموع في كؤوس الزمن
كيف يارب ...
تُرد الروح في الأغصان ؟
يا سَفر الكون والعدم
كيف يقرؤك الإنسان
!!في العيون وفي الرحم
بعد الغروب
يهيج الشجن
يتراقص الفراغ في الزوايا
فتحجب الغيوم وجهك
وينطفئ وهج الضياء
ونَوْرُ الأركان يحن إليك
حنينه للأصول.

لفح نار شجن
نسج من خلد مصيرك
وجهك المسربل باليقين
يرفرف على الأنحاء
ملاكا
أُقَبل طيفَك الزائر
أتضرع
إلى صدرك الرحيم
أصلي في قسمات الليل
أسجد لهبوب نسيمك
أشتهي مجالسك الغناء
أمتطي إليها
سرعةَ النبض
وأناجي جلالك فيّ
أناجي وجودك
سلام السقيا إليك
سلام عليك في أديمك المعطر
في وجودك القدسي
في شريعة المنتهى .
                                             تارودانت في 12-09 - 2016.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق