إصدار جديد عن التجريبية وفلسفة الطبيعة - د زهير الخويلدي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الجمعة، 11 يناير 2019

إصدار جديد عن التجريبية وفلسفة الطبيعة - د زهير الخويلدي



لقد شكل المبحث الأساسي لكتابه " بحث في الذهن البشري" عرضا لمسار تكون الأفكار في الذهن البشري وقدم توصيفا للعمليات التي تنقسم من خلالها إلى أفكار بسيطة وأفكار مركبة"1
عن دار ريم بألمانيا أضيف منذ 24 ماي 2017 للمكتبة الفلسفية التونسية والعربية وفي مرحلة بحثية متقدمة مؤلفا جديدا في 224 صفحة تحت عنوان "تدقيق فلسفي في نطاق المعرفة التجريبية" تم تقسيمه إلى ثلاث أبواب تتضمن بدورها مجموعة من الفصول يتوسطها تركيز حول مسألة الذهن عند جون لوك والأدوار التي تقوم بها التجربة في مجال المعرفة والقيم والتربية ، ولقد أعلن الكاتب الفلسفي بأن فلسفة لوك التجريبية الحسية تجلت بصورة ملموسة بعد بلوغه سن السادسة وخمسون حينما كتب "بحث في الذهن البشري" بين 1670 و1671 ولم يتم طبعه إلا في سنة 1690 ولقد أظهر فيه معارضة شديدة للتيار العقلاني وبيّن فيه رفضه التام نظرية الأفكار الفطرية التي تعتقد في امتلاك العقل البشري لمجموعة من الأفكار الفطرية يرثها منذ الولادة ولا يكتسبها عن التجارب التي يمر بها في الحياة ولا يتعلمها في البحث والجدل ، وفي مقابل ذلك أقر بأن العقل يولد صفحة بيضاء ويشبهه باللوح النظيف الخالي من كل شيء وصرح في هذا السياق بأنه " ليس ثمة شيء موجود في العقل إلا كان موجودا أولا في الحواس."
لقد احتوى الباب الأول الصراع الذي خاضته التجريبية ضد الميتافيزيقا ورصد تحولها من مجرد مقولة منطقية إلى منهج علمي ساهم في قيام ثورة معرفية وميلاد الحداثة وبحث في الإرهاصات الممهدة لها.
في حين الباب الثالث تطرق إلى تبعات تأسيس المذهب التجريبي في الفلسفة في مواجهة المذهب العقلاني ودور المدرسة الأنجلوساكسونية في تدعيم الدراسات التي تدور حول التجربة وتنطلق من الإدراك الحسي وتمنح اللغة وظيفة هامة في تنظيم العمليات المعرفية وتوجيه قوى الذهن نحو التحكم في ظواهر الطبيعة.
لقد أهدى الجامعي تأليفه إلى المهتمين بالفلسفة والعلوم الإنسانية والى الجمهور من الباحثين عن العلم والعمل وإلى الراغبين في المعرفة والساعين إلى الفعل وإلى المثابرين حول دقة النظرية ومحك التجربة.
في هذا المقام يصرح المؤلف في خاتمة مصنفه " لم تعد التجربة بالمعنى الذي أوجده كلود برنار تمثل فعالية اكتساب المعطيات في البحث العلمي بل إن الوثبة الاستكشافية في العلوم المعاصرة قد تمكنت من إخراجها من أسوار المختبرات إلى أعماق الظواهر وأدق الكائنات وللاشتغال على أبعد الظواهر."2
المصدر:
الخويلدي (زهير)، عناصر في الذهن البشري عند جون لوك، دار ريم، ألمانيا، طبعة أولى، ماي 2017.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق