الْعَالَمُ قَبْلَ اخْتِرَاعِ الْحُبِّ - لبنى أحمد - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

السبت، 14 مارس 2020

الْعَالَمُ قَبْلَ اخْتِرَاعِ الْحُبِّ - لبنى أحمد


١
غرفةٌ تسكُنُها الفئران
وامرأة؛ أعني رجلًا
بل شيئًا آخر
يجلسُ على كرسيٍّ في وسَطِ الغرفة
في حِجرِهِ هاتفٌ ذكي
وفأرٌ يهمسُ في أذنِه:
أنا أذكى
٢
أُمِّي لم تلدْني
أُمِّي غَصَّتْ بي فقاءَتْني
كما العذراءُ التي كتَبتُها في قصيدةٍ سابقة
تذكُرونها؟ وأطفالَها الموءودين؟
هذا ما حَدَث
غيرَ أنَّ أُمِّي لم تفقِدْني، ولم تَختنِق
الحكيمُ حلَّ المسألة:
إليكِ وعاءٌ مليءٌ بمحلولِ الفُورْمَالْدَهَيْد
ضَعيها فيهِ وأحكِمي إغلاقَهُ
ثمَّ ضُمِّي الوعاءَ إلى صدرِكِ هكذا
نعمْ هكذا بالضَّبط
هكذا — فقط
لن يُصيبَ طفلتَكِ الصَّغيرةَ العَفَن
٣
تجرِبةُ اقترابٍ من الموت
تتكلَّلُ بموتٍ حقيقي
تجرِبةٌ يُمكنُ عكسُها في الاتجاهِ الآخَر
لكنَّ الحياةَ لا تحدُث
ولا تجدُ مَنْ يعودُ من الحياةِ
ليخبرَكَ
عنْ مذاقِ الشمسِ في صباحٍ جديد
عنِ امتلاءِ الرئتينِ بما يملأُ رئتَيِ الرفيق
عنِ انتظارِ الفرحِ
وانتظارِ الموت



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق