عُزلة مُدهشة - أديب كمال الدين - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

السبت، 17 أكتوبر 2020

عُزلة مُدهشة - أديب كمال الدين

بقُبَّعةٍ من حروف

وقميصٍ من نُقاط

ذهبتُ للقاءِ البحر،

فلم أجد البحرَ في مكانه

بل وجدتُ قصيدةً عظيمةً زرقاء

مكتوبةً بآلافِ الحروف

ونقطةٍ واحدة

*

دائماً أسألُ نَفْسي:

كم مَرّة في حياتي

كانَ ينبغي أنْ أطلقَ النّارَ على رأسي

لو لم أكنْ تَوأماً للساحر العظيم

الذي يُسمّى الحرف؟

*

أعرفُ الحبَّ نقيّاً كقطرةِ المطر

ولذا فكلُّ ما يُقال

عن علاقةِ الحُبِّ بالأحلام

أو القُبَل

أو القصائد

أو حتّى الموت

هي مَحض أكاذيب وهَلْوَسات

*

في المكتبةِ القريبةِ من البحر

وجدتُ كتاباً غامضاً عن البحر

كتبَهُ شاعرٌ مجهول

أُنتُشِلتْ جُثّتُهُ من بين الأمواج

وهي تغنّي أغنيةً هائلةً

عن الشّمسِ والنِّساءِ والسُّفن

*

في حلمي البارحة

رأيتُ ناياً قديماً مصنوعاً من الحجر

مَرميّاً على فراشي

وحينَ سألتُ مُفسّرَ الأحلامِ العجوز،

قال: لا تقلقْ

هذا ناي شاعرٍ مجنونٍ بالعشق

أو ناي مجنونٍ يعشقُ الشِّعر

*

في المنفى قلتُ لهم:

أريدُ وطناً

فاعتذروا

قلتُ: أريدُ امرأةً لا تملُّ من القُبَل

فاعتذروا ثانيةً

قلتُ: أريدُ عُزلةً مُدهشةً

قالوا: خُذْها عُزلةً مُدهشةً إلى الأبد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق