بنصفِ ذاكرةِ أو أقلَّ
وربعِ
نَفَسٍ أو أدنى عُدْتُ
لم
أعدْ كما كنتُ قبل المعركةِ
جسدي
يخذلُني
وهذه
الأرضُ أرجوحةٌ تحتَ قدميَّ المتلعثمتينِ
كأنّني
أتهجَّى أبجدياتِ السّيْرِ
بعد أسرٍ طويلٍ
كلَّ
صباحٍ أمضي ورفيقي بخطًى وئيدةٍ
أسندُهُ
ويسندُني
لم
أعدْ أعانقُهُ مذْ تمكّنَ منّا هذا “الكوفيد 19”
العشقُ
مؤجَّلٌ إلى حينٍ
الغزلُ
بيْننَا محضُ نظراتٍ ذابلةٍ
وشهيقٍ
منهَكٌ نستجدي بهِ الرّيحُ
علّها
تخلعُ كلَّ أبوابِ الصّدرِ الموصدةِ
صمتٌ
طويلُ ، طويلٌ يلفُّنا
“كيفَ حالُك”؟
تعويذتُنا
التي نبدأُ بها يومَنا وبها نُنهيهِ
لا
شيءَ مهمٌّ أكثرَ من فتحِ النّافذةِ
ومنحِ
وجهيْنا لوهجِ الشّمسِ
كلّما
ابتسمتْ لنا
ثمّ
يلوذُ كلُّ صدرٍ منّا بشجرةٍ وارفةِ الحياةِ
نلتحمُ
بلُجائِها
نعانقُ شجرَ الصّنوبرِ
واللّيمونِ والسّروِ
ونمتصُّ
ما استطعْنا من النّسغِ
وتنشّقُ ما استطعْنا من الرّحيقِ
نعانقُ
كلَّ أنواعِ الأشجارِ المتاحةِ
ليسَ حبّا ولا شوقًا
ولا
كانتْ من بقيّةِ حديقةِ أحلامِنا المؤجّلةِ
كلّ
ُما في الأمرِ
ربعُ
نفسٍ يُتلفُ بقايانَا
ويُذهبُ
الذّاكرةَ
كلُّ
واحدٍ منّا يعانقُ الشّجرَ العفيَّ
ليسترقَ
أنفاسَهُ
نفسًا
…نفسًا ..نفسًا
بحثًا
عن ربعٍ آخرَ يعدّلُ به كفّةَ البقاءِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق