الشهيد والأمة والتاريخ في حوار ثلاثي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الثلاثاء، 28 ديسمبر 2021

الشهيد والأمة والتاريخ في حوار ثلاثي

بقلم: ميخائيل مروكيل ممو بالآشورية

ترجمة: آدم دانيال هومه بالعربية.  

الشهيد

-1-

أنت الذي

أصبحت مرموقاً في جميع أوساط شعبك

باسمك الآشوري الشهير

والذائع الصيت.

-2-

أنت الذي

نلت بالمعمودية

وشم الآشوري السامي.

-3-

وأنت الذي

على الدوام

تذكر الاسم الآشوري الجليل.

-4-

أنت الذي صرت

مشتّتاً في جميع أرجاء المعمورة

كشاب آشوري ضال.

-5-

أتحدث إليك أنا

شهيد آشوري

بتجاربه الجمّة عن الشهادة والشهداء.

-6-

بهذا اليوم المجيد

السابع من آب

أتقدم بمطلب واحد.

-7-

في هذا اليوم المقدس

أريد أن أتساءل

بكل حرية وشفافية.

-8-

في هذا اليوم العظيم

الذي تم تكريسه لتكريمي

سأوضح بصورة جلية.

-9-

في هذا اليوم الخالد

الذي كُتب بدمي

أود أن أقول بكل صدق وصراحة.

-10-
إذا لم تستطع التكلم بلغتي

وإذا لم يكن بمستطاعك

تذكّر تاريخ استشهادي.

-11-

إذا لم تلتزم بتبجيل وجودي

ولم تحافظ

على خلود اسمي.

-12-

فإياك أن تذكر

اسم أمتي

وإياك أن تلفظه على الإطلاق.

-13-

وإياك إياك أن تلفظ اسمي المبجّل

لأنه لا يحق لك إطلاقاً التباهي به.

 

الأمة

-1-

ذلك الصدى الرصين

يصل مسامع الأم العجوز

بكل جلاء ووضوح.

-2-

ذلك الصدى المهيب

يستنهض همم أبناء الأمة الجليلة

على استعجال.

-3-

حيث يردّد قائلا:

سأشاطر كل من يقوم بحراستي

بكل طهارة وإخلاص.

-4-

حارسي

ذلك الفدائي

المناضل بكل صدق ووفاء.

-5-

سمعته هذا المساء

وهو يهتف بحنق

 وامتعاض.

-6-

كيفما كان

سأثبت

بأنك قرين كل ذات أزلية.

-7-

وسأجاهر علانيةً

لأولئك التائهين

 في عالم الارتحال والاغتراب.

-8-

الراقدين الغارقين

في ملذات ومشتهيات

غيهب الظلمات والأنانية.

-9-

هكذا

سأخاطب جميعكم

كأم طاعنة في العمر.

-10-

إذا لم يكن بمقدورك

أن تفسّر نظرتي الثاقبة

وأن تصون وجودي وكياني.

-11-
إذا لم

توقّر شيخوختي

ولا تحافظ على كينونتي.

-12-

لا أريد أن يتردّد تاريخي المجيد

على لسانك

أبداً... أبدا.

 

التاريخ

-1-

حتى التاريخ

يصيخ السمع لصوت الشهيد

ويقول:

-2-

أنا واقف بالمرصاد

 لكل الشدائد والمحن

كحارس أمين لكل الأحداث.

-3-

أراقب بكل تيّقظ وانتباه

وأدوّن كل أحداث الدهور الغابرة

والأزمنة المقبلة.

-4-

وأسجّل كل الحوادث في كل بقاع الشرق

وفي جميع أصقاع الغرب

ولكل الشعوب المتباينة من كافة الأمم.

-5-

وسترى سجلي الكامل

الحافل باستنهاض العزائم والشكائم

وشرح تفاسير كل الأمور المعقّدة والعويصة.

-6-

الأمور التي تتضمن

أحيانا العجائب والغرائب

وأحياناً أخرى حافلة بالأنّات والتنهدات.

-7-

تتراءى أمام ناظري

 أقوال الشهيد الخالدة

تتلألأ كالشعاع في ظلمة الديجور.

-8-

وصدى صوت الأمة الجليلة

يجلجل في الآفاق

في سبيل رفع شأن الآشوري المعظّم.

-9-

الصوتان معاً

يبثان الوعي واليقظة

ويزعزعان أركان وجودي.

-10-

يلملمان سنابل الكرى من مقلتيّ

لأستفيق شامخة كراية التاريخ الخفّاقة

لأهتف بكل ما أتيت من قوة وعنفوان.

-11-

يحثانني لأبادر إلى توضيح أفكاري

بكل جلاء وانقشاع

أفكاري المبهمة والملتبسة لديكم.

-12-

ويرغمانني

على أن أعلن وأكشف لكم

بكل صراحة وأنّاة.

-13-

إذا لم تبادروا إلى ضخ دماء جديدة

في أوردة وشرايين أمتكم

وإذا لم تسارعوا إلى استذكار شهدائكم.

-14-

وإذا لم تحافظوا على إرثكم وميراثكم

ولم تصونوا لغتكم

من الاندثار والضياع.

-15-

ففي المستقبل القريب

وبدون درايتكم

ستجدون أنفسكم تائهين في مسالك الأرض.

-16-

ففي المستقبل القريب

ستقطعون كل الأواصر

وتنكرون إياها فيما بينكم.

-17-

وبعد ذلك

ستصبحون بدون تاريخ تليد وعظيم.

وستبقون على ما أنتم عليه.

-19-

آنذاك

ستخجلون من أنفسكم

وستقشعر أبدانكم

ومن أفعالكم تستحون.

-18-

آنذاك

وأنتم بلا أرض ولا تاريخ

سيضيع كل أثر لكم في هذا الوجود.

-19-

آنذاك

ستخجلون من أنفسكم

وستقشعر أبدانكم

ومن أفعالكم تستحون.

-20-

يومذاك

ستعضّون أصابعكم ندماً على ما اقترفتم

وستحصدون الشوك والزؤان الذي زرعتموه

وستمقتون حياتكم لما جنت أيديكم.

-21-

ولن تعرفوا مطلقاً

أين مواضع أقدامكم

وأي موقف ستتخذون.

-22-

يومذاك

لن تعرفوا إلى من ستتكلون

ومن هو الذي سيكون قدوة لكم

وتطيعون أوامره بكل امتثال وانصياع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق