معي كلب - كمال الرياحي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الأحد، 29 يناير 2023

معي كلب - كمال الرياحي

منذ عشر سنوات لم أمش مع شخص في الشارع لمسافة طويلة. كنت دائماً وحيدا مثل قطار. يومها وجدتني أمشي وبجانبي كلب يمشي بثقة كما لو أنه قضى عمره يمشي معي. أنا لا أحب الكلاب منذ أن عضني ذلك الكلب قبل سنوات.

كلما وقفت ونظرت إليه رفع رأسه ونظر في عيني كأنه يقول لي: ما بك؟ هل أزعجتك في شيء؟

فأعود إلى المشي ويعود هو أيضا إلى هرولته. كنت أفكر به وربما كان يفكر بي. عندما أطلوا به علي هلعت. لم أر كلبا ضخما بذلك الحجم. التفت إلى الشرطي وسألته: هل فعلا وجدتم جثة العجوز أم عظامها في البيت؟

ضحك وهو يربت على رأس الكلب مداعبا: لا تفزع يا رجل هذا كلب لطيف جداً رافقني منذ الصباح، لو لم تكن تلك الوصية لما تركتك تأخذه.

عرضت عليه أن يأخذه هدية مني فنهرني بطريقة ذكية وهو يذكرني بوصية عجوز طيبة اختارت من يرعى كلبها.

بدا لي البيت بعيدا جداً وأنا أمشي مع الكلب. مررت بالسوبر ماركت أردت أن اشتري بعض الطعام له. تلك العلب المرصفة بالرواق الثالث والتي لم أتصور يوما أنني سألتفت إليها. لكن الحراس أوقفوني في الباب. أخبروني بقانون حظر دخول الحيوانات. وعندما أخبرتهم انني في ورطة وعلي أن اشتري علبة أو علبتين عشاء هذا الكلب ضحكوا جميعا ساخرين، بينما تقدم أكثرهم جدية وقال: هذا الكلب لا يأكل طعام العلب يا سيد. يمكنك أن تقدم له ما تشاء. لحم. معكرونة. ما تأكل منه أنت سيأكل منه هو.

فرحت لأنه وفر علي المال و شقاء البحث لكنني فكرت أن هذا الكلب سيقاسمني أكلي أيضا. حقدت على العجوز التي تركته لي وتساءلت: هل هي من ترك لي الوصية أم ابنتها لتتخلص من الكلب وترث البيت؟ ماذا لو تركت لي البيت،كنت ارتحت من مشكلة الكراء وربما أطردت ذلك الشريك البارد الذي ضبطته منذ يومين يستعمل فرشاة أسناني. فكرت؛ يعني أنني أصبحت مع ضيف آخر غير مرغوب فيه غير رجل الخبز. اثنان مقابل واحد؟ كلب سقط علي من السماء ورجل نبت لي من تحت الأرض لا يفكر الا بالخبز؟ يعني أنني أصبحت أقلية في بيتي؟

كان قد فات الأوان فقد خطر لي السؤال وأنا أغلق الباب وأسحب الكلب إلى المطبخ. ناديت شريكي لأعرفهما على بعض فلم يجب. الأكيد أنه ذهب ليشتري الخبز قلت وأنا أتفقد البراد. لم يكن هناك من خبز. فقط كانت أكياس اللحم الصغيرة مرصفة فوق بعضها في نظام وقد كساها الثلج بعد أن تجمدت. حاولت أن انتزع كيسا ففشلت. استعنت بسكين قوي. ضربت جنبات الثلج ضربات متتالية ثم أدخلت السكين في ثقب أحدثته في الثلج وسحبت السكين إلى الأعلى بقوة فانفصل الكيس عن بقية الأكياس المجمدة. رميت به في الحوض وفتحت عليه الماء. التفت إلى الكلب فوجدته قد قفز على مقعدي قريبا من المكتبة. طلبت منه أن ينزل فورا . لا يمكنني أن اسمح لأحد بالجلوس في مكاني. هذا نذير شؤم. هكذا سمعت أمي تقول، فنحن لا نترك أماكننا الا اذا متنا. لكن أمي اشترت كراسي بعدد أبنائها حتى لا نتقاتل. إذا علي أن أشتري للكلب كرسيا خاصا به حتى لا نتقاتل؟ هكذا خمنت بيني وبين نفسي.

جلست أفكر في أمره. لماذا لم أطلب من الشرطي رقم هاتف ابنة العجوز لأطلب منها أن توفر له مستحقاته. فأنا من سيعتني به. لكني فوت الفرصة. لن يسمعني الآن وربما نسيني. الشرطة تنسى بسرعة الذين يدخلون للمخافر ويخرجون أبرياء.

عندما تخلص الكيس من الثلج وضعته في صحن شريكي للكلب شمه ثم تركه متراجعا القهقرى.

نعم؟ لا تأكل لحم الخنزير أنت أيضا؟

تمدد الكلب بعيدا عند الباب فرفعت الصحن ورميت بقطعة اللحم في كيس القمامة. وفي حركة مباغتة وغريبة قفز الكلب وراء قطعة اللحم وأخذ يلتهمها على آخرها. انفجرت ضاحكا وأنا أنظر تارة الى الصحن في الحوض وتارة في الكلب الذي يفتح فمه ويرعش لسانه طالبا المزيد. قلت لنفسي هذا يعني أنه عرف أن الصحن لشريكي، حتى الكلب يرفض أن يأكل في صحنك أيها المقرف. قلت وأخذني ضحك هستيري. عندها فتح الباب. كان هو وقد أخذ يبحث عني مقتفيا أثر الضحكة. وصل المطبخ. عندما رأى الكلب أسقط كيس الخبز من يديه وسقط على مؤخرته. أخذ يجر نفسه القهقرى في الرواق حتى أدرك باب الحمام الذي كان قريبا. أحكم غلقه عليه من الداخل:

- ما ذلك الشيء الأسود بحق السماء؟

كان يصيح من داخل الحمام.

- كلب. مجرد كلب مثلك...

- مثلي؟ احترم نفسك.

- لم أقصد. أنت قاطعتني هاها. أقصد مثلك لا يحب أكل لحم الخنزير.

- من أي مصيبة أتيت به؟

- من فوق.

- من فوق ! سقط عليك من السماء؟

- تماماً، من السماء.

- يكفي مزاحا باردا وقلي لمن هذا الكلب؟ هل اشتريته؟

- من أين لي بالمال لأشتري كلبا كهذا؟

- سرقته إذا؟

- هذه الكلاب لا تسرق.

- كل الكلاب يمكن سرقتها.

- بعض الكلاب مثل بعض النساء يسلمن أنفسهن فقط من باب الشعور بالقوة.

- أنت تمزح. يعني أن هذا الكلب اختار أن يأتي معك؟

- نعم، جاء يمشي معي من الشارع الرئيسي إلى هنا.

- لماذا طلبتك الشرطة؟ هل وجدوا عندك قطعة؟

- أنت تعلم أنني لا أحب الحشيش ولا الزطلة.

- اذا لماذا طلبوك؟

- تعالى اولا لأعرفك على صديقك الجديد وشريكك في البيت فهذا الكلب سيعيش معنا.

- أنا لا أطيق الكلاب.

- إنه كلب لطيف يا رجل و قد قضى الصباح كله معي. إنه كلب راق. تعالي.

- أصبحنا نسمع عن كلاب راقية وأخرى منحطة !

- طبعا، تعالى و انظر في عينيه. إنه مسالم.

أطل شريكي بعد أن اطمئن وترك الحمام. كنت أمسح على رأس الكلب كما رأيت الشرطي يفعل لأول مرة.

هذا كل ما دار بيننا قبل أن أطلب منه أن يطبخ لنا معكرونة بأوراك الدجاج المتبقية في البراد لأنني سأبقى في الشرفة بعض الوقت مع الكلب نتفق حول مواضيع مبدئية. لم أنس أن أنبهه أن يأخذ في الاعتبار أن الكلب سيكون ثالثنا على العشاء .

ما إن خرجنا إلى الشرفة حتى رفع الكلب رأسه وراح يطلق صوتا خافتا وحزينا ثم يعود لينظر إلي في استغراب. كان يسأل بلا شك عن صاحبته السيدة العجوز. تمالكت نفسي وقررت أن أواجهه بالحقيقة. مشكلتي أنني خسرت حياتي لأنني لم أواجه نفسي بخساراتي وقد قررت منذ أن تلقيت ذلك الكيس في الدرج أن أواجه العالم كله بالحقيقة :

" نعم، أنت يتيم الآن، يتيم تماماً مثلي وبلا مأوى. تلك الشقة فوقنا لم تعد لك لأن صاحبتك رحلت. ماتت. لا تنظر إلي هكذا. ماتت. رحلت كأي امرأة أكلها الزمن. أنت أيضاً ستموت. سيأكلك مجهول مجنون وستموت. نحن نعرض أنفسنا كل يوم في هذه السوق التي تسمى حياة ويأتي ملك الموت ويختار حسب نزواته. يختار كل يوم ما يكفيه من الكائنات الصغيرة والكبيرة ومن الإناث والذكور ومن الانسان والحيوان والنبات ويرحل. من حسن حظ صاحبتك أن ملك الموت لم يزرها مبكرا فاهتمت بك وقتا طويلا، ومن حسن حظك أنت أنني خرجت ذلك اليوم اتفقدها لكي تفكر اليوم في أن تهبك لي. أنت الآن ملكي، ولم تعد ملكها، هذه هي الحقيقة، ولكنني لا أريد أن أمتلك شيئا. وهذا الفرق بيني وبينها وهذا مأزقك. عليك ان تواجهه بجرأة. نعم بجرأة كأي كلب ناضج. هي من أجبرتني على امتلاكك. أنت إذا ملكي بالقوة وأتمنى أن أنهض يوما ولا أجدك. لماذا لا تنتحر. أنا في مكانك لو فقدت صاحبي الذي قضيت معه عمري كله سأنتحر. لكنكم الكلاب جبناء. تموتون بالصدفة. حتى ذلك الدوركايم استثناكم في تعريفه للانتحار.

نسيت أن أخبرك أن السيدة العجوز لم تورّثك شيئا. كل سنوات حراستك لها ذهبت بلا فائدة. تصوّر. هناك جهات كثيرة مناسبة في هذه الشرفة، لكي تلقي بنفسك متى شئت.

في تلك اللحظة سقط علينا ظل طويل فرفعت رأسي لأتعرف على صاحبه. كان شريكي في البيت مندهشا.

- هل أصابك مكروه؟

- ماذا تقصد؟

- ألا ترى نفسك. أنت تكلم كلبا.

- ومن سيكمله إذا؟

- لكنه لن يرد عليك.

- أنت غريب فعلا. من أين تأتي بهذه السطحية؟

- أنا ؟!

- طبعا أنت، من الآن فصاعدا لا تناديه بالكلب.

- ماهو إذا ؟

- اسمه فوكس. سمعت السيدة العجوز تناديه بفوكس لكنني سأغير اسمه.

- تغير اسمه ؟ هل أنت جاد؟

- نعم

- وماذا ستسميه؟

- ما رأيك أن أسميه على اسمك؟

- احترم نفسك. هذا التحذير الثاني في أقل من ساعة.

- لم أقصد الإساءة. فقط للتقشف. ذاكرتي ضعيفة.

- يبدو أنك ستجن قريبا.

- مشروع جيد، أليس كذلك؟

- الليلة عليك أن تعد أنت لنا الشاي.

-نعم؟ ولماذا لا تعده أنت؟

- أنسيت من أعده البارحة؟

- البارحة أنت الذي أعده؟ لا أذكر.

- عليك أن تتذكر إذا.

غادرني شريكي ودخل يتفقد المعكرونة. نعس الكلب. لكن كلمة "البارحة" ظلت تطرق رأسي بقوة. ماذا حدث البارحة؟ هل أعد لي شريكي شايا أم قهوة؟

اندلع ذلك الهاتف الذي غاب عني أياما.

تخيل. تخيل. تخيل ما حصل أمس.

فكرت. هذا السؤال المهم الذي كان علي أن أجيب عنه وأنا أقلب أوراق ديف. ماذا حصل قبل يوم من انتحاره؟ ليس هناك خبر واحد من الأخبار التي جمعتها عنه تقول ماذا حدث له قبل يوم أو أين ذهب؟

تخيل. تخيل أيها الكاتب.

همس الصوت من داخلي مثل شيطان.

تخيل. تخيل تخيل. تخيل. تخيل. تخيل تخيل. تخيل

ديف وجوناثان

- أنت منفر ومغرور ولا تستحق الحب فعلا. غرورك هذا سيقتلك. ستموت وحيدا كأي فيل مسن.

ـ أخرج من هنا. لا أريد أن أراك. أنت لست سوى جرذ تعيش على الفتات الذي يرميه لك الناشرون. أنت مستعد لبيع استك مقابل أن تنتشر كتبك.

ـ وأنت رجل سوداوي.

ـ وأنت تافه مثل طيورك التي تطاردها هنا وهناك.

- في إمكانك ان تخدع الجميع لكنك لن تخدعني. لن تكون تلك الأسطورة التي تريد أن تخلقها.

- لماذا تقول لي هذا الكلام اليوم؟

- لأنني قررت أن أقذف بك في الجحيم.

- يبدو أنك جننت!

- المجنون هو أنت، إشارتك لي في درسك الأخير بأنني مازلت مثل بعض الطير الغريب الذي لا نفع منه وصلني.

- لا أذكر أنني أشرت إليك في شيء. عندما أدير الورشات لا أذكر ما أقوله.

ـ تقزم الناس ولا تذكر. لأنك ببساطة تحت تأثير تلك الحبوب البغيضة التي لا تأتي الا بالمشاعر البغيضة.

- ماذا تريد مني الآن. لا اذكر أنني شتمتك واذا شتمتك فأنت بكل تأكيد تستحق ذلك في تلك اللحظة.

- أنت حتى لا تعرف الاعتذار.

- هل جننت؟ اعتذر عن شيء لم أقله او على الأقل لا أتذكره؟! هيا اترك شياطيني وأرحل .

- سأرحل ، سأرحل وسأتركك تموت وحيدا مع كلابك ولن أسأل عنك بعد اليوم.

ـ أنصحك أن تسافر إلى الشيلي واقتفي أثر طيورك الغبية لعلك تهدأ.

- إذا واصلت اعتقادك أنك محور الكون فاني أنصحك بأن ترمي نفسك من شرفة هذه العمارة لتعلم أن رحيلك لن يوقف دوران الأرض.

- هيا أرحل بدأت البيضتان تنتفخان.

- متى تتخلص من هاجس الانتصاب هذا؟ العنة التي تعاني منها يبدو ستتحول الى لعنة تطاردك.

- عنة ماذا أيها الأحمق!

- حدثتني تلك الطالبة بكل شيء .

- اذا تلك الفتاة ذات الشعر البرتقالي المقزز هي من أخبرك أنني شتمتك؟

- ليس مهما. لكن ذات الشعر البرتقالي نامت معي البارحة وكانت سعيدة جداً.

- أنا أطردتها من مكتبي لأن رائحتها عطنة. كيف تحملت ذلك الفرج النتن؟ لعلها تليق بك.

- يعجبني فيك إصرارك على مواصلة المعركة حتى بعد سقوط كل جنودك. كش ملك.

- أنت تعلم أنني بطل في التنس ولا ألعب هذه الألعاب الباردة

- الشطرنج لعبة باردة.

- لعبة الملوك الشاحبين.

- يبدو أن بيضتيك انفجرتا فلم نقرأ لك شيئا منذ أعوام!

- انفجرتا من قراءة رديئك الذي تنشره.

- على فكرة، حقدك على الطيور جزءا من حقدك على الكون. أنت خلقت لتمثل دور الكلب الأسود. نفس الكلب الذي تمتلكه.

- أصبحت تقول أشياء عميقة ومع ذلك ليست عميقة بما يكفي.

- أنت تغار الآن من نجاحي وعقمك هو الذي دفعك للسخرية مني في درسك.

- ربما، إذا حصل ذلك فأنا أكيد غرت من نجاحك ولكن أخبر عشيقتك ذات الشعر البرتقالي أنني لا أضاجع فرجا نتنا.

- أريد أن أخبرك أنك أصبحت لا تطاق منذ أن انقطعت عن النارديل. أنصحك بالعودة إليه.

- أنت تريد أن تتخلص مني.

- كنت تكتب أشياء جميلة عندنا كنت تتعاطاه أما الان.

- أنا رديء. أحب أن أكون رديئا. هل تعرف ما معنى ان تكون رديئا؟ تصور اكتشفت الان انني لا أعرف تحديدا معنى الرداءة. تبدو كلمة جميلة وذات حروف راقية. هاهاها

- يبدو انك ستعود الى المصح النفسي قريبا إن واصلت تربية هذه المشاعر السوداوية.

- مصح نفسي. اخرج من بيتي أيها الحقير. أين أنت أيها الكلب لتمزق هذا الغبي.

- حالتك صعبة

- نعم ، صعبة وأريد أن أتخلص منكم جميعا لأنني أشعر بلا جدواكم. أنتم لا تحبونني. لا أحد يحبني في هذا الكون. حتى الكتابة تخونني منذ أشهر.

- عد إلى كتابة القصة. أنت كاتب بارع فيها. الرواية مرهقة ومملة.

- لست أنت من سيختار لي ماذا أكتب؟

- أنت لن تكتب شيئا أروع من "الدعابة اللانهائية "، افهم. لقد استنزفت نفسك. هل هناك كاتب في هذا الزمن يكتب رواية بألف صفحة؟

- ليس لي من حل آخر غير القص. القص هو ما يبقيني حيا إلى الآن وهو من سيدفعني للموت يوما.

- اهدأ قليلا يا رجل أنت ستعيش طويلا . لقد فشلت في الانتحار ولن تعيدها.

- أشعر بالضيق. هل قلت لي أن شعرها برتقالي؟

- نعم شعرها برتقالي مثل بطيخة.

- نعم؟

- شعر ، شعر أحد شعراء ما بعد الحداثة. وجدته بحانة وليام بروز منذ أسبوع وقرأ علي تسع قصائد تسع قصائد برتقالية.

- هاهاهاها . اللعنة. لماذا أنت واقف ؟

- أنا انتصب في الوجود لست واقفا .

- الوقوف للدواب.

- كل ما تفعله من رداءة لم يفلح في حرمانك من صداقتي.

- هاع. أيها المسيح كم احبك.

- ما رأيك تترك جزيرتك القاحلة هذه الليلة ونخرج ؟

- أين سنذهب؟

- نذهب إلى وليام بوروز. نشرب بعض البيرة مثل أيام زمان

- لا، سمعت ان ذلك العاهر يرتادها هذه الأيام

- من؟

- جون ابدايك.

- جون أبديك هنا في كاليفورنيا؟

- قرأت في التايم انه جاء ليروج لتلك الخرية؟

- عن أي خراء تتحدث؟

- روايته الاخيرة. منذ سنة ونصف وهو يركض بها من مخدع الى مخدع مثل مومس.

- ابدايك ، أنا أيضاً أكره أسلوبه .

- ابدايك ليس له أسلوب هو فقط بندقية في يدي أحد المرتزقة من المارينز والإرهابي ليست رواية انها عهر عالمي.

- فليذهب الى جحيم العراق أو اليمن. هل ستأتي لنشرب .

- قلي جوناثان هل ستفتقدني ان مت؟

- بكل تأكيد. أنت لا تعرف كم أحبك.

- يعني أنك لم تفكر في قتلي يوما؟

- أقتلك هل جننت ؟!

- لماذا اذا انا فكرت في قتلك؟ وفكرت في قتل أغلب من عرفتهم. أحيانا أقول لماذا هم موجودين لقد عرفتهم وانتهى الامر .

- ديف انت لست على ما يرام . ما بك؟ هل اختلفت مع كارين؟

- كارين؟ أنا أختلف مع كارين؟ كارين ستخلد حذائي. ها تتصور فكيف اختلف معها؟

- أنت مجنون.

- أنا يا جوناثان أشعر بالنهاية. أشعر باقتراب ذلك الكمال. " كم سيكون الكمال مملا".

- الملل فكرة يا ديف . عليها ألا تطرق ذهنك. إنها بوابة الجحيم.

- المسلمون الذين يتحدث عنهم ابدايك يسمونها جهنم هاها

- هل نذهب إلى حانة بوروز؟

- كلم تلك الفتاة ذات الشعر البرتقالي والفرج النتن أريدها معنا. أوكي؟

- طيب، سأكلمها.

- بشرط. سأذهب معك بشرط.

- كثرت شروطك شرط آخر واتركك.

- لا تحدثني عن الطيور. الطيور لا. لا يا جوناثان.

- لا أفهم كرهك للطيور مع أنك تحب الكلاب!

- لا أحتمل طيرانها فوق رأسي. ووليام بوروز هناك يا جوناثان، تعلم أنه مجنون وفي يده طوال الوقت بندقية سيطير رأسي إن رأى طيورك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق