ماذا سنفعلُ بالكُتبْ؟ - عبد اللطيف العلوي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الخميس، 2 مارس 2023

ماذا سنفعلُ بالكُتبْ؟ - عبد اللطيف العلوي


ماذا سنفعلُ بالكُتبْ؟

هي لا تورّث أهلَها غير الخصَاصةِ والكآبةِ والتَّعَبْ

وبِوُسعِنا أن نَسْتعيضَ عن الثّقافَةِ

بالعِرافةِ والخُرافةِ أو بأيّةِ آفةٍ

تمتصّ أوجاعَ الدّماغِ،

بلا ضجيجٍ أو صخبْ

ماذا سَنفعَلُ بالكُتبْ!

ستقولُ لي: من أجلِ تأصِيلِ الكِيانِ أو الهُويّةِ في المكانِ مع الغَريزةِ والزّمَانِ إلخْ ..إلخْ ..

شغِّلْ دِماغَكَ يا رجَبْ!

ماذا يَضِيرُكَ أن نكونَ فِرِنْجةً أو تُرْكُمَانًا أو مَجُوسًا أو يَهُودًا أو هُنودًا أو عَرَبْ؟

أو أن نكُونَ مُذنّباتٍ من غُبارٍ

أو دُخانًا أو رمادًا أو حَطبْ؟

نحنُ الجِياعُ بنُو الْجِياعِ

موزّعُونَ على المَشاعِ

وأُمُّنا...

تلكَ الَّتي قدْ أهدَرَتْ باسْمِ الحَدَاثَةِ لَحْمَهَا

للأجنَبِيِّ وللعَيِيِّ وللخَصيِّ ومنْ طَلَبْ

ماذا سَنفعَلُ بالكُتبْ!

ستقولُ كيْ نبنِي بلادًا واقتِصَادًا

يا لَخَيْبَتِكَ الثَّقِيلةِ يا رَجبْ!

نحن ابْتنَيْنَا دَولةً من جِلْدِ ثورٍ،

وابْتَدعْنا كلَّ أنواعِ التَّمَائِمِ والبَخُورِ،

وصارَ يكفِينَا رضَاءُ الأولياءِ الصَّالِحينَ ومَكرُهمْ

فلمَ المشقّةُ والتَّعَبْ؟

ولقد صَنعْنا، رغمَ ضِيقِ الحَالِ،

أكبر قُفَّةٍ وعَصِيدةٍ

ولقد رفَعْنا رغمَ ضِيقِ الحَالِ مَقْفُولاً فضَائيًّا عظِيمًا

دون رأسٍ أو ذَنَبْ!

ولقدْ فرشْنا في الصَّحَارَى رايةً عملاَقةً

قالتْ: كسَاءٌ للعرايَا إخْوتِي وأحِبَّتي

فلِمَ التَّندّرُ والعَجبْ؟

ماذا سَنفعَلُ بالكُتبْ!

ستقولُ لي: لنكُونَ شعبًا واعيًا

يحمِي البلادَ وينتَخِبْ

ثكَلَتْكَ أمُّكَ يا رجَبْ!

أَوَ مَا أتاكَ حديثُ مولاَنا الرُّبَاعي

كيف يرتعُ أو يُبَرْطِعُ في المَراعِي

ثمّ يأتِي بالحكومهْ!

من دفاتِره القَديمَهْ!،

لا عُهودَ ولا انتخَابَ ولا نُخَبْ

ماذا سَنفعَلُ بالكُتبْ!

لا شيءَ يا ابنَ الجاهِليَّةِ سوفَ نفعَلُ مُطلقًا

لا شيءَ يا ابنَ أبِي لَهبْ!

لا شَيْءَ يحْدثُ هَهُنا ...

مادامَ صوتُ الجاهِلينَ يرنُّ مثلَ الطَّبلِ في هذِي البِلادِ منعَّمًا ومنغَّمًا

مادام فئْرانُ السَّفينَةِ ينخُرونَ اللَّحمَ والعظمَ المُسوَّسَ

قبلَ ألواحِ الخَشبْ!

لا شيءَ نفعلُ بالكُتُبْ

فأرحْ دماغَكَ يا جُهينَةُ من دماغِكَ واسْترحْ ..

من كلِّ أوجاعِ الثَّقافةِ والأدَبْ!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق