العتمة في أسفل شرفة ما فات من الزمن
أشتمُّ هواء تلفظه الرئتان
نافذة تشرع للحظات
أتوجس لليل صباحات متشابهة
و بظلي أتربص كي لا أشرد عني
لا أهتم ببسمة عابر
وجه يغزوه شحوب
وتجاعيد يُخفيها النسيان
سخرية تستبطن قهقهة الأنياب
دم يجري
اللون بلا لون في الجسد
وتر من فرط سعال وصفير
أترى هل ذاك يكون أنا؟
زهرة ليمون في كفي
أتنسمها و العطر يذكرني بطفولة ليل الغرباء
يتهدم إيقاع الأمكنة وسؤال بات يلاحقني :
السقف سيهوي دون استئذان فوق رؤوس ثملة
ألبس معطفي البارد
أخرج من فم جدران اللامأوى
لفراشة ليلي
تأوي في جيبي
تسحب من شعري يدها
تحضنني
من أوحى لك بالبرزخ
وأنا لم أنقلك إلى جسري بعدُ...!
كي ألفي.ضالة روحي.
حين وجدت الضالة في صحراء الأحلام
ضيعت الضالة
ضحك الجمهور و أجهش
لا منفذ لا باب إلى الراهبة
جفنا صار مرايا
حررني من تعويذة دمع فوق رخام
سمع المتلقي شبه صداي
تدثر بالصمت
لا لغو في مدح الحرف الحسن
قيدني برائحة العطر على كفك
ذكرى بعروق البستان
لفظ الغائب.. آهته
طميا فوق ستار هواء
قال :
خان اللاشيء ساكنه
هباء ينقح هباء
أحضر كلا ومفردا
فراغ يمتلئ بإكسير معناي
أتلاشى لغة
الشيطان حارسي
شكرا لنفسي..
التي لم تتعب كونها.. أنا
داخل الشرفة..
ترمي الأصيل ضفيرتها
أتحسس النغم..
من ثقب ضئيل
أطعم أشيائي منقار غراب
أوراق أكتبها فوق الغيم العاقر
و الغيب ترقبه الأقدار
وحين أغيب فمن يطرز هذا الماء ؟
عين تتهجى لغتي
و أسميها..
أركيولوجيا
حين يرقص الغريب.. زفرة الحب
داخل الشرفة، داخلي
أخترق جدارا
أستدير خاتما
أعلب أسمائي
أغلفها بصوت الواحد
هجير السلالة
أصير ببغاء غيري
هاربٌ.. لا وضوح يستقرئ ملامحي
البعيدة، البعيدة
قاتل، قتلاي فيا
لا قناع يستر وجه المجرم
أو جرح الضحية
راقص بلا قدمين
تهوي الركبة على الركبة
برهة حول الموقد..
ستغني آناي
يفتح جبرائيل ناموسه..
دع الكتاب..
مزمار الحي لو أطرب
تناول الكأس..
ناقوس السماء لو أضاء
هات الغواية..
كلام النهار لو محى مباحا
حين سكتت
ندائي في عرجون صومعتي
جهرت باسمها
مات صوتي
آلهتي
اختزلتني ذكرا
فكنت ضدك وأنت
فلعنت المدينة بدعة الآب في تشكيل الابن
الطبيعة..
خالقة الصورة والمعنى
تكوين الشجرة/ الأصل
لفظ النهر/ الفرع
دوران نجم حول النجم
نفسي..
التي لم تتعب كونها أنا
أنادي..
يا هاجسي
فمك التراب
لو أطعمت الجياع
لتشهوا دمك
يا نرجسي..
يدك الشراع
على اللوح المعتق سطرت نشيدك
لو قرأوك..
لجعلوك قربانا على الورق
يا سيدي..
لو كنت سواك..
لعرفوك...
لسقطت من مجاز الأسطورة
إلى كنه ما همُ
كمالا ببداهة المركب.. جناسا
لو تغيرت، تحورت، تشكلت
لو أسرى فيك براق..
كلمك تضمين وحي
لو لبستني..
لصرت معلقة
سورة يبلغها من وهبت
صولجان الهداية
ومشيت كعقرب الوقت
روياً..
تحريك تسكين في لج قافية
واندثرت
خيطا دون أثر
أتمزق..
يا هاجسي
يا آناي وفجيعتي
يا نفسي..
التي لم تتعب كونها أنا
من رأى العتمة الناقصة؟
حفر الخيل طريق الحرير
هواية الشبق في توكيد نزعته
وإن قتلت الآمة تحت الوضع
من نحى الوجهة؟
ريح صفراء تغزو العرق..
تفتك بالبنين
تترك للعيون بياضا
لا يواليه صبر
لا يوافيه فقد
من يكملني..؟
فردوسي لا أعلى، لا أدنى
جحيمي ما عرفت..
حين نزعت عن بصري
قشرته
شاهدت ما أنزلت جثثا
أكلت رغيف خلودها ساعة
وجاعت للأبد
أنا..
نفسي المريضة بي
تعودني..
وزعتني، ابتعلت حواشيها سرها
مكنون معجزها
فلا كانت... ولا كنت
نفسي..
التي لم تتعب كونها.. أنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق