تحتل دراسة عالم الرموز الثقافية (اللغة والفكر والمعرفة العلم والدين
والقوانين والقيم والأعراف والمعايير الثقافية..) (1) مكانة هامة في العلوم الاجتماعية
والسلوكية الحديثة، ويأتي في الصدارة كل من علمي الأنتروبولوجيا والاجتماع بحكم طبيعتهما.
والسؤال المطروح هنا هو كيف تعامل هذان العلمان مع ما أطلقنا عليه بالدلالات الظاهرية
والباطنية للرموز الثقافية، أي كيف حددت بحوث علماء الاجتماع والأنتروبولوجيا طبيعة
الملامح الخارجية والباطنية لهذه الرموز؟ وللكشف عن مقولة علم الاجتماع والأنتروبولوجيا
هنا، رأينا أن طرح المواضيع التالية سيجلي رؤية هذين العلمين بخصوص عالم الرموز الثقافية
ومدى تأثيره في تشكيل سلوك الفرد والجماعة .
1- تعريف الرموز الثقافية:
تعريف ظاهرة الثقافة أو
عالم الرموز الثقافية من طرف علماء الأنتروبولوجيا والاجتماع المحدثين لم يكن لا أمراً
هيناً ولا أمراً متفقاً عليه بطريقة جماعية (٢). عالم الاجتماع الأمريكي وليم أجبرن Ogburn يفصح
عن ذلك بكثير من الدقة الثقافة هي أحد تلك المفاهيم الكبيرة مثل الديمقراطية والعلم،
فأي تعريف لها يبقى قاصراً وغير كاف لإيصال معانيها الثرية (٣). ومع ذلك فإن المهتمين
بدراسة الظاهرة الثقافية كانوا مضطرين للاتفاق على تعريف نمطي لها، إذ أن تأسيس فهم
علمي للرموز الثقافية يحتاج بكل تأكيد إلى
تعريف ذي مصداقية للظاهرة الثقافية نفسها. من هنا أجمع الباحثون الثقافيون على تبني
تعريف الإنجليزي إدوار
تيلور tylor الذي يبقى التعريف النموذجي الكلاسيكي الذي يرجع إليه العلماء
والباحثون في العلوم الاجتماعية
والسلوكية حتى يومنا. فالثقافة بالنسبة له هي ذلك الكل المعقد الذي يشمل المعرفة
والعقائد والفن والأخلاق
والقانون والتقليد ومقدرات أخرى وعادات يكتسبها
الإنسان كعضو في المجتمع (٤). أما الثقافة عند كلوكهو هن Kluchihn فهي عبارة عن نمط حياة a
way of life مميز لمجموعة بشرية معينة . فهذا التعريف يهتم بها كنمط ممارسة سلوكية أكثر من اهتمامه
بالثقافة كمجموعة من
الرموز الثقافية حيث يكون نمط السلوك الثقافي
المعين نتيجة لها . ويساهم العالم موردك بتعريف مختصر لظاهرة الثقافة مشابه لتعريف تيلر، «فالثقافة
هي المعايير
والعقائد والمواقف الموجة السلوكات الناس» (٥).
كل هذه التعاريف الثلاثة تصف ظاهرة الثقافة من الخارج: كنمط سلوك معين أو كمجموعة من الرموز الثقافية لمجموعة بشرية . فليس هناك في أي منها
إشارة إلى
الجانب الباطني للرموز الثقافية، وهي بالتالي تعاريف متقيدة شديد التقيد بالرؤية الوضعية
التي يتبناها الوضعيون
في تعاملهم مع الظواهر الاجتماعية والسلوكات
الفردية. فالمقولة الوضعية تحرص كل الحرص
على أن يكون الباحث أو العالم موضوعياً في محاولته لفهم وتفسير ما يشغله من ظاهرات.
والموضوعية الوضعية تتطلب من علماء الأنتروبولوجيا والاجتماع والنفس أن يقوموا بوصف الظاهرة
من الخارج وأن يعرفوها
ويدرسوا كنهها باستعمالهم المؤشرات محسوسة
تمكن من إدخال الظاهرة قيد الدرس إلى عالم الكم والحس. ومن ثم فالجوانب الأخرى
الذاتية الخفية الروحانية
والقدسية والنفسية الداخلية..) تلقى الرفض والتنكر لوجودها وفي أحسن الحالات
فهي لا تظفر إلا بموقف
اللامبالاة من طرف المختصين الوضعين الأمبريقيين
في العلوم السلوكية والاجتماعية المعاصرة.
2- الثقافة
كنسق:
هناك اتفاق واسع بين علماء الأنتروبولوجيا والاجتماع أن الرموز الثقافية تكون في النهاية كلاً نسقياً. أي أن العناصر الثقافية المختلفة مرتبطة ببعضها ببعض، فكلود ليفي شتراوس يرى أن ثقافة المجتمع تنحو إلى تنظيم نفسها في مجموعة من العناصر المتناسقة والمتكاملة فيما بينها (٦).
وقد ذهبت روٹ بندكت Ruth Bendict إلى أن علم الأنتوبولوجيا كعلم يهدف إلى إماطة
اللثام عن النسق الكلي
للمجتمع فهو ينظر إلى الحياة الاجتماعية کنسق
ترتبط ملامحه ومكوناته ارتباطاً عضوياً ببعضها، وأن المجموعات والمجتمعات البشرية
تتصف بأنماط ثقافية الثقافات
(۱۹٣٤) Pattems
of culture. وقد أكد علماء
الأنتروبولوجيا الأوائل، مثل بندكت على تعددية الأنماط الثقافية بين بني البشر. ومن
ثم تبنوا ما يسمى المنهج
النسبي لفهم كيف يعمل بطريقته الخاصة كل نمط مختلف من الثقافة. ومن أبرز رواد الأنتروبولوجيا
الذين نادوا بهذه
المنهجية لدراسة الثقافة يمكن ذكر : فرنز بواس ویرونسلا و مالنويسكي ورلف لنتن. فالظاهرة
الثقافة هي إذن ظاهرة
تتسم عناصرها ( مكوناتها) بالنسقية systmness من ناحية، وبالخصوصية في العمل والتسيير لذاتها من ناحية أخرى. وهذه
الجهود البحثية الأنتروبولوجية
تمثل بالتأكيد مساهمة في بداية تشريح الظاهرة
الثقافية وإرساء تحليل وصفي لميل العناصر الثقافية إلى التماسك والتعاضد فيما
بينها لتكون أخيراً كلاً
متناسقاً، والعناصر الثقافية تتسم بالمرونة والاختلاف من محيط اجتماعي لآخر لتكون النتيجة
بروز أنماط ثقافية مختلفة
في المجموعات والمجتمعات الإنسانية.
3- وظيفة
الثقافة:
إن علماء الأنتروبولوجيا الوظيفيين أمثال ملنوسكي ووايت white يهتمون بإبراز الوظائف الرئيسية للرموز الثقافية
(٧)، فيحدد وايت بعض الملامح الوظيفية للثقافة كما يلي : تتمحور أهمية الثقافة في الواقع
في كونها هي التي تمد الإنسان بالمعرفة والمهارات العملية التي تمكنه من القدرة على
البقاء جسمياً واجتماعياً. والثقافة هي التي تساعده على السيطرة قدر المستطاع على محيطه
. فعكس الكائنات الحية الأخرى نرى الإنسان هو الكائن الوحيد الذي يعتمد بقاؤه على ما
. يتعلمه. ودور الرموز الثقافية لعملية التعلم عنده هو دور حساس لا يحتاج إلى إثبات.
فعن طريق مقدراته الرموزية الثقافية التي يتصف بها مخه وخاصة مهاراته اللغوية يستطيع
الإنسان دائماً تحقيق المزيد من التعلم والمعرفة. ومن ثم جاءت طاقاته المتفوقة على
طاقات الحيوانات الأخرى من حيث المرونة الكبرى التي يتمتع بها بخصوص حرية واختيار وكم
الأعمال والسلوكات التي يمكن أن يقوم بها الإنسان ويعجز عنها عالم الحيوانات والدواب.
فإلى جانب الوظائف العملية التي تقدمها المهارات الإنسانية - النابعة من الرموز
الثقافية لبني البشر حتى يضمنوا وجودهم العضوي والاجتماعي من جهة ويتحكموا في محيطهم
ويطوعوه لمصالحهم المتعددة من جهة ثانية، فإن أهم وظائف الرموز الثقافية على مستوى كوني بالنسبة للإنسان تتمثل في كون
أن الرموز الثقافية والمهارات
البشرية الوليدة منها هي العامل الحاسم الذي يتميز به الإنسان تميزاً جذرياً عن
بقية الكائنات. فهو ما كان
ليتبوأ سيادة هذا العالم بدون امتلاكه لها، وما كان ليعطى منصب خلافة الله في الأرض بدون
ذلك. فأخطر وظيفة إذن
تقدمها الرموز الثقافية للكائن البشري هي وظيفة الريادة والقيادة التي يختص
بها الإنسان عن سواه في
هذا العالم الكون والوظيفة خطيرة الانعكاسات، فمصير العالم خيرا و شراً يرتبط عضوياً
بطبيعة مستوى قيام الإنسان بتلك الوظيفة. وتعمير الكون أو تخريبه منوط بالمستوى الرفيع
أو الوضيع الذي يمارس به الإنسان وظيفته الكبرى هذه. ورغم ما للرموز الثقافية من علاقة
بما سميناه هنا بوظيفة الريادة الكونية للإنسان، فإن موقف علماء الأنتروبولوجيا والاجتماع
بهذا الشأن يتصف بالصمت واللامبالاة. لقد انصرفت بحوثهم وتحليلاتهم أساساً إلى الاعتناء
بالملامح العملية اليومية لوظائف الرموز الثقافية في المجتمعات البشرية. وبعبارة أخرى
كان الاهتمام أكثر بدراسة آليات الرموز الثقافية وكيفية قدرتها على خلق التضامن أو
التفكك الاجتماعي، مثلاً، بين الجماعات والمجتمعات البشرية. ولعل في تحاشي الإشارة
إلى وظيفة القيادة للإنسان وعلاقتها بالرموز الثقافية دليلاً على تهرب هؤلاء العلماء
من استعمال مفاهيم تشتم بها رائحة ما وراء المحسوس وبالتالي البعد عما يسمى بالموضوعية.
4- مكونات
الثقافة:
ذهب البعض إلى تصنيف ظاهرة الثقافية إلى أربعة عناصر:
(1) الجانب الإيديولوجي
للثقافة: وهو المتمثل في النظر إلى الإنسان على أنه كائن يتميز
عن غيره من الكائنات الأخرى بمقدرته على استعمال الرموز الثقافية من لغة وفكر ودين
وعلم وقيم وأعراف ثقافية ... فكل أفكار
ونظريات وفلسفات ومعارف بني البشر تعتمد على استعمال تلك الرموز الثقافية.
(٢) العناصر
السوسيولوجية: يعتبر علماء الاجتماع على الخصوص أن التنظيمات
الاجتماعية institutions والعادات وقواعد أنماط السلوكات العلاقتية .. هي
عناصر اجتماعية أو سوسيولوجية، وهي كلها أيضاً جزء من الأنساق الثقافية التي ما كان
لها أن توجد بدون اعتماد الإنسان على الرموز الثقافية التي في غيابها يصعب على بني
البشر التمييز بين الحق والباطل، ومعرفة معنى السلوك المهذب وكيف يمكن التصرف حيال
النسبية، وما هي الشعائر التي ينبغي تبنيها للتخلص من الميت. وباختصار : سلوك الفرد
ككائن إنساني في حياته الاجتماعية اليومية رهن مقدراته الرموزية الثقافية.
(٣) الجانب العاطفي الموقفي: مواقف الناس
ومشاعرهم إزاء الثعابين والموت والممارسات الجنسية.. كلها مظاهر سلوكية يلاحظها المرء في
المجتمع، وهي بالتأكيد حصيلة لرصيد الرموز الثقافية الذي يملكه الإنسان. ومما لا شك فيه أنه بدون
زاد الرموز الثقافية والمهارات البشرية المتولدة منها ما كان للإنسان أن يختلف عن غيره
من الحيوانات والدواب على المستويين العاطفي والموقفي.
(٤) الإنسان
والحيوان: يخلص الباحثون مما سبق إلى صياغة الفرق بين الإنسان
والحيوان في كون القردة مثلاً قادرة على استعمال الآلة من ناحية والإنسان متفوق عليها
بسبب مقدرته على تجميع التجربة والمعرفة بواسطة مقدراته اللغوية وبقية الرموز الثقافية
من ناحية ثانية. ومن ثم يمكن الحديث عن ظاهرة التقدم والتنظيم في كل من ميداني المعرفة
والخبرة عند بني البشر. والأمر على عكس ذلك عند الدواب والحيوانات. هكذا يمكن القول
بأن كل شيء عند الإنسان بما فيه الثقافة أصبح ممكناً بسبب طاقات الرموز الثقافية. فالمعرفة
وعقائد الإنسان ونظمه وتنظيماته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وشعائره الدينية
والاجتماعية وكل أشكال الفنون ومشاعره ومواقفه التقليدية ومعاييره الأخلاقية وابتكاراته
التكنولوجية ... كلها تعتمد في العمق على تميزه بالرموز الثقافية والمهارات البشرية
المترتبة عنها.
5- الثقافة كظاهرة فريدة:
يرى البعض أن طبيعة وجود وسلوك
وارتباط الظاهرة الثقافية بالإنسان هي طبيعة غير بيولوجية . فالجنس البشري يكتسب ثقافته
من العالم الخارجي لا عن طريق واقعه العضوي. فدور كايم يؤكد أن العناصر (القوى) الثقافية
تؤثر على الأفراد والجماعات من الخارج كما تفعل التأثيرات الطبيعة، ومن ثم جاءت الدعوة
إلى إنشاء علم يختص بدراسة الثقافة (۸). فهذه الأخيرة هي عبارة عن نظام متميز
من الظواهر ، وينبغي أن تنصرف اهتمامات هذا العلم الدراسات الثقافة وإعطائها التأويلات
المناسبة. وهناك أساساً رؤيتان لدراسة الظاهرة الثقافية : الرؤية النهضوية والرؤى الرومنسية.
فالأولى تنظر إلى العقل البشري على أنه أداة عقلانية وعلمية ومنطقية. وترجع جذور هذه
الرؤية إلى رواد عصر النهضة في أوروبا ومن اقتفى أثرهم منذ ذلك الوقت بالمجتمعات الغربية.
ويمكن الاقتصار على ذكر بعض الأسماء البارزة للرؤية النهضوية أمثال فولتير وهويس وفريزر
وتيلر وليفي شتراوس وبياجيه.
أما الثانية فترى أن أسس الأفكار والممارسات لا تستندعلى المنطق
ولا على العلم التجريبي. فأرضية الأفكار والممارسات تتعدى مجال ما يسمى العقل الاستنباطي
من العام إلى الخاص أو العقل الاستقرائي (من الخاص إلى العام). فهي ليست بعقلانية rational أو لاعقلانية وإنما هي غير عقلية (١٠). وتتصدر الشخصيات
التالية الرؤية الرومنسية: جوته وشلر وليبنتز ولفي بريهل ووورف.. فالثقافة تشمل بهذا
الاعتبار الرموز الثقافية والجوانب التعبيرية وعلم المعاني والكثير إذن من أفكارنا
وممارساتنا لا يمكن فهمها الفهم المناسب إذا ما حاولنا القيام بذلك من خلال المنطق
والتجربة والبرهان والعقل (ص) (۳۸).
ومن ثم جاءت مناداة البعض بألا نتجاهل الجانبين المتعالي الميتافيزيقي
(1) ليس للرموز الثقافية وزن وحجم -۲- مدى
حياتها طويل قد يصل الأزلية: تشحن البشر بطاقات جبارة ماردة تشبه كائنات ما فوق الطبيعة
-٤ - تنقلها يسهل وهو ذو سرعة مذهلة .. إنها تشبه الأرواح والتصوفي mystical. فعلماء النفس المعرفيون قد تقدموا
أشواطاً في فهم نمط الأفكار ذات العلاقة بالسلوك غير العقلي ، إذ أصبح بيناً أكثر فأكثر
بأن اللغة والفكر والمجتمع كلها عناصر مبنية على أفكار غير خاضعة لمقاييس التقييم المنطقي
والعلمي الموضوعي . إن مفهوم غير العقلانية في التحليل للثقافة يطلق سراح قسم من عقل
الإنسان من نير القوانين العامة العالمية للمنطق والعلم. ومن الأدلة على هذا المفهوم
استمرارية التنوع والاختلاف بين الناس والثقافات عبر الزمان والمكان فمقدرة كل من الرؤى
رغم تناقضها على استمرارية النجاح في التعامل مع البراهين الجديدة هو مثال أيضاً على
دلالات مفهوم غير العقلانية التي يتمثل دليل آخر على أهميتها في كون أن الحقائق الصرفة
لا يبدو أنها تفلح دائماً في تغيير أفكار وممارسات الناس. ومن هذا المنطلق يتعرض عالم
النفس السويسري جان بياجيه للنقد بسبب إهماله دراسة غير العقلانية على حساب العقلانية
rationality . فالتفكير غير العقلاني يشمل
ميادين علاقات القرابة والصداقة ومبادىء العدل والأفكار حول معاني الأحلام، إذ في هذه
الأمور ليس ثمة معايير عالمية واحدة صالحة لكل منها . فالحكم على كفاءة أفكار وأشكال
قديمة للفهم ليس بالضرورة بالأمر الصعب . كل ما في الأمر أن تلك الأفكار مختلفة عما
هو سائد اليوم في المجتمع. وخلاصة القول بالنسبة للرؤية الرومنسية هي اعتبارها للعقل
البشري على أنه ثلاثي الطبيعة: عقلاني ولاعقلاني وغير عقلاني.
الهوامش
والمراجع:
(1) هذا هو تعريفنا
للرموز الثقافية الذي له تقريباً المعنى نفسه الذي تعطيه العلوم الاجتماعية إلى مفردة
الثقافة.
(۲) هناك على الأقل ١٦٤ تعريفاً لمفهوم الثقافة انظر كتاب:
La culture, Auxerre Cedex, Editions Sciences Humaines, 2003,
pl.
(3) Ducman, O.D., (ed) William Ogburn on culture and
social change, chicago, The university of Chicago Press,1964, p.3.
(4) Encyclopedia of Sociology, Guilford, Conn, The
Dushkin Publishing Group, Inc. 1974, p. 69.
(5) Murdock, G. P., Social Structure, New York,
Macmillan Co., 1949, p. 26.
(6) Levi-Strausse, C., Anthropologie structurale, Paris,
Librairie Plon, 1974, pp.10-20.
(7-8) White, L., and al, The Concept of Culture, Edina
Alpha Editions, 1973, pp. 17-24 et 32-39.
(9-10) Shweder, R., Levine, R., (eds) Culture Theory: Essays on Mind, Self and Emotion, Cambridge University Press, 1989, pp.1-24 et 27-66.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق