يوماً ما...
لابد
سيختلج النسغ في جذور الشجرة الذابلة.
*******
أهيم على وجهي في متاهات المنفى
وأحلق على جناح فراشة الحلم
لأتمرغ في ضفائر أشجار النخيل
على ضفاف دجلة والفرات
حيث تتوهج أرض الفراتين في دمي.
********
أخرج من قوقعة ذاتي
لأسمع صهيدل الدماء في عروقي
لأرى النور ينسكب من نافذة السماء
داخل كياني
وحينما أتمكن من دحرجة الشمس
على مدارج الأفق
أعرف أني وصلت إلى القمة
وأصبحتُ أنيس الله.
*******
ليس في وسع كل طغاة العالم
كبح جماح قصائدي الجامحة
الحاملة في رحمها أحلام الأجيال القادمة
لأن النفاق لم يخضّب مصداقيتها
ولأنها تغسل بالنور أوجاع وآلام شعبي
وتطهّر جراحه من شظايا الويلات
وتوقد في أحداقه الأمل بمستقبل مشرق
وترسم القبلات على وجنات الأطفال
وعلى أهداب برج بابل
وهو يعانق شمس الحريّة
لأنني أمنحها من صميم القلب
رأم الأمومة.
********
كما ترتعش العصافير فوق كثبان الثلوج
أرتعش من الحزن والألم
حينما أتخيل أبناء شعبي
رجالاً
ونساء
وأطفالا
يهيمون على وجوههم في الطرقات
ويهربون
وهم لا يعرفون إلى أين؟
لكن
طريق الهروب
كان
عبر شعاب جبال شاهقة
تكتنفها
الثلوج المتراكمة
على امتداد [هكاري] في تركيا
و[أورميا] في إيران
وكان الإله آشور
يسترق السمع لخطواتهم
وظله يرفرف فوقهم
ويمنحهم القوة والعنفوان
ليضيؤا قناديل الأحلام
أمام فوارس تأتي على ظهور جياد الليل
لبناء مستقبل جديد
حيث تخرج الشمس عارية لاستقبالهم.
*******
ذاكرتي
مترعة بصور القتل والإجرام
بحيث
أصبحتْ تنزف دمعاً ودموعا
لهول
المشاهد الوحشية
التي يقترفها
أبناء الظلام
بحق
الأبرياء المسالمين
لذلك....
حينما أنظر إلى شعبي
بعدسة ذاتي الإنسانية
وهو ملوّث بالمذابح والمجازر
وأراه كيف يضرب في الآفاق
خوفاً وهلعاً من قطاع الطرق
وأولياء الله
وكيف يتعذب ويشقى
ويجوع
وكيف يموت على أرصفة المنافي القصيّة
وهو يتضور شوقاً وحنينا
إلى وطن آبائه وأجداده
بلاد الرافدين المقدسة
أتكوّر كقنفذ هزيل
يجابه أشرس الوحوش المفترسة
ولكن لم تزل بي قوة
تستطيع أن تهز أغصان الشمس.
******
أتألم كثيراً
حينما أرى الأديان تزرع العداوة
بين البشر
مع أنهم جميعاً
وبدون استثناء
من جبلّة واحدة
وإلههم واحد
ووحيد.
وأكثر ما يؤلمني
حين أرى رجال الدين
(وكلاء الله على الأرض)
يؤججون نار
الضغينة و البغضاء
بين الناس أجمعين
يكفّرون هذا
ويؤلهون ذاك
ويتقاسمون الجنة بينهم
وبين أتباعهم المقربين
جداً...جداً...جدا
أما الآخرون
السادرون في الغي والضلال
فإلى جهنم... وبئس
المصير.
*****
سمعتُ صوتاً من وراء ستار الغيب
يوسوس لي قائلا:
إذا أردت رؤية الله وجهاً لوجه
استند على عكازة شعاع الشمس
في غيهب الظلام
ودع قلبك يراوح بين الأرض والسماء
وبين النور والديجور
وبين الدين... ورجال الدين
أطعم الجهلاء خبز العلم
قبل تلقينهم كتاب الله
ليخرجوا من قماقم معتقداتهم المهترئة
لتنفتح عيونهم على معالم المدنية
وأنوار الحضارات الساطعة
كعناقيد النجوم المدلاة على شرفات القمر
ليطلوا من نافذة الغيهب
على أنوار حضارات سومر
وبابل و آشور
ضمّد جراح العصافير التائهة
لتعود إلى أعشاشها
التليدة
لتعيش حرّة طليقة
في كل سماوات الكون اللامتناهي
المرصوفة بمرايا الأزمنة و العصور.
******
كلما نادى المؤذن في بلادي
يتساقط الثلج الأسود مدرارا.
******
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق