بَابٌ وَاحِدٌ وَمَنَازِلُ - أَحْمَدُ الشّهَاوِي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الثلاثاء، 26 يناير 2016

بَابٌ وَاحِدٌ وَمَنَازِلُ - أَحْمَدُ الشّهَاوِي


مَا الجَحِيمُ؟

مَا الجَحِيمُ؟

سَأَلْتُ


أَنْ تُحِبَّ

وَلاَ صَدَى
أَنْ تَسْألَ
وَلاَ جَوَابَ
أَنْ تَكْتُبَ
وَلاَ قَارِئَ
أَنْ تَنَامَ
وَلاَ أَحَدَ في الحُلُمِ
أَنْ تَبْتَهِلَ
وَلاَ إلَهَ
أَنْ تَحْمِلَ مِفْتَاحًا
وَلاَ بَيْتَ
أَنْ تَفْتَحَ كَفَّكَ
فَلاَ تَجدَ امْرَأَةً تَقْرَأُ.

قَلْبٌ لِكِلاَبٍ
سَأَرْمِيهِ لِكِلاَبِ الشَّوَارِعِ
قَلْبِي
الذي لا يَرَى صَوْتَهُ في المَرَايَا.
الذي يَرِنُّ كَإِبْرَةِ صَمْتٍ
وَحْدَهُ
الذي يُمَوْسِقُ لحْنَ مَحَبَّتِهِ
دُونَ صَوْتٍ يَؤدِّي.
الذي بَلَيْلٍ وُلِدَتْ شَمْسُهُ
الذي مِنْ فَرْطِ دُخَانِهِ لَمْ يَنَمْ
في انْتِظَارِ
مُعْجِزَةٍ مِنْ إلهٍ
يُخَايلُهُ في المَنَام.

مُسْتَثْنَاةٌ بي
سَأُرَتِّبُ المشْهَدَ كَامِلاً
سَأَخْتَارُ
وَأُوُصِي
وَأُسَجِّلُ عَدَدَ الذينَ أُحِبُّهُم
سَأَمْنَحُ فُرْصَةً لِمَنْ فَاتَتْهُ الجَنَازَةُ
أَنْ يُثْنِي عَلَى مَنَاقِبي
لَكِنِّي سَأَسْتَثْني وَاحِدَةً
سَأُسمِّيها المِئَةَ
لَرُبَّمَا تَكُونُ مَشْغُولَةً بي هُنَاك.

إِذْ قَال
تَرَكْتُ نَفْسِي لَهُ
فَلَمْ يَأْتِ.
تَرَكْتُ نَفْسِي لَهَا
فَلَمْ تَأْتِ.
تَرَكْتُ نَفْسِي لي
فَلَمْ أَجِدْني في قَوَائِمِ الأَحْيَاء
تَرَكْتُني
فَأَجَابَني أَحْمَدُ:
هل تُقَارِنُ مِئَةً بِمَوْتْ؟

غَيَابَةُ الجُبِّ
ألأَنَّ عَيْنَيَّ جَرِيحَتَانِ
وَظُلْمَتي مُضَاءَةٌ بِهَجْرٍ
وَجسَدِي مَنْسِيٌّ بِزَاوِيَةٍ
وَقَصَائِدِي فَضَحَتْ رُوحَهَا
وَمَوْتي يَنُوءُ بِمَوْتِهِ
وَمَتْلُوفَةٌ لَيَاليَّ
أَلأَنَّ ضَرِيحًا غَرِيبًا يَنْتَظِرُ مَا أَكْتُبُ
وَمِزَقًا مِنِّي
تَنَاثَرََتْ في شَارِعٍ لِبَطَلٍ
تَكْتُبِينَني عَلَى رِيحٍ
تَفْتَحِينَ بَابَ عَرَبَةٍ مِنْ نَارِي
لِيَسْخَرَ اللَّيْلُ مِنِّي؟

بُرْهَانِي
مَاجِئْتُ إلاَّ
لأَرْوِيَ الأَرْضَ من عَطَشٍ
لأَسْمَعَ صَوْتَ المَلاَئِكَةِ
لأُرْغِمَ المَوْتَ عَلَى الفَرَارِ
لأَكُونَ لامرْأَةٍ تَرْعَى الشَّهْوَةَ
لأَمْلِكَ فُقْدَاني المُتَكَرِّرَ
لأُحَاوِرَ طَائِرًا فَرَّ مِنْ أُمِّي
لأُعِيدَ لي ذَاكِرَتي التي سَرَقَتْهَا المِيَاهُ
لأُحْيِيَ المَوْتَى.

هَذِهِ سَبِيلي
المَغْمُورُ في الصَّمْتِ
أَنَا
الغَرْقَانُ في اللَّذَّةِ
المُنْقُوعُ في هَلاَكِهِ
المُتَأَخِّرُ عَلَى الأَرْضِ
الذَّاهِبُ إلى القِيَامَةِ بَاكِرَا.

تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ
مَا أَحْلُمُ بِهِ
مَازَالَ مَجْهُولاَ.
أَنَا المُتَكَلِّمُ الذِي لاَ يَعْرِفُ
الصَّامِتُ الذِي يَعْرِفُ.

ضَلاَلٌ قَدِيم
يَأْتي إلى العَالَمِ
لِيَنْكِحَ نَجْمَةً.
تُولَدُ لُغَةٌ تَبْقَى
تَدَلُّ عَلَى اتَّحَادِهِمَا.

مِنْ أَنْبَاءِ الغَيْبِ
حُروفٌ سِرِّيَّةٌ
أَسْعَى إِلَيْهَا.
نُورٌ آَخَرُ
أَبْتَغِيهِ.
أُلاَحِقُ سَمَاءً
تَنَامُ عَلَى رَأْسِي.

بَابٌ وَاحِدٌ وَمَنَازِلُ
الزَّمَانُ الأَوَّلُ
بَيْتي
لَكِنَّ المَرْأَةَ الأُولَى
لَيْسَتِ المنزلَ الأَخِير.

شَغَفَهَا حُبًّا
في معبدِ امرَأَتِهِ
يَكْتُبُ
وَفي طَقْسِه
يَخْلُقُ مُوسِيقَاهُ
مِنْ دُخُولِ آَيَاتِهِ وَخُرُوجِهَا.

رَغْوَةٌ كَوْنيَّةٌ
عَيْنَاهُ
تَرَيَانِ الأشْيَاءَ في مِرْآَتِهمَا
إنَّهُمَا صَوْتُ المَلاَئِكَةِ
بَدْءُ الحَاءِ في مَسِيلِهِ.

خَبَرٌ مَرْفُوعٌ مِنِّي
مَنَحْتُ مَنْ أُحِبُّ دَمِي
فَاغْتَالَنِي
ذَهَبَ هُوَ
وَبَقِيَتْ قَصِيدَتِي.

الثَّانية صِفْر
لَسْتُ حَجَرًا مَنْسِيًّا
في شَارِعٍ نَاءٍ
أَوْ قِطْعَةَ أَثَاثٍ في بَيْتٍ
هَجَرَتْهُ طُيورُهُ


لِذَا عَلَيَّ

أَلاَّ أَكُونَ في اللاَّمَكَان.
صُورَةُ قَلْبي
أُحِبُّني وَحِيدَا
أُحِبُّ سَاعَةَ الصَّمْتِ حِينَمَا تَئِينُ
أُحِبُّني وَرْدَةً أَبَدْ
في رُوحِ مَنْ أُجِلُّهَا
إلى الأَبَدْ.

حِجَّةُ الوَدَاع
سَأَمُوتُ
وَثَمَّةَ حَيَاةٌ أُخْرَى لي خَبِيئَةٌ
لَمْ يُفْشِهَا لِسَاني
وَلَمْ تُدَوِّنْهَا يُمْنَايَ.

اسْتَوَتْ عَلَى عَرْشِي
هَلْ أنا مُخْتُومٌ
بِحُرُوفِ أُنْثَى
تُضِيئُني؟

سَديِمٌ وَاحِدٌ
أُنَادِي القَصِيَّ فِيَّ
أُوقِظُ إِلَهِيَ النَّائِمَ
كُلَّمَا دَنَا لِسَاني مِنْ رُوحِك.

حَجَرُ الجَنَّةِ
"هُنَا"
مَكَانٌ يَتَجَدَّدُ
يَتَعَدَّدُ
يَتَكَاثَرُ دَاخِلي
أَخْلُقُهُ كُلَّ ثَانِيَةٍ
وََلاَ أَصِلُ
إِليَّ.

تَأُوِيلُ الطَّيْرِ
لِمَاذَا أَفْشَلُ
كُلَّمَا حَاوَلْتُ أَنْ أَعْرِفَ الوَجْهَ الآَخَرَ لاسْمِِي
ألأَنَّ الحُرُوفَ التي أُحِبُّ
تَنَامُ وَحِيدَةً
في السَّطْرِ.

أَرَاني أَعْصِرُ خَمْرًا
أَنْتَهِكُ الظَّلاَمَ
لأَحْلِبَ النُّورَ مِنْهُ.

تَعْلَمُ القَوْلَ
لَمْ تَقْهَرْني امْرَأَةٌ
لكِنَّ الذِي قَهَرَني
ظِلُّ صَحْرَاءَ حَرَثْتُهَا
وَلَمْ أَجِدْ مَاءً يَغْمُرُني.

مُرُوجُ الذَّهَبِ
مَا لاَ أَسْتَطِيعُ كِتَابَتَهُ فِي العَتَمَةِ
لاَ أُحَقِّقُهُ فِي الضَّوْء.

البَابُ المَسْدُودُ
الذي لَنْ أَكْتُبَهُ
سَيَحْذِفُهُ المَوْتُ
لا الخَجَلُ
وَلاَ الرَّقِيبُ الدَّاخِليُّ.

اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ
مَا بَيْنَ مِرْآَةِ الشَّاعِرِ
وَظَلِّهِ
لَمْ أَعْثُرْ عَلَى إِيقَاعٍ
يُوَحِّدُ قَلْبِي بِامْرَأةٍ
خَلْخَلَهَا صَفَاؤُهَا.

لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ
الصَّمْتُ
ثَمَرَةُ مَوْتي المُتَكَرِّرِ
وَشِعْرِي غَيْرِ المُدَوَّنِ.

نُزْهَةُ المُشْتَاقِ
كُلَّمَا غَرِقَ قَمَرِي
في مَائِكِ
أَدْرَكْتُ
أَنَّ الكِتَابَةَ مُؤَجَّلَةٌ.

أُصَيِّرُهُ يُنْبُوعًا
فِيَّ
بُكَاءٌ مُتَجَمِّدٌ مُنْذُ الوِلاَدَةِ
يَهْطِلُ
كُلَّمَا اسْتَشْرَفْتُ خِيَانَةً
فِي الطَّرِيقِ إليَّ.

صُوَرةُ الكُلِّ
مِنْ خَلاَلِ ثُقْبٍ صَغِيرٍ
فِي سَمَائي
أَتَوَلَّى إِدَارَةَ رُوحي.

جَزِيرَةُ الكَوْنِ
الصَّمْتُ
يَنَامُ في شِعْرِي
وَمَا يَظْهَرُ فِيهِ خَفِيٌّ.
جَوْهَرُ قَصِيدَتي نُقْطَتي
التي يَبْدَأُ مِنْهَا خَطِّي إِلَيْكِ


تَعِبَ وَاحِدِي

لأَنَّ مَنْ أُحِبُّ
وَرَاءَ اللاَّ وَرَاء.

صُوَرٌ سَمَاوِيَّةٌ
في الطُّفُولَةِ
رَبَّاني دُودُ الحَرِيرِ
في الأَرْبَعِين
- رَغْمَ النُّبُوَّةِ -
لم أَخْرُجْ مِنَ الشَّرْنَقَة.

بَابُ الوَهْمِ
كُلُّ امْرَأَةٍ
مَنَحَتْ قَلْبَهَا لِشَاعِرٍ
تَنْتَظِرُ أَنْ تَرَى صُوَرتَها
في القَصِيدَةِ


وَلِهَذَا تَتَعَذَّبُ الأَرْضُ.

بَارَكْتُ حَوْلَهَا
تَنَامُ في فِرَاشِي
لكِنِّي كَيْفَ أَحْدِسُ بِهَوَاجِسِهَا؟
: أَكْشِفُ مَخْبُوءَ هَا؟
: أَسْرِقُ رُوحَهَا
في حَرَكَةٍ خَفِيفَةٍ
مِنْ رُوحِي؟.

امْرَأَةٌ مِنْ سَمَائي
كُلَّمَا
حَفَرْتُ ثُقْبًا
أَجِدُ حَرْفًا مِنْ اسْمِكِ
فَيَرُدُّني الشِّعْرُ
إليَّ.

سُرَّةُ الدُّنْيَا
مَادَامَتْ الكَعْبَةُ
نُقْطَةً في رُوحِكِ
فَالقَصِيدَةُ تَدُورُ حَوْلَ قَلْبِكِ
سَبْعَ مَرَّاتٍ
تَسْتَقِرُّ عَلَى أَبْيَضِ الوَرَقَةِ أَبَدَا.

يَوْمُ الفَتْحِ
أَعْرِفُ
أَنَّني مُذْنِبٌ
مَطْرُودٌ مِنْ رَحْمَتِكِ
لكِنَّني أُعَوِّلُ عَلَى أَنَّنَا
سَنَلْتَقِي في سَرِيرِ القَصِيدَةِ.

أَعْبُرُ وَادِي البُكَاءِ
تَحْتَ عَلَمِكِ المُنَكَّسِ
سَتَبْقَى قَصَائِدِي طَوِيلاً
عَالِيَة.

أَسْبَحُ في الأَثِيرِ
لَسْتِ شَمْسًا سَوْدَاءَ
كَيْ تُشْرِقي مَرَّةً في رُوحِي.
دَرَجَاتُ الصُّعُودِ إلى سَمَائِكِ لَيْسَتْ مُتَهَدِّمَةً
احْذِفي سَوَادًا مَرَّ في نُورِكِ
خَلِّيني أَزْرَع الضَّوْءَ
لَسْتُ نَبِيًّا أَوْ رَسْولاَ
لَكِنَّني أُلْهَمُ بِكِ
أَكْتُبُ مَا تَقَدَّسَ
لِتُمْسِكِي جَوْهَرَك.

وَمَا بَيْنَهُمَا
أَعِدُكِ بِالصَّمْتِ
لاَ بِالكَلاَمِ.
أَعِدُكِ بي
لاَ بِظِلِّي.
أَعُدِكِ بِحَرْفي
لاَ بِمَا أَنْطِقُ.
أَعِدُكِ بِوَجْهِي
لاَ بِمِرْآَتي.
أَعِدُكِ بِخَجَلِي
لاَ بِزَبَدِ انْفِعَالي.
فَلاَ تعِدِيني
بِمَا لا تَمْلِكِين.

حَجَرٌ فِي الحِجْرِ
مَا شُفْتُهُ قَبْلَ أَشْهُرٍ
أَعَادَني إليَّ
مَا أَرَاهُ مِنْ جَفَافِ اليَدِ
يَرُدُّني إلى عَدَمِ الكِتَابَةِ.


أَلَمْ تَقُلْ لَكِ الكُتُبُ

إنَّ شَمْسًا مَسْرُوقَةً في قَلْبِ امْرَأَةٍ
سَتَفْسَدُ
إِذَا لَمْ تَقُلْ لِشَاعِرِهَا:
صَبَاحُ الخَيْرِ يَا أَحْمَدُ
خُذْني إلى ضَمِيرِ نَخْلَةٍ
تَنَامُ في يَمِينِكَ.

أَعْرُجُ إِلَيْهَا
مَعْنَايَ
يَرْحَلُ مِنْ قَلْبِي إِلَيْكِ
فَلَسْتِ امْرَأَةً يُدْرِكُهَا تَشْبِيهٌ


صَفَّيْتُنِي مِنِّي

فَرَأَيْتُكِ في قَاعِي
مِئْذَنَةً
تَطُولُ وَتَعْلُو.

لَكِ المَثَلُ الأَعْلَى
كُلِّي
حِبْرٌ لِحَيَاتِكِ
يَمِيني
تَنْطِقُ بِعَجْزِي عَنْ بِلُوغِكِ
أَشْتَهِي أَنْ تَكُوني فَوْقَ رَأْسِي كِتَابًا
أُغْنِيةً لَنْ تَمُوتَ
لِسَاني يَنْظُرُ
عَيْنَايَ تَكْتُبَانِ
أُذَنَايَ تَرَيَانِ


سَأَعْتَذِرُ عَنْهُ

لأَنَّهُ جَاءَ بِكِ في زَمَانٍ وَمَكَانٍ غَائِبَيْنِ
بِرَغْمِ أَنَّهُ خَلَقَكِ في سَبْعَةِ أيَّامٍ
دُونَ رَاحَةٍ أَوْ انْقِطَاع.

قُبَّةُ الهَوَى
لمْ أُخْطِئْ مَرَّةً
وَأَنَا أَتَهَجَّى اسْمَكِ
لأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ حُرُوفَهُ
عَلَى رُوحِي.

أَلِجُ البَيْتَ وَأُصَـلِّي
قَمَرِي الشَّارِدُ ذَائِبٌ فِيكِ
كَأَنَّني نَائِمٌ في شَجَرَتِكِ
مُلْتَحِفٌ طُيورَكِ
رَاءٍ قَبْرًا لِقَلْبي في نَهْدِ غَمَامَتِكِ
فَلاَ تَدْفِني أَلِفِي في تَابُوتِكِ
لأَنَّ اللُّغةَ سَتَتَكَفَّنُ دُونَهُ.

جَبَلُ القَمَرِ
بَيْنَ حَرْفٍ وَصَمْتٍ مِنْكِ
أَنْسَى أَنَّني عَرَفْتُ نِسَاءً
كَأَنَّ اللَّهَ خَلَقَ النُّورَ بِكِ
وَأَعْلى مِنْ شَأْنِ القَلَمِ في سُوَرتِهِ
لأَجْلِ سِرِّك.

جَوَامِعُ المَوْجُودِ
كَلَّ لَيْلَةٍ تَمُوتُ
تُحْيِي يَمِيني اسْمَكِ.


كُلُّ صَبَاحٍ يُولَدُ

تَتَألَّهُ حُرُوفُ اسْمِكِ
في أَصَابِعِي.



فَلاَ تُسْمِّي ذَلِكَ اعْتِيَادَا

لَسْتِ مِرْآَةً في يَدَيَّ
وَلَسْتُ ابنًا لِلْغِيَاب.



مَا أَضَاعَهُ المَاضِي

أَرَاهُ في يَدَيْكِ
فَادْفِني سَوَادَ الأَمْكِنَةِ تَحْتَ حِذَائِكِ
لَسْتِ سِوى مَلاَكٍ سَائِبٍ
بَيْنَ بَشَرٍ يَجْهَلُونَكِ
امْتُحِنْتِ في الرِّسَالَةِ
فَسَقَطْتِ في المُوسِيقَى
لأَنَّ إِيقَاعَ رُوحِكِ
كَانَ أَعْلَى.



لَسْتُ عَابِرًا

صَوْتي لَيْسَ أَبْيَضَ
لأَنَّهُ تَلَوَّن بِمَخَاوِفِِكِ.



صَمْتي اشْتَهَاكِ

لأَنَّ الكَلاَمَ عَاجِزٌ
أَمَسُّكِ بِشَعْرَةٍ مِنْ إِلَهِي
لِتَنْطِقَ شَفَتَاكِ اللَّتَانِ هَزَمَتَاني بِنَأْيٍّ
لِتَلْمَسَني يَمِينُكِ التي أَبْطَلْتِ قَوْلَهَا.

بَسْمَلَةُ الكِتَابِ
بِجَنَاحٍ لاَ يُرَى
في صَدْرِكِ
أَحُطُّ مَلاَكًا
الذي لم تُظْهِرِي لي سِوَى فَاتِحَتِهِ
هَلْ بِإِلهٍ أَسْتَعِينُ
لأُنْزِلَ بَقِيَّةَ السُّوَرِ
جُوَّايَ.

قِبْلَةُ القُبْلَةِ
أَبْحَثُ عَنْكِ
في أَلَمِي
فَلَقِّنيني رِسَالَتَكِ
أَنَا الذي في نَهْدَيْكِ
أَمُوتُ
وَأَشْهَدُ.
ابْنِي لي
بيتًا مِنْ قَصَائِدَ
في أَرْضِكِ
التي تَعَذَّبَتْ.
خَلِّي شَعْبَ جَسَدِكِ
يَعْبُدُني
دَونَ إِكْرَاهٍ عَلَى التَّعَالِيم.

بَيْضَةٌ كَوْنِيَّةٌ
لَمْ يَقُلْ لَكِ أَحَدٌ:
مَحَارَةٌ أَنْتِ تَائِهَةٌ
في بَحْرِ صِفْرٍ
تَسْأَلُ
وَتَغِيبُ في هَوَاجِسِهَا.

طَحِينٌ ضَائِعٌ
أَمُوتُ كُلَّ لَيْلَةٍ وَحْدِي
وَأَنْتِ في سَرِيرِكِ
تَسْرُدِيِنَ تَارِيخًا
أو تَحْرِقِينَ مَا مَضَى
أَوْتُحْيينَ مَيْتًا في الذَاكِرَة.


هل تَعْرِفِينَ مَا مَعْنَى أَنْ أَشمَّ قَمْحَكِ

دُونَ أَنْ أَرَاني في رَغِيفِك؟
هَجْرٌ نَحْوَ لاَ شَئَ
الزَّمانُ في خُصُومَةٍ مَعِي
فَصَالَحَتْنِي شَفَتَاكِ
وَلَمَّا هَجَرَتَاني
رُحْتُ أَفْرُطُ عُمْرِي
كَرُمَّانَةٍ نَسِيَهَا اللَّهُ عَلَى شَجَرَتِهَا.

حُلُولُ التَّاجِ
بَادِلِيني التَّنَفُّسَ
فَزَمَاني يَسِيلُ
عُزْلَتي لاَ تَهُمُّ
شِتَائِي عَارٍ
وَحُضُورِي
في كُلِّ شَئٍ يَمُوتْ.

حَيْرَةُ العَارِفِ
سَهْلٌ أَنْ تَقْتُلَ نَجْمَةً
وَتَسْأَلَهَا عَنْ مَصِيرِكَ مَعَ مَنْ تُحِبُّ
شَرِيطَةَ أَنْ تَعْرِفَ
كَيْفَ تَصْعَدُ إلى السَّمَاء.

المَيَاسِرِيُّ
كَانَ يَأْكُلُ النَّارَ
في قَرْيَتِي
رَجُلٌ غِرَيبٌ
حَلَّ في صَمْتٍ
وفي سَمْتٍ لِشَيْخِ الوَقْتِ.


سَأَلْتُ عن أَحْوَالِهِ

فَقِيلَ
أَكَلَتْهُ نَارُ الحُبِّ
فَقَرَّرَ أَنْ يُبَادِلَ النَّارَ
بِالنَّارْ.

شِفَاءُ الغَرَامِ
سَأَسْتَدِينُ امرأةً مِنَ اللَّيْلِ
غُرْبَةً مِنْ أَبي حَيَّانَ
تَابُوتًا مِنَ الفِرْعَوْنِ
وَحْيًا مِنْ سَمَائِكِ
طَيْرًا مِنْ فَرِيدِ الدِّين
وَقِطْعَةَ أَرْضٍ مِنْ يَمِينِكِ؛
لِتَكُونَ مَقْبَرَتي
رَائِحَةً مِنْ نَوَالَ؛
لِتَبْقَى شَاهِدِي.
نَمْلاً مِنْ سُلَيْمَانَ؛
لِيَحْمِلَ مَا كَتَبْتُ إِلى لَهِيبِكْ


سَأَسْتَدِينُ الأَرْضَ مِنْ أَرْضِي

وَأَخْلُقُ آَلِهَةْ
أَحْرُثُ الأَحْزَانَ وَحْدِي
وَيَسْأَلُني قِنَاعي:
هَلْ مَطَرِي مَخْدُوعٌ في الرَّمْلِ
وَمَهْزُومٌ في حِيطَانِ
الأَمْكِنَةِ الخَمْسَةِ



قَلْبِي مَقْبُوضٌ

مَائي زَعْلاَنُ مِنْ نَهْرِكِ
وَهَوَايَ في الأَرْضِ
سَمَائي تَجْتَازُ المِحْنَةَ في صَمْتٍ
حُبِّي يَبْحَثُ عَنْ حُبٍّ.



سَأَسْتَدِينُ المَتْنَ مِنْ هَامِشٍ في يَدَيْكِ

وَثُقْبًا أَبْيَضَ مِنْ قَمَرٍ زَائِدٍ
في سَرِيرِكِ.



فَاهْزِمي خِشْيَتِي

وَلاَ تَدَعي جُثَّتي تَمْشِي.
شَيْخُ الطُّرُقِ
ضَيِّقٌ مَكَانُ نَوْمي
هَكَذا أَتَعَمَّدُ
كَيْ لاَ تَصِيرَ مَسَافَةٌ بَيْنَنَا.

نَشِيدُ الوَرْدَةِ
لَوْ أَنَّني
نِمْتُ عَنْكِ
لاَحْتَرَقْتِ
وَسَاقَتْكِ النُّجُومُ إلى مَخَابِئِهَا
رَمَادَا.


لَوْ أَنَّني

مَا حَرَثْتُ
مَا طَلَعَتْ شُموسٌ في الحَشَائِشِ
وَمَا كَتَبَتْ وَرْدَةٌ نَشِيدَهَا.

جَسَدٌ لي فِيَّ
جَسَدٌ يَحْيَا بحريرِ أَصَابِعِ آلهةٍ
يَنْطِقُ بِيَدَيَّ
يتعَرَّى بحَريري
فَأَنَا الخَالِقُ لِخُيوطِ ثَوَانِيهْ
وَأَنَا بَدْءُ النَّسْجِ
وَخَارِطَةُ مَجَارِيهْ.

لَمْ أَخُنْ
لَمْ أَقُلْ
هَا هِيَ سَطْوَتِي
لكنَّ الذي قَالَ
كَانَ قَلْبِي.


لَمْ أَخُنْ

وَلَمْ تَفْعَلْ يَدَايَ الخَطَأ
لكنَّ ظَهْرَي
صار أرضا للسهام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق