و أينعت أزهارنا الى القحط - شربل داغر - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الجمعة، 3 مارس 2017

و أينعت أزهارنا الى القحط - شربل داغر

مرتهنٌ للسفر الطويل دوماً، غربة كل البيوت وأينعت أزهارنا على القحط :
تهويمة الأغاني
ترسبٌ في الفناحين الفارغة
وسيجارتي تختط طريقي إلى عينيك.
وطلعت من الحضارات البدائية، ناتئة التعابير، مسنونة العينين كالسيوف النحاسية.
من أين لك أن تتوكئي سهلاً، جبلاً يرتطم في قاعي؟
ودخلنا فاتحة الضوء، وحريق يتطاول في المعبد، وانفراجات الأعمدة العالية تمتد طقوساً وثنية : شناشيل، عقود آس، أقداماً عارية والطبل يضج يضج يضج... نقاوة اللحم تتغاوى فوق مذبح الضحية وآتون من كهوفنا نحمل أطياباً ولباناً، صدأ السنين الفارغة ورصد الآتي.
يا نجمة الدرب الزرقاء ماذا لو تتشابك أنوارنا...
نشرش في لجة الفرح الصاخب في صدورنا؟
من أين أتيت؟ كيف ارتميت؟ أمواجي صلدة وبحري مغلق.
تمادى حضورك فيَّ حتى انتفيت، استغرقت في لذة التوحد.
***

وجهك منحوت من الأبنوس والذهب، كالانفجار انوجدت وغمرتني، انزرعت كفصل النار بين حجر الماء وورد الخشب :
سخفٌ تعاويذنا
سخف إشاراتنا الحمراء
كل في عزلته يعاني الدوار.
للصمت أقدام تعبر الجسر العالق في عيوننا، كل المساحات تفوح بنا وطرطقة الأيادي بعض من أغانينا.
يباس أرضنا يا وردة الغيم هلا تفتحت؟
أجنة الزهر تشتاق خصاصيل شعرك، وحنت إليك عصافير الدوالي، يا كرومها غصت باللون الواحد، وتشابهت كل الأوراق بين يديك، وسمائي تضيق والأفق رماد يتطاير فوق طاولتي.
كيف استطعت أن تحددي مسافاتي بك، تسمريني كالحجر المضغوط فوق المقعد وما استطعت يوماً عبور سد وهمي بيني وبينك؟
تناهيت في وجودك وأتيت كأعظم ما يكون المجيء.
وتأنقي وتألقي وانعتقي من براثن الصخر يا جميلة طالعة من الصخر.
***

رسا وجهك مختوماً كمن لم يكتشف، مرصوداً بكل السؤالات المزعجة. غابة من جنود الليل ترسم الحدود الآمنة. جزيرة مهجورة، في وسط البحر كنت، رحل عنها البحار الأول والأخير، أقفل الأبواب والمرايا دونها ورمى المفتاح في البحر وشباكي اهترأت.
ومهما تقدمت تساءلت عن بعد الخطوة التي تأتي وحين تفتت وجهك الصخري وما انبجس الماء علمت أن الخطوة التي تأتي لن تأتي.
... وأينعت أزهارنا على القحط، ابتدأت، سقطت، وما انتهيت...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق