حَدِيقَةٌ مِنَ الْوَحْشَةِ
(1)
فِي الْمَسَاءِ
هِبِي الْجَمْرَ حَيَاةً مِنَ الْغُبَارِ
مِنْ نِثَارِ غَابَةٍ أعْدَمَتْهَا الرِّيحُ
وَبَحْرَاً
لِسَفِينَتِكِ الْمُهْلِكَةِ.
(2)
تَعِبٌ
كَوَشْمِ عَلى سُرَّتِكِ
كَرِيشٍ مِنَ الْكَاونْتَرْبَاصَ
فِي الْمَراعِي
الْمُهْمَلًةِ.
(3)
بِأنَاةٍ
مِثْلُ طَائِرٍ وَحِيدٍ
ألتَقِطُ
بُذُورَ مَوْتِي.
(4)
لِقُدَّاسِي
تَقْرَعِينَ أجْرَاسَكِ اللاهُوتِيَّةِ
وَتُزْهِرِينَ
حَدِيقَةً مِنَ الْوَحْشَة.
أيَّتُها الْبِحَارُ الْمُوسِيقِيَّةُ
(1)
كَيْفَ أضُمُّ أصَابِعَكِ الْمَشْغُولَةَ بِاتِّقَادِكِ
الْعَاطِفيِّ!
وَ أنَا الْحُزْنُ
الَّذِي يُقَطِّعُ الْقَلْبَ كَرُمَّانَةٍ مِنَ
الْحُزْنِ
كَيْفَ أسَمِّي
النِّدَاء الْبَعِيدَ للرَّغَبَةِ الْمُهْلِكَةِ
فِي الْعِنَاقِ
كَيْفَ أوَسْوِسُ نَهَارَاً
يُطْعِمُ صُرَاخَ أضْلاعِي
لِصَنَوْبَرَةٍ
تَسْتَظِلُّ بِلَذَّةِ الآلِهَةْ.
(2)
الأنَ
أرَكِّبُ عَيْنَيْكِ
عَلى وَحْشَةِ الْعِنَاقِ
وأكْتُبُ بُطَاقَةَ الْعَابِرِينَ إلِى أزَلِ
الأنُوثَةِ
الآنَ
أسْكُبُ كَأسَاً مِنَ الْوَحْشَةِ للْوَحْشَةِ
وأصْمُتُ
.
.
(3)
كُلَّمَا أوْحَى النَّهَارُ لِلْعَنَاقِيدِ بِالسُّكْرِ
ذُقْتُ
زَيْتَ رَعْشَتِكِ
فِي الزُرْقَةِ
الدَّافِئَةْ.
(4)
عَلى جِدَار الْمَقهَى صُورَةُ بَحَارٍ أَهْرَمَتْهُ
السَّوَاحِلُ
- لَكِنَّه يَبْدُو بِنَظْرَةٍ جَيِّدَةٍ
وغُلْيُونٍ كَسَرَتْهُ حُورِيَّاتُ الْبَحْرِ-
أنَا مِثْلُهُ
يُمْكِنُنِي أنْ أقُولَ للبِحَار
أيَّتُها الْبِحَارُ الْمُوسِيقِيَّةُ
كَيْفَ لا تَعْرِفِينَ مَآذِنَ كَعْبَيْهَا عَلى
طَلاوَةِ الْمَوْجِ؟
كَيْفَ لا تَعْرِفِينَ شِتَاءً مِنَ الْوَلَهِ
الْكَوْنِيِّ
عَلَى جُنُونِ قَمْحَةٍ
يُضِئُ؟
كَيْفَ لا تُفَسِّرِينَ
أصَابِعَهَا
فِي ثُلْثِكِ الأخِيرِ مِنَ الْعِشْقِ
عَلى أرْخَبِيلِيَ الْمُتَشَرِّدِ
فِي حُضْنِهَا؟.
زَوْبَعَةٌ
(1)
مِثْلُ زَوْبَعَةٍ
تَسْتَبِيحِينَ طِينَتَي
وَمِثْلُ مَلائِكَةٍ مِن يَنَابِيعَ
أزَلِيَّةٍ
تَجْمَعِين مَشِيئَتي
لِلْمَوْتِ.
(2)
عَلَى جَدَائِلِكِ
تَنْبُتُ وَحْشَةُ السَّافَانَا
وَ عَلَى أصَابِعِكِ الْمَدَارِيَّةِ
أَغْفُو.
(3)
عِنْدَمَا
تُبَعْثِرُ الْكَانْقَا* عَصَافِيرَهَا الصَّبَاحِيَّةَ
عِنْدَمَا
تَمْشِي الأيَائلُ كَثُرَيَّاتٍ عَلى عُشْبِ
دَمي
أعْرِفُكِ.
(4)
فِي اللَّيْلِ
أَقُولُ لِطُبُولِ نَهْدَيْكِ
أَنَا
أصْوَاتُكِ الحَافِيَةْ.
--------------
*آلة موسيقية طقسية
سودانية: أبواق الكانقا.
مدارات ثقافية : مُجلةة فكريّة ثقافيّة ألكترونية تهدف
لخلق هامش للتّفكير الحرّ المستقلّ والمعرفة النّقديّة و
لربط الصلة بين الطاقات الفكرية والأدبية والفنية في العالم العربي بتوفير فضاء التقاء وتبادل وحوار و
العمل على نشر وتطوير المعرفة حول مبادئ حقوق الإنسان، وحول القيم السّياسيّة والأخلاقيّة الحديثة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق