القصائد التي لم أكتبها - شعر: جون بريم - ترجمة: د. محمد حلمي الريشة - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الخميس، 3 مايو 2018

القصائد التي لم أكتبها - شعر: جون بريم - ترجمة: د. محمد حلمي الريشة


أَنَا عَنِيفٌ جِدًّا وَغَيْرُ مُنْتِجٍ، وَالقَصَائِدُ
الَّتِي لَمْ أَكتُبْهَا سَتَصِلُ
مِنْ هُنَا إِلَى سَاحِلِ (كَالِيفُورْنْيَا)
إِذَا وَضَعْتَهَا نِهَايَةً لِهذِهِ الغَايَةِ.

وَإِذَا كَدَّسْتَهَا فَوْقَ بَعْضِهَا،
فَإِنَّ القَصَائِدَ الَّتِي لَمْ أَكْتُبْهَا
سَتَتَمَايَلُ مِثْلَ بُرْجِ
(بَابِلَ) الصَّامِتِ، وَلاَ تَقُولُ شَيْئًا،

وَلاَ كُلَّ شَيْءٍ فِي الأَلْسِنَةِ
الأَلْفِ المُخْتَلِفَةِ. حَتَّى تَتَحَرَّكَ، وَحَتَّى
تَمْتَلِئَ وَتَفْرُغَ مِنَ المُعَانَاةِ،
وَحَتَّى تُنْقَعَ فِي مُوسِيقَى الصَّوْتِ

الأَبْكَمِ قَبْلَ الحَقِيقَةِ،
فَإِنَّ القَصَائِدَ الَّتِي لَمْ أَكْتُبْهَا
سَتَكْسِرُ قُلُوبَ كُلِّ
النِّسَاءِ اللَّوَاتِي تَرَكْنَنِي فِي أَيِّ وَقْتٍ مَضَى،
وَسَتَجْعَلُهُنَّ يُحَدِّقْنَ فِي أَزْوَاجِهِنَّ
بِازْدِرَاءٍ شَدِيدٍ، وَيَكْرَهْنَ
أَنْفُسَهُنَّ، وَيُحَوِّلْنَ ظُهُورَهُنَّ
عَنْ مَصْدَرِ الجَمَالِ.

القَصَائِدُ الَّتِي لَمْ أَكْتُبْهَا
سَتُجْبِرُ كُلَّ الشُّعَرَاءِ الآخَرِينَ
لِيَسْأَلُوا الرَّبَّ: "لِمَاذَا
سَمَحْتَ لِي أَنْ أَعِيشَ؟ أَنَا لاَ قِيمَةَ لِي.

أَرْجُوكَ اضْرِبْنِي ضَرْبةَ مَوْتٍ حَالًا،
وَدَمِّرْ أَعْمَالِي، وَطَهِّرِ
الأَرْضَ مِنْ كُلِّ عُيُوبِي
المُرَوِّعَةِ". الأَشْجَارُ

تَحْنِي رُؤُوسَهَا قَبْلَ القَصَائِدِ
الَّتِي لَمْ أَكْتُبْهَا. "خُذْنَا"،
سَيَقُولُونَ، "وَحَوِّلْنَا
إِلَى صَفَحَاتِكَ لِدَرَجَةِ أَنَّنَا

قَدْ نَعِيشُ مِثْلَ الأَرْضِ إِلَى الأَبَدِ
مِنْ كَلِمَاتِكَ الَّتِي تَرْتَفِعُ".
الرِّيحُ نَفْسُهَا، حَولَ
مَا كَتَبْتُ عَنْهَا بِبَلاَغَةٍ جِدًّا،

مُشِيدًا بِسَهْلِهَا، وَهَوَاءِ
الأَنْهَارِ المُتَقَاطِعَةِ، وَهُدُوئِهَا الجَلِيلِ،
وَالاسْتِنْطَاقَاتِ الصَّاخِبَةِ،
وَمَا يُشْبِهُ نَايَهَا الدَّائِمَ، وَتَأْنِيبَاتِهَا

العَاطِفِيِّةِ، سَتُحَوِّلُ مَسَارَهَا
لِتَجْرُفَ الأَسْفَلَ، ثُمَّ تَمُرُّ فَوْقَ
القَصَائِدِ الَّتِي لَمْ أَكْتُبْهَا،
وَالحَيَاةِ الَّتِي لَمْ أَعِشْهَا، الحَيَاةِ

الَّتِي فَشِلْتُ حَتَّى بِتَخَيُّلِهَا،
حَيْثُ وَصَفْتُهَا بِإِتْقَانٍ تَمَامًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق