يبحث هذا الكتاب في العلوم العرفنية وتعني
"جملة من العلوم تدرس اشتغال الذهن والذكاء، دراسة أساسها تظافر الاختصاصات
تساهم فيها الفلسفة وعلم النفس والذكاء الاصطناعي وعلوم الأعصاب (علوم الدماغ)
واللسانيات والأنثروبولوجيا. وتدرس العلوم العرفنية الذكاء عامة والذكاء البشري
وأرضيته البيولوجية التي تحمله وتعنى كذلك بمنولته وتبحث في تجلياته النفسية
واللغوية والأنثروبولوجية (إمبار 1992)".يأتي هذا الكتاب بعد مرور ثلاثة عقود
على ظهور كتاب "الاستعارات التي نحيا بها" للايكوف الذي يعتبر تأسيساً
للسانيات العرفنية. وقد تزايدت خلالها الحركة العرفنية عامة والعرفنية اللسانية
خاصة ولكنها لا تزال خجولة في البلاد العربية ما عدا بعض الدراسات في قطرين من
المغرب العربي (المغرب وتونس) وهي دراسات مخصوصة بالدلالة عامة وبالاستعارة في
الأغلب ولا تشتغل بسائر المظاهر اللسانية العرفنية.من هذا المنطلق، تأتي أهمية
استكمال هذه الدراسات في وظيفتين أساسيتين في البحث وعند الباحث: نقل المعرفة
وإنتاجها.يهدف الكاتب من وراء هذا العمل إلى إصلاح ما ورث عند المبتدئين الذين
اعتقدوا "أن العرفينات شعار يرفع، ولعل ذلك راجع إلى غياب الأطر الفكرية
العامة التي تمثل منابت تلك الأفكار بوجه يصبح نقلها أو اعتمادها شبيهاً بتعليبها
(...) لذلك خصصنا كل نظرية بتمهيد يسعى إلى تبيين ما كان مفيداً – في حدود ما نرى
– من عناصر وعوامل وأطر قد لا يصل أغلبها في وثيقة واحدة وإنما يكون مبثوثاً في
أحاديث (ندوات ولقاءات) (...) ويعمد بعضهم إلى اجتزاء المفاهيم دون فهمها فيسيء
توظيفها... فيسيء فهمها أولاً فيعبّر عنها غلطاً ولا يفيد في توظيفها
ثانياً...".لذلك، رأى المؤلف من الضروري أن يكون في متناول الباحثين مورد فيه
مراوحة بين العرض النظري الواضح الأمين القائم على فهم متين من جهة والتحليل
المؤسس على دقائق الأشياء موصلاً إلى مبادئها.وقد جاء هذا الكتاب في قسمين أولهما
في العلوم العرفنية إطاراً تاريخياً مفهومياً عاماً وثانيهما في النظريات اللسانية
العرفنية بتياريها الكبيرين التوليدي والمفهومي التصوري، وفي التيار الواحد جداول
عديدة يتخيّر الباحث أبرزها، وما بقي من النظريات كثير. كذلك يتضمن الكتاب ثبتاً
في أبرز المصطلحات الواردة في الدراسة مرفوقاً بعضها بتعريف وجيز بهدف المعرفة
والإفادة.دراسة هامة، تبحث في الشيء المشترك بين بني البشر، في ماذا يفكرون، وتبقى
الأسئلة ليست بجديدة ولكن بعض الأجوبة جديد. وهنا تتجلى أهمية الأبحاث الجديدة في
هذا المجال ومنها هذه الدراسة في الإجابة عن مثل هذه الأسئلة.لقد جاء هذا الكتاب
بمباحث نادرة في عرض نظري تحليلي واضح ومؤسس على الدقة والوعي بإشكالات تطبيق هذه
النظريات، وهذا ما يميز "الأزهر الزناد" عن غيره من الباحثين.
نظريات لسانية عرفنية -
الأزهر الزناد
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون - دار محمد علي الحامي للنشر - منشورات الاختلاف
الطبعة: الاولى 2010م
عدد الصفحات: 269
الناشر: الدار العربية للعلوم ناشرون - دار محمد علي الحامي للنشر - منشورات الاختلاف
الطبعة: الاولى 2010م
عدد الصفحات: 269
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق