إن DNA يُعتبر حجر الأساس فى الحياة، لكن من المحتمل فى المستقبل القريب
أن يصبح أيضاً مستودع ومخزن لمختلف الموسوعات والبيانات الرّقميّة. فقد استطاع
العلماء بنجاح تحويل ٧٣٩ كيلوبايت من البيانات الى أكواد ورموز جينية واستعادتها
مرة أخرى بدقّة ١٠٠%.
بدأ العلماء بواسطة
مجموعة ملفّات بمختلف الصّيغ والأنواع: بعض قصائد شكسبير، تسجيل صوتى لخطاب من عام
١٩٦٥، نسخة من ورقة بحثية قديمة عن الحمض النووى والبناء المعقّد له. عادةً، يتم
تخزين البيانات على القرص الصّلب فى الحاسوب على شكل سلسلة أكواد من رقمين : الصّفر
والواحد. قام الباحثون بعمل نظام لترجمة هذا النّظام الثّنائى الى نظام آخر ذو
أربعة أحرف: A, C, G, T (وهو الكود الذى يتكوّن منه الحمض النّووى DNA ). وقد استخدموا هذا
الكود الوراثى الجينى لتوليف خيوط DNA الفعليّة مع البيانات الجديدة المُدخلة فى هيكلها.
لكن كانت النّتائج غير مثيرة للانبهار,
مجرد بضع ذرّات من أشياء بالكاد مرئية وموجودة فى أسفل أنبوب الإختبار. لكنهم
حقّقوا النّجاح الباهر عندما تم عكس العمليّة. قام العلماء باحضار الجينات الخاصّة
بالمعلومات المُخزّنة وأعادوا ترجمتها الى نظامها الأصلى الثّنائى. وكانت النّتيجة
هى استعادة المعلومات كاملة بدونأدنى خطأ, وفقاً لما نشرته مجلة الطبيعة.
اذاً, ماذا يميّز التخزين فى DNA عن أنظمة التّخزين
الأخرى؟ أولاً, يتميّز الحمض النووى بكثافة تخزين عالية جداً, حيث يقول العلماء أن
جرام من DNA يقوم بتخزين حوالى أكثر من مليون اسطوانة CD. ثانياً, تستطيع DNA التّواجد فى
نطاق من الظّروف المختلفة, حيث أنّه لا يعانى من هشاشة أو حساسية تجاه أشياء
معيّنة مثل أنظمة التّخزين الموجودة حالياّ. ثالثاً, لدى DNA سمعة جيّدة فى
التّخزين الآمن للمعلومات, حيث أنّه يختزن فى داخله تاريخ الحياة منذ نشأتها على
الأرض.
- فى الواقع, انّها ليست المرّة الأولى التى
يتم فيها تخزين البيانات على DNA, لكن المحاولة الأخيرة كانت أكثر كفاءة ودقة بكثير من سابقتها.
هذا النّظام قد يكون مفيداً فى مجال الأرشفة أو المعلومات التى لا تتطلّب الدخول
المتكرّر, بحيث تكون كنسخة احتياطيّة عند الطوارئ أو شئ من هذا القبيل.
- لكن ما قد يسبّب التّراجع لهذه التّقنية هو
التكلفة, حيث أن تغيير وتوليف DNA على المعلومات الجديدة يُعتبر عملية مكلّفة, لكن يؤكّد العلماء
بأنها كباقى التّقنيّات الجديدة قد بدأت تقل تكلفتها. ويتوقع العلماء انتشار هذه
التقنيّة والإعتماد عليها بشكل أساسى بحلول عام 2022.
ترجمة: عمرو باهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق