آكل التوت البري - عدنان عادل - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الأحد، 27 أكتوبر 2019

آكل التوت البري - عدنان عادل



إلى المُلثَّم أثناء ذبحه الغروب: إن كنتَ شجاعا، أظهر وجهك ليتلطخ بدم الضحية وتقدم نحوي، أنا الفجر.

من جديد،
لا يفكر بشيء،
آكل التوت البري،
السارح تحت غيمة هي الأخرى،
على غير عادتها،
لا تُنبئ بشيء.


رائحة نهاية آب الممزوجة
باستغاثات لا تُقهر،
رغم خلو دربه من قرقعة السنين،
أرغمته على الخضوع لراية الجنوب الشاسعة،
هو الذي صمم
أن لا يفكر بشيء.


حياته البرية كلها تذوب
في قضمة حبة توت واحدة،
الدم الزائف على كفّه
يتخذ أشكالا كاريكاتورية لحروب مُضحكة،
يقينه الحائر بين:
نكهة دم إنسان هناك،
ونكهة دم توت أحمر ها هنا.


من جديد،
بعيداً عن القيلولة،
يجد نفسه تحت بيوت سكرى
بحقول الخمر الطائرة،
الخضرة بأعشاشها المنتشية
تنفض نعاسها،
وأشجار لا تعرف لغة القيلولة،
تودع ظلالها الناعسة بين الجداول
وتتبعها.
على مرأى الزُرقة،
مكان ينخر تاريخ الظهيرة في
جسد قدَّس أينما حلّ،
وتمنى أن لا يفكر بشيء.


وفي لحظة،
يشتته الزمن المتيبس على بعض
الحبات المنهكة،
يعود إلى التفكير،
ليتعفن من جديد
كعادته البالية.


وعلى غير عادته،
وتحت زعيق الزيّزان المتوارية،
آكل التوت البري
سيردّ قريباً على ذبح الغروب
بابتسامة ساخرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق