أغلب المدن الأوروبية، تتوفر على محطات قطار تبهر إلى حد بعيد بجماليتها واتساعها
وخدماتها وحركتيها الدؤوبة ؛ لكن ل(محطة الشمال / Gare du
Nord ) التي تم بناؤها سنة 1864 نكهة خاصة ؛
نكهة تاريخية تهدف لإبهار كل من يرتادها من أول نظرة، أما في حقيقة
الأمر، تبهر كلما مررت منها ؛ تفرض عليك التأمل في واجهتها التي تبدو كلوحة
تشكيلية، هذا إن كنت ذواقا أو فنانا مبدعا أو عاشقا للمعمار
وزخرفه، بالإضافة إلى تاريخها العريق الذي تنطق به جدرانه وتماثيله
التسعة ( 09) المنتصبة بشموخ في أعلى واجهة محطة، تبدو للمرء أنها زينة
وتزيين ؛ لكن تلك التماثيل لم توضع ولم تطرح عبثا، بل ترمز إلى( 08) مدن
أوروبية رئيسية، والتي يربطها القطار، من هذه المحطة. وأما التمثال ( التاسع)
المتمركز وسطا؛ يرمز إلى مدينة باريس، لكن بكثرة الازدحام والحركية الدؤوبة ؛ لا
تكتشف الوجه الخفي للمحطة ؛ لكن تلمس في ساحة بوابتها الكبيرة ؛ سماسرة يتربصون بك
من أجل تقديم خدمات متنوعة ؛ كاقتناء سيارة الأجرة ؛ أو عملية الصرف وتبادل العملة
؛ أواقتناء شقة في فندق؛ إذ لا تفرق بين هذا فرنسي أم إفريقي أم روماني أوإيطاليا
؛ بألبسة مختلفة بين الأناقة والأسمال؛ لكن أغلبهم يتسكعون ويتسولون بين مدرجات
المحطة وخارجها، رغم المراقبة الشديدة للشرطة الإقليمية والبلدية، ومظاهر الحياة
المتفردة التي تضم العباد بعضهم ينتظر قطاره ؛ وبعضهم يترقب وصول أبنائه أو أحد
أقاربة والبعض الآخر يرتكن للراحة واستغلال ''الويفي'' المسترسل مجانا، لكن حقيقة
المحطة التي تكشف عن الوجه الآخر لباريس ؛ وعن واقعها البئيس ؛ جولات متكررة ليلا
؛ لترى وتعيش ما لم تعيشه نهارا ! آلاف السكارى المدمنين والمهووسين
بالكحول والخمرة ومشتقاتها الفتاكة للأمعاء والشرايين؛ يتحركون بين جنبات المحطة
شرقا وغربا، سكارى ومتشردين ينامون بين زوايا أبواب المحطة وغيرها ويفترشون الإسمنت
أوعلى البلاستيك أوالورق المقوى ! ومخبولين نساء ورجالا منتشرين بشكل مريب ومخيف
في محيط المحطة ؛ في كل الفصول ! وبعضهم يحمل أمتعته كأنه مسافر، وليس
بذلك .
تلك باريس، فمحطة الشمال/ Gare
du Nord: تعج بالمئات من نماذج بشرية غـريبة
الأطوار ; والسلوكات ، ترميهم منطقة )باربيس/ Barbés) أومنطقة )لاشابيل/ Lachapelle ) أو منطقة (كوت دور/ Goutte
d'Or) تعيش مكرهة بين جنبات المقاهي والحانات
والمطاعم المجاورة أو المواجهة للمحطة ؛ وما بداخلها لأسباب مختلفة ،
تحاكي واقعها اليومي المرير ، في عزلة عما يحدث من حولها . ولكن يقتاتون
من "حسنات" و" إكراميات المارة والمسافرين؛ والعجيب في الأمر، أن
هنالك قاعتين للمسرح (مسرح لابوصول / Théâtre la Boussole ) قريبة جدا من المحطة ؛ والأخرى من خلفها بأمتار( Théâtre
des Bouffes du Nord ) محترمين ولا وجود لمتسولين أو
متشردين يحيطان بأبوابهما، هل هنالك صرامة في إبعادهم ؛ أم طبيعة الحياة الباريسية
تفرض احترام قاعة الفن والإبداع ؟ فالسؤال المطروح ؛ يأتي في سياق ؛ ليس هنالك
احترام لبوابة الكنائس المنوجدة بين الأزقة والشوارع ؟ ورغم هذا الواقع
المقلق، في فضاء باريس، هنالك جمعيات مدنية واجتماعية؛ تحضر قبل
طلوع الفجر بسيارة تحمل كل أنواع الفطور؛ لتقدمه كمساعدة للمعوزين
والفقراء والمشردين ، الذين يتجولون
وينامون و يتخذون من المحطة وكرا(أو
) أوكارا ؛ لحياتهم
.
فعالم المتشردين ومختلي العقل
والمتسولين والمدمنين على الخمور بباريس ، ظاهرة خطيرة وفي ازدياد مضطرد، نتيجة
التطور الحضاري والاتساع العمراني والتحولات الاقتصادية وضغوطها. وبالتالي فالسلطة
الباريسية لا تخفي هاته الحقائق ولا تخيفها هاته الظاهرة ، أو تحاول نفيها ، بل
كثيرا ما تستغلها علنا. عبر صور فوتوغرافية أو تشكيلية، طبعا من خلال
الجمعيات والتي تقوم بعرضها في قاعة البلدية أو في الساحات العمومية وغيرها .
والأروع : فالعَـوائد المالية لتلك المعارض تعود للمتشردين والمتسولين ، بطرق من
الصعب أن أفهمها؛ لأنها شأن خاص لمدينتهم أو محيطهم .......
Casino Gambling – Online Games for Fun - POCA
ردحذفFind the best online gambling casinos. 충청북도 출장안마 games 전라남도 출장샵 in 양주 출장샵 casinos and casino slots for fun at one of the best free 해축 보는 곳 casino websites 서귀포 출장샵 for fun in