سوسيولوجيا الإبداع .. وإبداع السوسيولوجي - قراءة في فكر البروفيسور سمير الشميري - أ.د. مصطفى عطية جمعة - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الأحد، 22 يناير 2023

سوسيولوجيا الإبداع .. وإبداع السوسيولوجي - قراءة في فكر البروفيسور سمير الشميري - أ.د. مصطفى عطية جمعة

    يمثّل البروفيسور وعالم الاجتماع اليمني د. سمير الشميري نموذجا للعالم الأكاديمي، الذي لم ينغلق على البحوث الأكاديمية الجافة، التي تتوجه إلى شريحة محدودة، ونخبوية من الباحثين، وإنما انفتح في كتبه العديدة، وبحوثه المتوالية على قراءة أبعاد الأزمة في المجتمع العربي عامة، والمجتمع اليمني خاصة، جامعا النظرية مع التطبيق، والتحليل مع المثال، واضعا نصب عينيه الظواهر الاجتماعية التي اكتنفت وتكتنف المجتمعات العربية، خاصة ما أصابها في العقد الأخير من أزمات، تتعلق بسؤال الهوية، ومشكلات الحروب، وتغييب الحريات، والتأزم الاجتماعي.

     ففي كتابه الفريد "مجتمع كسيح ونخب متوحشة"([1]) يؤكد في مقدمة الكتاب على العين السوسيولوجية التي تغلّف نظرته وتقييمه لأحوال الشعوب العربية، من خلال نموذج الشعب اليمني واضعا يده على أحد مفاتيح الأزمة، ألا وهو النخبة المجتمعية التي توحشت ثراء وأنانية واستئثارا بالمناصب القيادية، وتزاوج الثروة مع السلطة، في كثير من أقطار العروبة، مع تحوّل بقية شرائح المجتمع إلى حالة غاية في السوء، ماديا ومعنويا، ناحتًا مصطلح "المجتمع الكسيح"، أي المجتمع الذي فقدَ القدرة على الحركة، والتغيير، وتوقفت فعاليته، غير قادر على مراوحة مكانه.

  لقد نبع غالبية رواد التغيير ومفكريه من الطبقتين المتوسطة والفقيرة، لأن أبناء هذه الطبقة هم الأجدر على فهم حاجات الناس ومتطلباتهم، بعكس أبناء الطبقة الثرية الذين ينشغلون كثيرا بأعباء الثروة، والتنازع على السلطة، أملا في استمرار المزايا المادية والاجتماعية والقربى السياسية. وهذا لا ينفي وجود نماذج كثيرة من أبناء النخبة الذين استشعروا حاجة الفقراء، ومتطلبات التغيير في مجتمعاتهم، بل وجّهوا سهام النقد إلى شريحتهم الاجتماعية المتعالية، والمتفردة بالنفوذ.

 ولكن الحال في العقود الأخيرة تبدل، وأصيبت الطبقتان المتوسطة والفقيرة بالكساح التام، يوازيه فساد النخبة: المسؤولين والأثرياء. فمصطلح "المجتمع الكسيح" توصيف دقيق في منظور علم الاجتماع، ولندرك أننا في حاجة إلى مدخل سوسيولوجي في الساحة الثقافية والفكرية العربية، كي نفهم حركية المجتمع، وما تعرّض له من نكسات وهزائم، بدلا من التركيز المستمر على الأبعاد الفكرية والسياسية والاقتصادية فقط، في الخطاب والتحليلات، وبعبارة أخرى: تمثل الرؤية السوسيولوجية البعد الغائب في الفكر العربي الحديث والمعاصر، خاصة في خطاب الميديا والقنوات الفضائية والتحليلات السياسية، وما يقدم حول المجتمعات والشعوب هو نوع من الصدى للأثر السياسي والاقتصادي، يتطوع بتقديمه إعلامي أو باحث سياسي واقتصادي، دون

   ويقدم د. الشميري عدن بوصفها نموذجا للحالة العربية الراهنة، فيقول:" في أزقة وجادات وشوارع عدن؛ تم تكسير أضلاع الإنسان، وتدمير قيم المواطنة المتساوية، وإشعال الفتن العمياء، والاحترابات والعنف والإرهاب، وتوطين الفساد، وتسويم الناس بالشعارات الغوغائية، والانحطاط السلوكي، وهبوط الثقافة، تحت درجة الوعي، وضمور الروابط الإنسانية وفقدان المعايير"([2]).

   نعي طبعا أن حالة عدن ترتبط بأزمة الحرب اليمنية، بكل ما صاحبها من مآس، ودماء، وتدمير الحاضر والمستقبل، وهذا ينطبق أيضا على العديد من الأقطار العربية، التي تعيش في حالة حرب، مثل سورية وليبيا والعراق ولبنان، وقد نجدها بدرجات في أقطار عربية أخرى.

    لقد تحولت عدن إلى نموذج سوسيولوجي على تحولات المدينة في العقود الأخيرة في العالم العربي، وقد قدّمه الشميري ليكون دليلا على حالة التقهقر المديني الذي أصاب المدينة العربية، وهو ما يفصّله الشميري في كتابه الفريد "عدن: الحرية الثقافية والتقهقر المدني"([3]). ويختط منهجا في هذا الكتاب، يجمع ما بين التاريخي والآني، والاجتماعي والثقافي، في قراءته لمدينة عدن في مسارها التاريخي، وواقعها السوسيولوجي، وكيف كانت علامة على التحضر في اليمن، ونهضته، وكانت نموذجا لصهر القبيلة في روح الوطن، وإشباع الروح الوطنية في أبناء القبائل، حتى أصبحت ساحة ثقافية وفكرية وإبداعية، عبّرت عن اليمن الحديث، وتطوره الحضاري.

   وكما يذكر في المقدمة، بأن القارئ سيجد بين دفتي هذا الكتاب تحوّل عدن خلال ما يزيد على عشرين عاما (1994-2016)، من حالة التسامح والتقدم إلى الانهيار والسقوط، فتحطمت مؤسسات الدولة، وانهارت قيمة الإنسان، وتراجع المؤسسات والهوية الجامعة والثقافة([4]).

    ويتتبع تاريخ عدن الثقافي من خلال عشرات الصحف والمجلات التي صدرت في القرن العشرين، وأيضا عشرات الأندية الثقافية والاجتماعية والأدبية التي أنشئت في هذه المدينة([5])، وكيف أن عدن كانت ملتقى تجاريا بوصفها ميناء ومدينة بحرية مفتوحة، مما جعلها ساحة للتسامح الفكري والعقائدي للإسلام والمسيحية واليهودية، وأيضا لسائر الثقافات التي كانت ترسو سفنها على شاطئ عدن([6])، ولكن هناك تغيرات عميقة أصابتها، لا تعود إلى حقبة الثورة، وإنما منذ توحيد شطري اليمن، العام 1994، حيث تم اقتحامها من قوات الشمال، وتضافرت عوامل داخلية ودولية ضدها، وكانت النتيجة أن الوحدة أضرت المدينة وأضاعت خصوصيتها([7]).

    فالنهج الذي اتبعه د. الشميري قوامه القراءة السوسيولوجية لأحداث سياسية، في ضوء التحولات التاريخية، ويجعل الجزء الباقي من الكتاب توثيقا تسجيليا لكل الأحداث التي مرّت على المدينة: سياسيا وقضائيا واقتصاديا واجتماعيا. أي أنه يضع بين يدي الباحثين والقراء قائمةً مفصلة لكل هذه الأحداث بشكل يومي، لنقرأ تغيرات المدينة بشكل مباشر.

   إن ما حدث لمدينة عدن، يدفعنا لطرح سؤال: هل هذه مآلات الدولة القومية/ الوطنية/ القطرية التي أقيمت بعد رحيل الاستعمار على أيدي أبناء الوطن نفسه؟ دون أن نغفل دور الأصابع الأجنبية. وهو ما يستلزم البحث في هوية الدولة القطرية، ومساراتها السياسية والتنموية والاجتماعية.

    لذا، فإن الفريد في كتاب "مجتمع كسيح ونخب متوحشة" أنه ينظر إلى الأزمة العربية بمنظورين: منظور شامل، ينظر لسوسيولوجيا الأزمة، على مستوى العالم العربي، وعلى مستوى الدولة نفسها. ومنظور جزئي: ينظر إلى سوسيولوجيا الحياة اليومية، والمكابدات الحياتية والروحية التي يعانيها الناس في ظل قيادات نخب فاشلة متلونة([8])، ويعمّق الشميري رؤيته عن تصنيف المجتمعات، ذاكرا أن المجتمعات العربية تنقسم -بحسب تكوينها السوسيولوجي- إلى ثلاثة أقسام: مجتمع متجانس، ومجتمع تعددي، ومجتمع فسيفسائي، ويضيف عليها الشميري "المجتمع الكسيح"، ويعرّفه بأنه مجتمع متشظٍ سياسيا ومذهبيا وطائفيا، مؤسساته المختلفة مدمرة، وبناه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية مختلة، مما أدى إلى تدمير الإنسان ذاته. فهو مجتمع كسيح، مريض، معقد، تنهشه الذئاب والكلاب، يعاني من إعاقة ذهنية، وفكرية، وحركية، ويهدر طاقته وإمكاناته في الترهات والسفاسف خارج قارعة الحضارة([9]). إن "هدر الإمكانية" يمثل جوهر أزمة المجتمعات العربية، حيث تتشتت مساراتها، وتتبدد مواردها، نتيجة تخبط القادة وصنّاع القرار فيها، مما يؤدي إلى حالة فقدان الانتماء الوطني لدى الشعوب، وضياع اليقين، وضبابية النظرة إلى المستقبل، وينعكس هذا في حالات الهجرة إلى خارج الوطن، بحثا عن الأمان والرزق والعيش الكريم، فيفقد الوطن أفضل مَن فيه من كفاءات بشرية، ولا يتبقى فيه إلا المتصارعون والضعاف والعالة من البشر، ويصاب المجتمع في النهاية بالكساح، الذي يمنعه من أي إنجاز وتنمية.

    إن فكرة التشظي تمثل وحدة مركزية في مفهوم المجتمع الكسيح، وفق رؤية الشميري، ويعمّقه في كتاب آخر بعنوان: "الثورة والهجرة والهوية في مجتمع متشظــٍ"([10])، ناظرا بعمق إلى أزمة المجتمع اليمني بعد أحداث الثورة، والحرب، فالقبيلة تصدعت في الشمال، بعد سيطرة الحوثيين، وسعيهم إلى فرض رؤيتهم المذهبية والسياسية، وعلى حد توصيف الشميري: "أعتقد جازماً أن الحوثيين ساهموا بشكل جلي  في ضعضعة القبيلة وشكلوا كيانات وجماعات قبلية تحالفية جديدة على أساس مذهبي أولاً , ثم ثانياً على أساس مصلحي، مستندين على انتصاراتهم العسكرية السريعة على مؤسسات الدولة المنهارة وعلى القبائل في صعدة وهمــدان وعمران وصنعاء وحجة وذمار واب ...، وسيطرتهم بالقوة على الحزام القبلي المحيط بصنعاء ثم السيطرة الكاملة على العاصمة صنعاء يوم الحد 21/9/2014م"([11]).

وفي حالتي شمالي اليمن وجنوبه؛ هناك تشظ، فاشتداد القبلية جنوبا عائد إلى فقدان الدولة المركزية، واحتياج الفرد إلى جماعة تحميه، فلا يجد أمامه إلا قبيلته، والأمر قائم أيضا في مختلف الدول العربية، حينما يشعر بضعف حكومته، وتراجع الأمن والأمان، وغياب الاستقرار؛ فإنه يلوذ بانتمائه العرقي أو المذهبي، فالمفروض أن الدولة المدنية تذيب القبلية، إلا أن الواقع يشير إلى العكس، حيث أنعشت كثير من نظم الحكم العربية روح القبيلة، ودعّمتها سلطويا.

بل إن الشميري يذهب إلى أن القبلية لا تنتعش إلا في الحروب، بحكم أن البدوي لا يعرف في دنياه إلا التفاخر بالقوة والشجاعة والغلبة وهذه تؤدي عادة إلى حب التعالي والرئاسة والكبرياء، ولن يعترفوا بسيطرة الدولة إلا إذا كانت أقوى منهم([12]). وهو هنا يفرّق بين طبيعة شخصية البدوي القبلي، الذي يحرص على الفردية والنرجسية بالتعالي والفخر، وبين الشخصية المتحضرة، التي ترى في التعاون الجماعي سبيلا لتقدم الفرد والمجتمع، وهو ما يجب أن تبثّه الدولة المدنية.

  ويرى الشميري أن الأزمة اليمنية لا تنحصر في التدخلات الإقليمية والدولية فقط، وإنما تتصل أيضا بالنخب اليمنية ذاتها، فيقول إن "القادحة الكبرى في النخب السياسية اليوم أنها تفتقر للجرأة والشجاعة والمبادرة وتعرقل وتحبط المبادرات الصادقة التي تكشف هشاشتها وتريد كل شيء تحت قبضتها وتركت الجماهير تتخــبط بدون قيادة، والتفّت على طموحات الشباب بطريقة ناعمة، ولهثت وراء المناصب والمكاسب بمنهــج عشوائي تاركة النظام وأركانه يكبر ويتضخم ويتمادى في تطاوله في تعكير الصفو العام وفي عرقلة عملية التسوية السياسية والانتقال السلمي للسلطة"([13]).

   وبذلك، تقع مسؤولية تدهور الأحوال في اليمن على النخبة في الداخل أولا، لأنها لو اتحدت، ووضعت مصلحة الوطن أمامها، لما مكّنت التدخلات الخارجية من العبث باستقرار اليمن.

    إن رؤية الشميري الخاصة بالثورة اليمنية، تكاد تنطبق على مآلات الثورات العربية، فالربيع العربي أصبح كابوسا، والنظم السلطوية التي ثارت عليها الجماهير منذ عشر سنوات، باتت تتحسر على أيامها، فالأوضاع ازدادت سوءا، وكما يذكر الشميري: "لقد استطاع أهل السلطة والقوة وأعداء النور والتغيير كسر رقبة الثورة اليمنية التي انطلقت شرارتها في فبراير 2011م وتحولت الى إلى فوضى وفساد واحترابات وانهيارات شاملة؛ التهمت الأخضر واليابس في المجتمع. فالثورة سارت بلا وعي ولا تنظيم وقوى الثورة متلاطشة، وهشاشة الوعي والتنظيم والجماهير تسير بلا هدى"([14]). وهو تحليل مجمل في وصفه، عميق في دلالته، لأن ثورة بلا برنامج واضح، وبلا قيادة نزيهة أمينة، وبلا مساندة شعبية موحدة، تفضي في النهاية إلى تمزق الوطن، فقد ادعى الثورية كل من هبّ ودبّ، فاندس المغرضون والفاسدون والمدلّسون، وأصحاب الأهواء، وضعاف النفوس، وهؤلاء كانوا مطية للتدخلات الإقليمية، وما يصدق على اليمن؛ يصدق على سائر العرب.

    على صعيد آخر، هناك جانب يميّز كتابات د. سمير الشميري، ويجعله متميزا بين علماء الاجتماع، ألا وهو الروح الأدبية التي تغلّف أسلوبه، فهو يكتب بأسلوب أدبي راق، في بحوثه الأكاديمية، بعيدا عن الأسلوب الأكاديمي الجاف، مما يجعل قراءة البحث متعة في حد ذاتها، كما يكثر من الاستشهادات الشعرية والسردية والفكرية، مما يدفعنا إلى وضعه في قائمة الأدباء السوسيولوجيين، الذين يمزجون الإبداع بالسوسيولوجيا، ويقرأون بالسوسيولوجيا واقع الإبداع، ونصوصه، قديما وحديثا.

   فمثلا في بحثه عن القات في المجتمع اليمني، يغوص في أسباب انتشار القات اقتصاديا واجتماعيا، وكيف أنه أكبر عائق في تطور الإنسان اليمني، لأنه يغيّبه لساعات عن الحياة، بل إن القات أضحى علامة على اليمن، وكما يقول الشاعر عبد العزيز المقالح معرِّفا بنفسه:

أنا من بلاد القات   مأساتي تضج بها الحقب

أنا من هناك قصيدة   تبكي وحرف مغترب([15]).

وينفتح أكثر في استشهاداته، فيورد كتابات الرحالة العرب والأجانب عن المجتمع اليمني، وكيف وصفوا هذا المجتمع، على نحو ما أورده من رحلة الكاتب الأوروبي "آلان فاليارس" من عدن إلى باب المندب، الذي نعت المجتمع اليمني بالطيبة وروح التسامح وطيب المعاشرة التي يتسم بها اليمنيون، وقد عاشر اليمنيين البحّارة على متن سفينته، وأعجب بأنهم يصلون ويصومون، ويحترمون الديانات الأخرى، فهو مسيحي، لم يجد منهم إلا كل تسامح ورقي([16]). وبذلك يكون التاريخ خير شاهد على تميز الإنسان اليمني.  

   أما كتابه "قامات فكرية وإبداعية سامقة"([17]) فهو تطبيق رائع للمنهج الاجتماعي/ السوسيولوجي في قراءة النصوص الأدبية، كما في دراسته عن الشاعر لطفي أمان، والتي جاءت بعنوان: "لطفي أمان وسوسيولوجيا الإبداع" طارحا أسئلة عديدة حول إبداع الشاعر تتصل كلها بعلاقة الشاعر ببيئته، وكيف انعكست البيئة عليه، وكيف تفاعل مع أحداث مجتمعه، وتعرض إلى تنشئته الاجتماعية، وعلاقته بالذكاء العاطفي الذي اكتنف تجربة الشاعر، وقد أفاض الشميري في تحليل أبيات الشاعر، وحياته، ومفرداته([18])، بمنهجية مزجت السوسيولوجيا بالتحليل النقدي الراقي، مع تذوق سام وعميق ونافذ لجوهر النصوص.

   وفي كتابه "مقالات أدبية بنكهة سوسيولوجية"([19])، يواصل نهجه في ترسيخ علم الاجتماع الأدبي، ويقدم قراءات سامية في تحليلها، عميقة في نظرتها، تبدأ وتنتهي برؤيته السوسيولوجية، من مثل: "سوسيولوجيا الغزل العربي"، الذي يؤكد فيه على أهمية الثقافة الشعرية لدارس علم الاجتماع، في إثراء ثقافته اللغوية، وحسه الوجداني، مشددا على أهمية علم الاجتماع الأدبي بمحاوره الثلاثة: الأديب، الجمهور، والعمل الأدبي. ومن ثم يطرح سؤالا عن الحب العذري، وهل هو موجود بالفعل مثلما فاضت به ألسنة الشعراء قديما، وأيضا حديثا([20])، كما تنوعت مقالات الكتاب، تتناول تجارب ثرية لشعراء وروائيين وكتّاب القصة من أنحاء العالم العربي، لتكون دلالة على شخصية المؤلف الأدبية المثقفة، في أفقها التنويري الطامح للنهضة والتطور.

    يمكن القول إن استراتيجية د. سمير الشميري قوامها موسوعية الثقافة، مع وفور الذائقة الأدبية، في قراءة نصوص حديثة وتراثية، بعين استفادت من منهجية علم الاجتماع، لتطوّعها في قراءة النصوص الأدبية، قراءة تضيف لها أبعادا جديدة، بتفعيل إجراءات علم الاجتماع الأدبي، وهي أيضا استراتيجية نابعة من حس نهضوي، يتحسس مشكلات الوطن والأمة، ويضع نصب عينيه تشخيص أبعاد المشكلة، برؤية علمية، موضوعية، واقعية؛ بعيدا عن التفلسف والتنظير، فلكم عانينا من نخبوية الأكاديمي وانعزاله عن واقعه وعن أمته!

الهوامش

[1] مجتمع كسيح ونخب متوحشة، د. سمير الشميري، دار النخبة للطبع والنشر، القاهرة، 2022.

[2] المرجع السابق، ص8.

 [3]عدن: الحرية الثقافية والتقهقر المدني، د. سمير الشميري، منشورات ثقافة للنشر والتوزيع، أبوظبي-بيروت، ط1، 2018.

[4] المرجع السابق، ص8، 9.

[5] المرجع السابق، الصفحات، 24- 27.

[6] المرجع السابق، ص30، -32.

[7] المرجع السابق، ص42.

 [8]مجتمع كسيح ونخب متوحشة، ص10.

  [9] المرجع السابق، ص24.

 [10]الثورة والهجرة والهوية في مجتمع متشظــٍ، د. سمير الشميري، تحت الطبع.

 [11] المرجع السابق، ص63. 

 [12]المرجع السابق، ص38.  

  [13] المرجع السابق، ص55. 

[14] المرجع السابق، ص95.

[15] القات وشيوع تعاطيه في المجتمع اليمني، د. سمير الشميري، المركز العربي للدراسات للدراسات الاستراتيجية، مارس 2002، ص17.

[16] عدن الحرية الثقافية والتقهقر المدني، ص19.

[17] قامات فكرية وإبداعية سامقة، د. عبد الرحمن الشميري، منشورات ثقافة للنشر والتوزيع، أبوظبي، ط1، 2018.

[18] المرجع السابق، ص91 وما بعدها.

[19] مقالات أدبية بنكهة سوسيولوجية، منشورات النخبة للطبع والنشر، القاهرة، 2023.

[20] المرجع السابق، ص141- 144.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق