حُلُمٌ يحايلُ طريدتَهُ - جواد غلوم - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الاثنين، 6 مارس 2023

حُلُمٌ يحايلُ طريدتَهُ - جواد غلوم


ما أشدّ صلافتك أيها الحلم الوقح
تندسُّ في هدأة نومي وجلجلة صحوي
ليالٍ وأنت تنفذ بين طيّاتِ أوراقي
تتسمعُ في فتحات ابواب حروفي
تتقنُ ألاعيبَ فأرةٍ ماكرة
تُدنـي مقعدك أمامي ...
أمَلاً في أن يأذن لكَ حاجبي بالدخول
تنتظر إشارةً من يدي ألوّحُها إليك
رويدك أيها الحلم المعبّأ بالهلَع
تريّثْ أياماً حتى أهجع
لم أنمْ ليالِيّ هانئا
صفّارات الإنذار تدوي خائفةً
توغّلتْ فيَّ ؛ تحسب أوان اختناقها
احتويتْـني من رأسي حتى أخمص قدميّ
جلجلة الفوضى أصمّتْ أذنيَّ
عدْ من حيث أتيتَ
ولتفتّشْ في زوايا عقلِ عاشقٍ خائب
او مفلسٍ يُمَنِّي نفسه بالثراء
أو ثائرٍ ، نزقٍ ، باحثٍ عن قشعريرة سلطة
ولو لثوانٍ معدودة
أنت ضيفٌ ثقيلُ الظّل ، غير مرحّب بك الساعةَ
لا تدعني أمدّ ذراعي لمكنستي لأضربك على قفاك
أعرفك تنزلق من يدي رغوة صابونٍ سائل
وتُقْعي مثل كلبِ حراسةٍ مطيع
لستُ كريما حتى أحتفي بك
جيبي مقفرٌ مكْويٌّ بالإفلاس
جناحي كسيحٌ لا يحملك الى الأعالي
لا يقوى على رفع أمانيّك العريضة
حقولي سبْخةٌ تكوّمتْ بالأشواك
نخاف ان نقطعها معاً
ساعدي أعسرُ ترجفهُ ريشة عصفور
رافقهُ الرعاشُ واستكّن بعَصَبهِ
يصعب ان أربت على كتفك
فتوّتي امتصّتها حسناوات لا تحصيها ذاكرتي
منذ أوّل عتَبة في مبغى " الصابونچية "
شهوتي أفرغتُها في مواخير " سوهو " و" بيغال "
لستُ عاشقاً عذرياً أتغزّل بتيماء العدى
ولا أنتظر صبا نجدٍ لأفتح صدري له
يشبعني لحمٌ أنثويٌّ كيفما وضع على مائدتي
أنقّلُ قلبي بين سمراوات الكاريبي وسوداوات أفريقيا
وتسحرني برونزيات ليبيريا وبيضاوات البلطيق
لا أطيق ان اتوسّل بك وتضع امرأة تشاركني سريري
أمقتُ الظهور في محافل الأدب الزائفة البريق
آنف من الابتسامات المصطنعة مع " الكامراتيين "
فقد تكاثروا كالذباب على قطعة حلوى
الأضواء تُعمي بصَري
المايكرفون يصدع رأسي ويُزيل هدأتي
لا أنشد الاصطفاف مع المشاهير المنفوخة بالقشّ
يكفيني انّ قصائدي تناهبتْها الصحف الحمر والصفر
البخسة والثريّة ، المأسورة والمأجورة
من تتظاهر بالمهنية الكاذبة
مائدتي شحيحة تفتقر الى الاطايب وأسياخ السفود
لا وقت لديّ للبطنةِ والشراهة
وطني مزّقـتْهُ أنياب الوحوش من أدعياء ولاة الله
خدَشتْهُ أظفار الكواسر من مشايخ القبائل
ومعتمري قبّعات رعاة البقر
ومن حثالة أهلي المتغوّطين في خلاء الصحاري
لم أعدْ أجالسهم وأصغي لنرجسيتهم
نسلي ومحتدي هجرَني الى الشتات البعيدة
فأنا وحدي بلا مُتّكَــى ولا عكّاز يُقوّمني
العناكب تعلو سقفي ، تتصيّد في حروفي
أعجزُ ان أطيّرَ فراشات كلماتي
لئلا تقع في شباكها
أيها الحلمُ اللجوج السيئُ الطلعة
ما الذي حبّبك الى مشاركتي سريري ؟
لا فسحة رحبة لتمرح بها
لا أملٌ يستوي بأرضي فأنوشهُ
لا بِشارةٌ تبتسمُ لي لأفتح أساريري لها
فرْشي واخزٌ من أشواك برارييِّ القاحلة
وسادتي صوانٌ صلبٌ كقلوبِ أمراء الحروب
لا تدعني أطلق يدي وألوي عنقك
كفَّ عن مزاحمتي
محالٌ ان تفترسني رغم ضعفي
لحمي مرٌّ ودمي ماءُ نارٍ حارق
ظَهري صدَفِيٌّ يُطيحُ بأسنانك
سلاحي عصا موسى ؛ تلقفُ سِحرَك
رُحايَ جعجعةٌ بلا طحنٍ ، لكنها تصدعك
تحيلُ رأسك مطارق حروب لا ينتهي أمدُها
فـلْتجرّ أذيالك ولتشمّعْ بابي شمعا أحمر
وعدٌ مني وعهدٌ حززْته في رقبتي
سأدسُّ أمَلَك تحت وسادتي
وآتيك طواعيةً ريثما ترتوي يقظتي
حالما يصحو وطني مفْعما بالعافية
يمارس رياضته الصباحية في الهواء الطلق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق