قالت مريم - حسن البقالي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الاثنين، 3 أبريل 2023

قالت مريم - حسن البقالي

رسم لدوناتيلا ماروني


دعوني لأذرع العتمات لأصابع الماوراء، أنا ماضية لا بريق في عيني يبشر بميلاد شمس أخرى يغري بالرجوع ولا خلجات توسوس للقلب بأخبار السكينة

هو سكين فقط يجول بين ثنيات الروح يحزها. كل الأحلام مفرغة كل الألوان كابية هل جفت التربة وغار الدم عميقا في وهدة النسيان؟

ومريم عبرت المتوسط إلى "نانسي"

مريم تركت "الحصان وحيدا" ومضت.. أنا آتية للبرد وللصقيع وملامس الآلات التي تعد للأنفاس أنفاسها، تحاور أصحاب الياقات البيضاء، تسائل العيون تسائل الجوارح والتاريخ المضئ للطب منذ أبقراط وابن سينا إلى أخر مولع بصد الشيخوخة والاحتباس الحراري داخل الجسد

ما العمل؟

هل هانت الحياة لديك، مريم، تريدين أن تبعثريها على سرير المرض بيد من عزوف قاسية ولا مبالية وجارحة لبتلات البنفسج؟ هل هانت الذكريات الجميلة والحماقات التي سقناها أمامنا كأسراب حمام بري، وتبعناها حتى أقاصي ما يبلغه العشق إلى الأفئدة؟

هو الحلم رعيتِه أزمنة عديدة، لماذا تخلفين موعده أوان النضج؟ لماذا تكتمين في قلوب الأحبة أسرار الوهج؟

افتحي عينيك قليلا مريم، وانظري كم هي العيون دامعة كم هي القلوب واجفة وكم تبدو أشياء العالم دون طعم. افتحي عينيك وردي البسمة لأصحابها كما ترد الأمانات.

وأنا المعلق هنا بحبل يشنقني اسمه الفيزا

أنا الذي لا قدرة له على عبور البحر إلى نانسي، والمحكوم عليه بدورات ترقب شاقة. كيمياء من المشاعر المتضاربة المتلاطمة والمشدودة إلى بعضها مثل عربات قطار مرعب وجهته العدم. عشرون فصلا في اليوم ولا خطاف يبشر بالربيع

ماذا جرى يا الله في هذا الكون؟

كيف تستحيل الكلمة إلى مشنقة؟ وكيف تمنع عنك الفيزا عبور المتوسط وتقذف برغائبك في بحر الظلمات؟

تائه

مشرد بين العوالم

ولا ضوء يقود الروح إلى شط أو واحة مخبوءة بين الرمال

مضيعة هي الحياة بدونك.. طرفة بلهاء دون ملح أو رواء.

...........

وحل الربيع أخيرا

دحرت مريم عفاريت الداخل ورمت بمؤثثاث الكابوس تحت السرير

أوت الشمس من جديد إلى العينين

وإلى الشفتين

مريم ترى الأشياء وتنطق الكلمات

مريم تروض الجسد على الحركات

ومريم تقول نعم للحياة

فتعود إلى قلوب الأحبة الحياة.

في انتظار عودتك حبيبتي، أجدل من خيوط الوقت ضفائر للأمل وأطرز أحلاما باسمة للأيام الآتية.

في انتظار عودتك سيكون لصهيل الحصان لون آخر ولحيطان المدينة وللنوايا والمشاعر.

هل أعددت الحقائب؟

هل قطعت التذكرة ووضعت القدم الأولى على أدراج الطائرة؟

هل تركت برودة نانسي لنانسي وعدت إلى حرارة القلب؟

هل آن الأوان كي أحضنك؟ كي أهمس لك بعفوية العشاق: كوني كي أكون؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق