لا يكاد يخلو حديث أي معالج بالطاقه بأي أسلوب من الأساليب عن ذكر فلسفة ( الين ) و ( اليانغ )؛ و لكن يبقي السؤال دوماً هل عند عرضه لهذه الفلسفة يتناولها ببعدها العقدي الفلسفي؟ و هل يوضح علاقتها بالتصور العام كإجابة للأسئلة الثلاثة الرئيسية؟
إن ( الين ) و ( اليانغ ) ترتبط أساساً بتفسير نشأة الكون؛ ثم تم دمجها في الفلسفة الطاوية، حيث يزعمون أن الطاو كان هو الأبدي الأول، ثم تولد منه ( الين ) و ( اليانغ )، و لقد فسر بعض الفلاسفة الشارحين لكتب ( لاوتزي ) " أن هذا الأول الأبدي هو الطاقة الكونية أو ما يطلق عليه ( تشي )، و بأن الـ ( طاو ) عديم الشكل ينتج جميع الأشكال التي في الوجود من خلال تفاعل المبدأين المتناقضين الـ ( ين ) والـ ( يانغ )، وكل هذه الكائنات ليست منفصلة عن موجدها بل هي وهو شيء واحد" [1] ؛ و هذا بلا شك يفسر كلام المروجين لهذه التطبيقات العلاجية في دوراتهم أن الطاقة الكونية تسري في جميع الموجودات سواء كانت حية أو غير حية؛ و أننا كبشر أو كل الكائنات الحية نتأثر بها و نؤثر فيها؛ كما أننا نستمدها من الكون و نرسلها إلي الكون و إلي كل الموجودات من حولنا بما فيها الجمادات؛ بل كما قالت أحد الماستر العرب في محاضرة صوتية لها أن الجماد كالكرسي تتأثر طاقته إذا جلس عليه شخص مصاب بالإكتئاب أو الحزن؛ و من ثم و يتأثر من يجلس علي هذا الكرسي بعد ذلك و ينتقل إليه هذا الإكتئاب و ذلك لسريان الطاقه في كل الموجودات. و العجيب أن يتم تلبيس هذه الفلسفة الإلحادية لباس العلم – سيأتي الرد عليه لاحقاً – و لباس الشرع فيستدلون علي هذه النظرية بمعجزات الأنبياء عليهم السلام؛ بل و يستدل من يُأسلم هذا الإلحاد – من أجل أن يروج بضاعته الفاسدة في بلاد المسلمين – فيستدل بمعجزات سيد البشر نبينا الهادي محمد صلي الله عليه و سلم علي مثل هذا الإلحاد، فيضرب أمثلة لتسبيح الجماد في يده الشريفة؛ أو ببكاء و أنين جذع النخل عندما تركه؛ أو بالحكمة من أوقات الصلاة و ربطها بأوقات إزدياد و تقصان الطاقة الكونية...إلي آخر هذا التلبيس و ما أحسن من شبه فعل هؤلاء بمن أراد أن يأكل خنزيراً و لا يأثم شرعاً فذبحه علي الشريعة الإسلامية!!
عودة إلي فلسفة ( الينغ و اليانج ) فمن أجل تقريب هذه الفلسفة إلى أذهان العوام اتخذت الأسطورة صورة أكثر بدائية، فظهر الاعتقاد بما يسمى " البيضة الكونية " ( cosmic egg ) . لقد صُوِّرت البيضة الكونية على أنها مبدأ الوجود . انقسمت هذه البيضة إلى نصفين ، فتكونت الأرض من نصفها السفلي وهو الجزء الثقيل المظلم أو الـ ( ين ) ، وتكونت السماء من نصفها العلوي وهو الجزء الخفيف المضيء أو الـ ( يانغ ) . وكان بين هذين النصفين الإنسان الكوني الأول : پان كو ( Pa'n Ku ) [2]، الذي فصل نصفي البيضة بجسده . ولما مات پان كو تكونت الدنيا من أجزاء جسمه المتناثرة .
لا يخفى على متأملٍ في ما سبق إيراده ، أن فلسفة الـ ( ين يانغ ) ذات تعلق واضح بالاعتقاد، وهو ما لا يمكن تجاهله أو إغفاله؛ فهي صورة واضحة من صور الإلحاد وإنكار الإله .
إن بداية الوجود - بناء على هذه الفلسفة - ناتج عن العدم ، ومتولد عن كتلة غامضة دون وعي منها أو إرادة في نظرية تشبه - كثيرا - نظرية الفيض عند فلاسفة اليونان ومن تبعهم من فلاسفة العرب. ولا نجد في شيء مما ذكر حول الـ ( ين يانغ ) في المصادر القديمة ولا في الدراسات العلمية الحديثة للفلسفة الشرقية أي ذكر لإله منفصل عن الكون خالق بعلم وإرادة ، بل أقصى ما يذكر في هذا الصدد إله لا شخصي متحد بالمخلوقات أوحال فيها ." [3]
و بذلك يتضح أن أصل فلسفة (الينغ و اليانج) التي يتعامل معها جُل المعالجين بالطاقه سواء المسلمين منها أو غير المسلمين قائمة علي مبدأ عقدي منحرف في محاولة بائسة للإجابة علي الأسئلة الأساسية ( المبدأ- الغاية - المصير ) و هو تصور منكر للإله الواحد الخالق المتصف بالقدرة و الإرادة، و يدل علي ذلك ما رد " في كتاب ( سوون )[4] أو الأسئلة البسيطة ما يشير إلى هذا المفهوم :
" الـ ( ين يانغ ) هو طريق السماء والأرض، المبدءان الأساسيان اللذان يحكمان آلاف الكائنات. هما أم وأب كل التغيرات والتحولات، هما أصل وبداية التوليد والإبادة، هما القصر الذي به تألق الروح " [ 5- 31- 2] ؛ "الـ ( ين ) والـ ( يانغ) هما مبدأ آلاف الكائنات" وورد أيضاً في رسائل الأمبراطور الأصفر :" جميع الأشياء تحتوي على الـ ( ين ) والـ ( يانغ )، وعندما تظهر الأشياء في الوجود من خلال تفاعل الـ (ين ) والـ ( يانغ) تبدأ التحولات بالحصول"... " إن الـ ( ين ) والـ ( يانغ ) في الفلسفة الصينية صفتان نسبيتان ليس لهما حقيقة في الخارج ، وهما تجليات للمبدأ الأول الذي يُعبَّر عنه بالـ (طايجي) وهو ليس إلا تعبيرا عنهما في صورتها المتحدة ، وعليه فهو مرادف للـ ( طاو ) ، والطاقة الحيوية ( تشي) " ..." هذا التصور للعالم - لا شك - نابع من الاعتقاد بوحدة الوجود ، حيث تعد جميع الموجودات مظاهر وتجليات للحقيقة الكلية والمبدأ الفريد ، فالـ ( طايجي ) هو المُنتِج للكون ، والكون ليس إلا جزءا من الـ ( طايجي ) المتمثل بنشاطي الـ ( ين يانغ ) ؛ لذا فهي تهدف للاتحاد - أو إدراك الاتحاد - بالمطلق الكلي أو الحقيقة الكلية ، وذوبان الفرد في الكل . وخلاصة الأمر أن الـ ( ين ) و الـ ( يانغ ) ليسا إلا وجهان لعملة واحدة ، في عقيدة وحدة وجود [5].
و بهذا البيان يتضح زيف و تضليل و سطحية من يروج لفلسفة (الينغ ) و ( اليانج ) علي أنها فلسفة الثنائيات و يقفون عند هذا الحد، بل و الأدهي و الأمر أن يستدلون علي ذلك بآيات القرآن الكريم مثل قوله تعالي في
آية الرعد " وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ
وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ
اثْنَيْنِ" أو آية الذاريات " وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) " فشتان بين هذه الفلسفة الإلحادية و بين كلام رب البرية؛ فما يتم – أسلمته – من قبل الممارسين المسلمين في محاولة بائسة منهم لإضفاء شرعية علي هذه المعتقدات الضالة الملحدة التي يروجون لها؛ فيغفلون أو يتغافلون عن سرد هذه الفلسفات في دوراتهم لعوام المسلمين، ما هو إلا تلبيس واضح يصعب معه إفتراض حسن النية و الجهل لا سيما و قد أقيمت علي كبرائهم الحجة . إن فلسفة ( الينغ ) و (اليانج) أثرت في كل شئ عند معتنقيها؛ بل لا نبالغ إذا أكدنا أنهما داخلان في كل شئ سواء كان مادياً ملموساً أو حسياً معنوياً؛ و لقد نال الجانب الطبي نصيبه أيضاً من هذه التقسيمات " حتى أمكن اختزال الطب الصيني برمته في هذه الفلسفة المبدئية ، بل إن القول بأنه لا وجود للطب الصيني من دونها لا يعد مبالغة بعيدة عن الواقع .
لقد تم تحليل عمليات الأعضاء الوظيفية والأعراض المرضية جميعها على ضوء فلسفة الـ ( ين يانغ )، فاعتُبر تمتع الإنسان بالعافية والصحة الجيدة دليلا على توازن النشاطين المتناقضين في جسده، أما عند وجود أي خلل في هذا التوازن فإن ذلك يؤدي إلى اختلال الوظائف العضوية تبعاً وظهور الأعراض المرضية [6].
ولذلك كان الهدف الأساسي في الطب الصيني هو استعادة التوازن الطبيعي للـ ( ين يانغ ) . إن استعادة التوازن الطاقي في الجسم البشري ليس بالسطحية التي قد يظهر بها ، فإن المعنى الحقيقي لهذا التوازن هو الانسجام مع الكون ومن ثم الاتحاد به، وعندما يختل التوازن يكون هناك انفصال ظاهري عن الـ (طاو) الكوني ، ومن أجل استعادة الاتصال كان لا بد من إعادة توازن الـ (ين يانغ) . ولذلك كانت التطبيقات التي تعتمد على فلسفة الـ ( ين يانغ ) تجعل موازنتها وسيلة لتحقيق الاتحاد بالمطلق ."[7]
تأمل أخي القارئ جيداً أن هذه التطبيقات المنتشرة اليوم من ريكي و برانا و تشي كونج و تاي شي...أو الفلسفات الأخري الشقيقة كالبايوجيومتري و الفانج شوي...الخ؛ فهي ليست تطبيقات علمية علي الإطلاق – كما يزعمون – بل هي غير مثبتة علمياً علي الإطلاق - و سيأتي بيان هذا في محله – بل هي تصورات فلسفية باطنية أنتجت تطبيقات و ممارسات مبنية علي هذه الإعتقادات و الفلسفات؛ و إني لأتعجب من هؤلاء الذين هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا في زعمهم أن الحكمة ضالة المؤمن؛ و أن هذه التطبيقات طالما لها أثر و نتيجة فلا يضرني أن أتعلمها بغض النظر عن عقيدة أصحابها!! و هذه كلمة حق يراد بها باطل و تلبيس؛ إذا نحن نتفق معكم أن الحكمة ضالة المؤمن و أن العلم – لاحظ معي كلمة العلم – إن كان صحيحاً فلا ضرر في أخذه حتي من الكافر، و لكن هل هذا علم؟! كلا إنه ليس بعلم ! بل هو في الأصل فلسفة و تصور و اعتقاد منحرف أنتج ممارسات و تطبيقات – منها العلاجي و منها غير ذلك - وفق هذا التصور و تلك الفلسفة، فكانت الفلسفة و العقيدة سبباً أولاً، و الممارسات و التطبيقات نتيجة ثانياً؛ فأين العلم و الحكمة التي هي ضالتنا؟! فهذه التطبيقات الإستشفائية المعاصرة المبنية علي فلسفة الينغ و اليانج والتي يزعم مروجيها أنها محض علم؛ ما هي إلانقولات مهجنة لتطبيقات الطب الصيني القديم المبني علي فلسفة الإلحاد و الحلول و الإتحاد.
"يقول شوانغ تزي مشيرا إلى دور الـ ( ين يانغ ) في المرض والصحة : " عندما يحصل إيذاء للـ( ين ) و الـ (يانغ) فلن تأتي الفصول الأربعة كما ينبغي، الحر والبرد سيفشلان في تحقيق التناغم الملائم، وهذا سيؤذي أجسام الرجال (البشر )" و يقول في موضع آخر " لا يوجد عدو أعظم من الـ ( ين يانغ ) فلا يوجد مكان بين السماء والأرض يمكنك الهروب منهما، هذا لا يعني أن الـ (ين يانغ ) تتعمد فعل الشر لك، ولكنه عقلك أنت الذي يجعلهما يفعلانه"[8]
انظر كيف يجعلون عقلك هو المرجع؟! فكل شئ مرتبط بوعيك الداخلي؛ فالطاقة لن تعمل إلا إذا وعيتها؛ و لن تستفيد منها إلا إذا طورت وعيك بها؟! ألا تجد كلمات مثل ( تطوير الوعي- إدراك الوعي الداخلي – و التناغم مع الوعي الداخلي ) مألوفة في كلام مروجي هذه التطبيقات و الكلام هنا موجه بالخصوص للممارسين أو من حضر تلك الدورات.
تقول مها نمور في لقائها علي قناة الجزيرة:
"يعني إذا بس.. بس نقول هيك يعني على العالم الروحاني، الشكرة يا اللي بين العينين، العين التالتة بدي أقول هي الوعي، يعني بس هايدي تتعب، أو يتعبوا العيون بيصير الإنسان نسبة وعيه كتير خفيفة، يعني قد ما يعمل مجهود وجسمه مسكر ما راح ينتبه للأشياء اللي عم بتحصل حواليه"
و يكفي لأثبات ما نقول معرفة أسلوب العلاج و التشخيص المبني علي هذه الفلسفات الوثنية بقليل من التفصيل ليتبين للقارئ أن هذا الأسلوب العلاجي ليس له من العلم نصيب بل هو مداد من عقائد وثنية فاسدة:
"ومعلوم بالاضطرار أن اختلال توازن الـ(ين يانغ) لا يمكن أن يخرج عن أحد الأحوال التالية :
- فإما أن تحدث زيادة في نشاط الـ (ين) أو في نشاط الـ(يانغ)
- وإما أن يحدث ضعف في نشاط أحدهما.
ولذلك اختصرت السبل العلاجية في الطب الصيني في أهداف أربعة ، يسعى المعالج في تحقيق أحدها بحسب الحالة التي بين يديه . وهذه الأهداف الأربعة هي :
1- تقوية الـ ( ين )
2- تقوية الـ ( يانغ )
3- التخلص من الـ ( ين ) الزائد
4- التخلص من الـ ( يانغ ) الزائد.
فالمقصود أن الفلسفة الاستشفائية المبنية على الـ ( ين يانغ ) اعتمدت في خططها العلاجية على تحديد خواص كل من :
1- المحل : فصنفت أعضاء الجسد وتركيباته إلى ( ين ) أو ( يانغ ) .
2- العَرَض : فحددت الأعراض الناتجة عن زيادة أو نقصان نشاط أحد القطبين .
3- العلاج : فكان تابعاً للتصنيف العام في الفلسفة، حيث صنفت الأطعمة والأعمال وفصول السنة .... الخ إما إلى ( ين ) أو إلى ( يانغ ) .
لما حول الطب الصيني فلسفة الـ ( ين يانغ ) من سياقها الفلسفي العام وجعلها مستنداً في الصحة والمرض، كان من اللازم وضع مخطط متكامل للجسم البشري مبني على تلك الفلسفة . فكان التصنيف المبدئي لأجزاء الجسم البشري مبنياً على القاعدة العامة الآتية[9] :
يــن
|
يـانغ
|
الأدنى
|
الأعلى
|
الداخل
|
الخارج
|
السطح الجانبي الخلفي
|
السطح المتوسط الأمامي
|
الخلف
|
الأمام
|
البناء
|
الوظيفة
|
أما التصنيف التفصيلي فلا يمكن حصره في مثل هذا المقام ، فهو بعدد الوظائف والأعضاء . لذا سأكتفي بذكر جانبا منه ليتضح من خلاله المقصود :
يـانغ
|
يــن |
الخارج
|
الداخل |
الظهر
|
الكبد |
المثانة
|
القلب |
المعدة
|
الطحال |
الأمعاء الغليظة
|
الرئتين |
الأمعاء الدقيقة
|
الكليتين |
الأطراف الأربعة
|
المنطقة تحت العينين |
و كذلك تم تقسيم الأعراض التي تظهر نتيجة لخلل ما، فينبني على أساسها التشخيص، بحيث تصنف هي الأخرى إلى ( ين) أو (يانغ) ، كما هو ممثل بالجدول التالي[10] :
يــن
|
يـانغ
|
الماء
|
النار
|
البرودة
|
الحرارة
|
السكون
|
القلق
|
الرطوبة
|
الجفاف
|
الكبح
|
الهيجان
|
البطء
|
السرعة
|
وبناء على ما سبق ، فإنه باستطاعة المعالج أن يشخص نوعية المرض ويتوصل للعلاج المناسب من خلال معرفته بخواص الجسم ووظائفه وتصنيفها إلى ( ين ) أو ( يانغ ) . ولأن الـ ( ين يانغ ) تطبق على الكون بأكمله فإن المعالج يربط بين أفراده على هذا الأساس ، فمثلا يربط القلب بالنار وفصل الصيف لأن كلاهما ( ين ) . وفي فصل الشتاء تظهر الأمراض في أعضاء الـ ( ين ) ، أما في الصيف فإنها تظهر في أعضاء الـ ( يانغ ) وإليها يوجه العلاج .[11]
وكما هو ظاهر ، فإن فلسفة الـ ( ين يانغ ) العلاجية غير دقيقة ولا يمكن أن ينبني على أساسها تشخيص دقيق، أو علاج مطرد . ولذلك تبنت تصنيفات فرعية للحصول على نتائج قابلة للتطبيق في الحالات السريرية.
إن هذا الأسلوب العلاجي قد انبني علي ( المبدأ- الغاية – المصير ) و ربطهم بعقيدة وحدة الوجود المنحرفةمما يمكن تلخيصه في الآتي :
1- جعل سبب المرض هو عدم سريان التشي أو الطاقة التي - هي أصل الكون- في الجسد بشكل صحيح و هذا هو – المبدأ -
2- ينتج هذا الخلل المرض
3- فكان أسلوب العلاج محاولة لإعادة توازن الطاقه و سريان التشي في الجسد و ذلك عن طريق طرق عديدة حتي يصل المريض إلي الشفاء التام و ذلك بالتوحد مع الطاو أو مرحلة الموكشا – الغاية –
4- تنتهي آلام الإنسان و أمراضه عن الطريق إداركه ووعيه بإتحاده مع الأول الأبدي – المصير -
يقول هوانغ دي " الواحد هو اسمه ، الفراغ هو مقره ، عدم العمل هو طبيعته . لذلك ، فإن الـ (طاو) الأعظم لا يمكن استكشافه أو سبر أغواره . ورغم ظهوره الجلي ، إلا أنه لا يمكن تسميته ( تحديده ). هو في كل مكان ، ومع ذلك فهو بلا شكل، كل الأشياء، السماء والأرض، الـ ( ين) والـ( يانغ) الفصول الأربعة ، الشمس والقمر والنجوم والسحاب و (كي) ، كل ما يمشي على رجلين وما يمشي على بطنه، وكل ما له جذر، كل أولئك يشتركون فيه عندما يظهرون إلى الوجود. ومع ذلك، فإن الـ(طاو) لا يَقِلّ بذلك، كما أنه لا يزيد عندما تعود الأشياء إلى أصلها، إلى الـ ( طاو ) " [12]
فخلاصة الأمر أن الـ ( ين يانغ ) مرت بخمس مراحل ألخصها في النقاط التالية :
- ملاحظة الثنائية في الكون من خلال التأمل في الجنسين وفي تعاقب الليل والنهار .
- تفسير جميع الظواهر الكونية بتلك الثنائية مع إعطائها صفة الحركة الدائمة وجعلها المسبب لكل ما في الكون .
- النظر إلى أن الثنائية ذات الحركة الدائمة هي عبارة عن وحدة ، وكل ما في الوجود واحد .
- تبنت هذا الفلسفة مدرسة الـ ( ين يانغ ) وجعلتها الفلسفة الرئيسية في الحياة .
- استمرت فكرة وحدة الوجود ولكنها فسرت بحسب النصوص الطاوية ، فجعل الـ(طاو) هو المولد للـ ( ين يانغ ) . "[13]
[1] - التطبيقات المعاصرة
[2] - بان كو : هو إله أسطوري صيني قديم ، اعتبر الإنسان الأول وله مواصفات غريبة .عمل جاهدا لمدة 18 ألف سنة حتى فصل السماء عن الأرض وخلق النجوم والكواكب .. ثم وزع جسده على الأرض بعدما ازداد حجمه فتكونت من جسده جبال الصين ، والرياح من أنفاسه ، والرعد من صوته ، والبشر من حشرات جسده !
[3] -التطبيقات المعاصرة- لهيفاء الرشيد
[4] - هو كتاب أصيل اعتمد عليه الطب الصيني .
[5] - التطبيقات المعاصرة
[6] - انظر مبادئ وأسس الوخز بالإبر الصينية : 19 - مروان الجبّان.
[7] -التطبيقات المعاصرة
[8] - The Complete Works of Chuang Tzu : 114 -translated by : Burton Watson
[9] - انظر : The Foundations of Chinese Medicine : 7 - Giovanni Maciocia
[10] - The Foundations of Chinese Medicine : 9 - Giovanni Maciocia
[11] - Huang Di Nei Jing Su Wen : Nature , Knowledge , Imagery in an Ancient Chinese Medical Text : 90 - Paul U. Unschuld
[12] - The Four Political Treatises of the Yellow Emperor : 198 - Leo S. Chang And Yu Feng
[13] - التطبيقات المعاصرة- بتصريف يسير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق