الهجنة ودراسات التابع ونقد الخطاب الأستشراقي - د محمد كريم الساعدي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

الأحد، 1 مارس 2020

الهجنة ودراسات التابع ونقد الخطاب الأستشراقي - د محمد كريم الساعدي



إنَّ مصطلح فاعلية الخطاب النقيض يستدعي البحث في أطر الخطاب الكولونيالي المسيطر في دلالاته المعرفية على الثقافات التي خضعت طوعاً او كرهاً لإرادة المستعمر في عمله على تعويم الثقافة الأصلانية للشعوب ،بحجج إنَّها تستلزم التغيير والتمدن كونها خارج أطر الحضارة والمدنية في العالم الجديد ، الذي تبناه الفكر الغربي بعقليته التي يعود العمل على بثها في ثقافة الآخر الى عهود قديمة ، رافقتها العديد من التغيرات على المستوى الفكري الفلسفي الغربي ،والمستوى الرحلاتي الاستشراقي ، والمستوى التطوري في العلوم والفنون والآداب وغيرها من المستويات الأخرى ، التي عدها العقل الغربي من الواجبات ، التي تفرض على الشعوب الاخرى في خارج أسوار الحضارة الغربية ، إذ استوى موضوع فرض الإرادة على الاخر في سياق العمل المستمر لدمجهِ في موقع الثقافة الاعلى ، على اعتباره جزء من البشرية جمعاء ، والخاضعة على وفق سلم القوى الى نظام يكون فيه البقاء للأقوى والقيادة للأصلح والاكثر تقدماً ، لكن بشرط ان يفقد الآخر مكانته في التنافس في الوصول الى التساوي مع المسيطر ، ويبقى تابعاً وخاضعاً الى القوى المتحكمة ، وكذلك يستمر في تلقي المعرفة والثقافة منها دون ان يكون هنالك رأي فيما يحصل من السياقات والاجراءات الحاكمة عليه ، لذا كان من المنطق بعد حصول الشعوب على مساحة من الحرية ، أي بعد التحرر من السيطرة العسكرية ، ان تتحول من زاوية التابع الى مساحات أوسع تطالب من خلالها بحرية الفكر والمعرفية والثقافة ، لذلك جاء الخطاب النقيض في الضد الثقافي اتجاه العقل المسيطر ، على الرغم من استمرار السيطرة الثقافية وفرضها على الأمر الواقع  في حياة الشعوب الثقافية وغيرها ، أي ان الشعوب لا تستطيع ان تفلت تماماً من حلقة السيطرة الثقافية بحكم الامكانيات الهائلة التي يمتلكها النظام الغربي ، الذي جعل من ثقافته هي المقياس ، التي يقاس عليها مفهوم الثقافة العالمية ، بالإضافة الى جعل الثقافات الأخرى تدمج في داخل الثقافة العالمية التي يسيطر عليها النظام العالمي الجديد ، مما دعا الآخر الى البحث في أُطر الانفلات من هذه الهيمنة السياسية الثقافية والاجتماعية ، وفي مختلف الاختصاصات والاجناس الاشتغالات المعرفية  رغم صعوبتها ،" ومع ذلك فإن العديد من النظريات - منها : النظرية الايديولوجية عند (التوسير) واللغة عند (جاك لاكان) ، والخطاب عند (ميشيل فوكو) - التي تحتل فيها أهمية الفعل السياسي مكانة بارزة تعتبر الفاعلية أمراً مسلماً به . وهذه النظريات تشير الى إنَّه على الرغم من إنَّه قد يكون عسيراً على الذوات الإفلات من تأثيرات تلك القوى التي تشكل خبراتها ، فإن الأمر ليس مستحيلاً. ان الواقع ذاته يشير الى أنَّ مثل هذه القوى يمكن إدراكها ، ويشير الى أنها يمكن ان تعطل ايضاً" 1، لذلك جاء مصطلح الخطاب النقيض في فاعليته لبلورة خط اشتغال بالضد من الخطاب المهيمن وهو الخطاب الكولونيالي ، على اعتبار إنَّ الخطاب النقيض بفاعليته يندرج كأشتغال ثقافي معرفي تحت دائرة الخطاب ما بعد الكولونيالي ، الذي هو يبحث في آثار الكولونيالية وما خلفتها في ثقافات الشعوب الواقعة تحت الاستعمار العسكري سابقاَ والمستمرة في سيطرتها الثقافية الى الآن.
    إنَّ من أهم ملامح العلاقة الرابطة بين فاعلية الخطاب النقيض ، وما بعد الكولونيالية ، هي المواجهة ضد مفهوم (غربنة) ثقافة الآخر من أُصولها وجعلها تقع في دائرة المحو الثقافي للأخر ، من خلال تقديم الجديد المتقدم أو طرح القيم الثقافية الجديدة في أُطر خاصة تبين على إنها بديل ناجح يمكن تعميمه على الثقافات الأخرى ، وبحجة التطوير والتحديث السوسيولوجي للبيئات المتخلفة عن ركب الحضارة العالمية " وعليه ، كان المرجع المهيمن على تعريف هذه الظاهرة آنذاك هو سوسيولوجيا التحديث (...) كان هدف هذه التنمية / التحديث المصرح به دون تحفظ خطابي ، هو غربنة الآخر(Westernization)، غربنة هذه الشعوب المفترض انها بلا تاريخ بلا ثقافة "2 ، حتى يتم تدوين ثقافتها الجديدة على وفق سياسة العقل المتحضر الغربي ، لرسم ملامح أخرى تبقى منحازة في جميع أمورها وتطلعاتها للمرجع المهيمن ، وخطابه الذي يشكل حياة الشعوب بالطريقة ، التي لا يسمح معها الانفلات من القبضة الثقافية الغربية الواسعة في هيمنتها على حياة الآخر. إنَّ هذه الغربنة التي دعت اليها الحضارة الغربية للآخر ، هدفها التأكيد على الامتياز في اسبقيتها الحضارية ، وهذا ما دعا الشعوب الأخرى الانفلات من هذه النظرية القاهرة للآخر ،الذي عليه ان يبقى في تبعيته لها ، علماً إنَّ هذه النظرة  التي قاومها الخطاب النقيض الذي يندرج تحت الخطاب ما بعد الكولونيالي ، كان يعي إنَّ هذه الهيمنة هي ليست جديدة في خطاباتها المتسلطة ، بل هي ممارسات متلاحقة في الفكر الغربي وعقله صاحب نظرية التنوير ، التي توجها بهذا الخطاب المتعالي ، وهذه الرؤية تتطابق مع ما قصده (تودوروف) في كتابه (روح الانوار) ، الذي يوجه نقده الى حقيقته الآتية :" بما أن الأنوار تقر بوحدة الجنس البشري فهي تقر إذن بكونية القيم ، ولما كانت الدول الاوربية مقتنعة بأنها تحمل قيماً أرقى من القيم السائدة عند غيرها من الأمم ، اعتقدت أن من حقها حمل خضارتها الى الذين هم أقل حظاً منها. وكي تضمن نجاحها في أداء هذه المهمة كانت مجبرة على احتلال المناطق التي يقطنها سكان تلك الامم"3 ، وهذه من الذرائع الشائعة على تبرير الاحتلال بمختلف مستوياته ،ومن اخطرها الاحتلال الثقافي الذي عمل على تغييب الثقافات الاصلية باعتبارها غير ناضجة وغير صالحة للاندماج في الثقافة العالمية .
    إنَّ فاعلية الخطاب النقيض انتجت طرق للمقاومة الثقافية، تميزت بإصرارها الى الدعوة بالعودة الى الثقافات المحلية لبلورة مواقف بالضد من الدعوة الى عالمية الثقافة ، التي دعا اليها الفكر الغربي ، إذ إن هذه الثقافات المحلية، هي السبيل الامثل في احياء تراث الامم ، التي تعرضت للاضطهاد الثقافي ، ومحاولات محو الشخصية الحضارية لهذه الامم ،بحجة التحديث والتطوير ، إذ برزت اتجاهات من داخل الحضارة الغربية ذاتها ، ولكن من اصول شرقية ، أو من الذين تأثروا بالفكر الشرقي وحضارته العريقة ، لذلك تكوّن خط ثقافي ينادي بالعودة الى إيجاد مساحات ومراكز ثقافية أخرى موازية للثقافة الغربية ، استند هذا الخط الثقافي الى بعض الآراء الفلسفية الغربية ذات طابع نقدي لمفهوم العقل الغربي ، والتي ترجع بداياته الى (نيتشه ) وصولاً الى (جاك دريدا) فبتفكيكيته والدعوة الى البحث عن المخفي في نوايا هذا العقل ، والى (ميشيل فوكو) واطر دراسة الخطابات الغربية وما احتوت عليه من صور للاضطهاد ضد الآخر سواء في الداخل الغربي وحتى في الخارج من خلال دراسة التاريخ وما احتوى عليه من صور لهذه التشكلات والبنى المعرفية في داخل الخطاب الغربي، ومن ابرز الخطابات النقيضة المقاومة للخطاب المهيمن ، كانت ثلاثة اساليب مؤثرة في ما بعد الكولونيالية وهي:
اولاً:- نقد الخطاب الغربي لـ (ادوارد سعيد): إذ تميز هذا النقد للخطاب الغربي من خلال البحث في جذور الاستغلال الثقافي للشرق ودول العالم الاخرى ، الذي تميز بإطلاقه حمل كبيرة تمثلت في الدراسات الاستشراقية ودلالاتها الايديولوجية واليات طرق دراسة الشرق ، للحصول على مبررات السيطرة على الجانب الآخر المنافس للحضارة الغربية ، إذ انطلقت حملات الاستشراق للشرق منذ فترات ليست بالحديثة ،بل يرجع تاريخها الى ما يقارب الثمانمائة سنة تقريبا ، عندما دعت الكنيسة الجامعات الى فتح دراسات  وكراسي للإستشراق فيها ، حيث الفت الكتب واجريت الدراسات في مجالات مختلفة منها السياسة والاقتصاد والاجتماع والدين وحتى الفلسفة الشرقية ، إذ اعتبر سعيد الاستشراق هو أكبر حملة يقوم بها الغرب للسيطرة على الشرق ثقافياً واقتصادياً واجتماعياً ودينياً ، وسوّق من خلال هذه الدراسات وما رافقتها من حملات الى مفاهيم عديدة لوصف الشرق بأوصاف محرفة في الكثير منها ، كون المجتمعات الشرقية خاملة ولا تستطيع النهوض بواقعها من دون تدخل قوى خارجية ، والمقصود هنا الغرب ، كما ان هذا الشرق هو غارق بالسحر والاساطير والغرائبية التي تجعل من شعوبه مغيبة للعقل ، واستنادها في تصرفاتها على ما انتجته أساطيره من طقوس بالية جعلت أبنائه يعيشون في جمود عقلي ، غير قادرين على التقدم والنهوض بواقعهم ، لقد سعى (ادوارد سعيد) الى كشف ملامح الاستشراق  في ضوء ما يهدف إليه من وراء دراسة الشرق وما يخفيه من نوايا وراء هذه النظرة الى الشرق ، لذلك فأنه حرص " في الاستشراق على النظرة الى المعرفة كلحظة من لحظات السلطة ، فالمعرفة ليست في نظره محض وعي بارد بالعالم ، بل هي تكييف للعالم وإخضاعه وإعادة بنائه، وإذا كانت آليتان في عمل المعرفة : الاولى نظرية ويعبر عنها ميل المعرفة الى ان تكون نسقاً من التصورات أو التمثلات للعالم والأشياء ، وتعبيراً رمزياً عنها ، والثانية عملية ويعبر عنها ميلها الى التعبير عن آلية الإرادة فيها ، من حيث يمثل الإخضاع والتكييف ذروة الإفصاح عن تلك الارادة "4. إنَّ عمل (سعيد) يركز على البحث في البعد التاريخي وزمانية تبلور فكرة الهيمنة ، التي انطلقت من المعرفة بإرادة القوة وتشكيل الهيمنة في خطاباتها الاستشراقية ضد الآخر، لذلك فأن اليات عمل (سعيد) بلورت موقفاً جديداً من قراءة الاستشراق كونه من الركائز الاساسية في تكوين العقل الغربي المتعالي ، وتشكيل نواياه الاستعمارية فيما بعد . ومن هنا فأن جدلية التعارض بين فكرتي الاستشراق وما بعد الاستشراق، اوجدت اشتغالاً معرفياً في البحث بالأسباب التي شرعنة السيطرة على وفق مبررات من المعرفة بإرادة القوة المتمركز في داخل المسار الإستشراقي والمتمظهره في اشكال الاستغلال ، المصاحبة له ،والتي استفاد منها المستعمر في السيطرة ، كون الاستشراق قدم دراسة وافية وكافية عن الآخر الشرقي وحياته واموره السياسية ومكامن  الضعف في بنياته الاقتصادية الاجتماعية والاخلاقية ، وحتى عباداته وما حوته من فكر قائم على أهمية الديانة في الحياة الشرقية ، اذاك فأن (سعيد) بنقده للاستشراق الغربي وضح فيه النوايا ، التي سعى اليها الفكر الغربي من وراء الاستشراق ، ومحاولة تقويضها من بعد الاستناد الى دراستها كخطاب له نواياه الظاهرة وأهدافه الخفية وايديولوجيته الخاصة ،التي يحاول العقل الغربي تطبيقها كخطاب مسيطر ومهيمن على الآخر الشرقي .
ثانياً:- دراسات التابع، أو (الآخر) عند (سبيفاك).
 تنطلق (سبيفاك) في دراساتها للتابع أو الآخر من فرضية إن الفكر الكولونيالي الامبريالي وضع في مقابل ذاته المتعالية ذات تابعة ، وجعل المعادلة طرفها الأنا مقابل الاخر التابع لهذه الأنا ، وبدأ ينتج ثقافة جديدة في ضوء هذه المعادلة ، مما أعطى الفكر الكولونيالي الامبريالي لنفسه الحقَ في بناء الثقافة العالمية ، التي يتبع لها كلَّ شيء في العالم بما في ذلك الثقافات الأخرى للشعوب الواقعة خارج نطاق الزمان والمكان الكولونياليين ، لذلك فقد جاءت دراسات (سبيفاك ) على وفق الضد الكولونيالي والبحث في القوانين الامبريالية ، التي جعلت من هذا التقسيم المتقابل أصلاً يقاس عليه النتاجات الثقافية والاجتماعية والسياسية للشعوب الاخرى ، إذن  فأن صناعة الآخر عند (سبيفاك) ، هو "إشارة الى العملية التي تخلق بواسطتها الخطاب الامبريالي (آخرين) بالنسبة لذاته . بينما يقابل (الآخر Other) بؤرة الرغبة أو القوة( الأم/ الآخر بحده الأكبرM-Other) ، أو الاب ، او (الامبراطورية) التي يتم إنتاج الذات من خلال العلاقة بها ، فإن الآخر(Other) هو الذات المستبعدة ،أو التي يتم التسيد عليها ، التي يخلقها خطاب القوة . وتصف صناعة الآخر السبل المتعددة ، التي يخلق بها الخطاب الكولونيالي تابعيه"5 ، لتشكيل صورة الآخر التابع في الوعي الكولونيالي الذي يؤكد في هذه الصورة شكل التابع الشرقي في الذاكرة الغربية عن الشرق ، الذي يجب ان يشكل بفضل العقل الغربي ذات الامكانات المعرفية القادرة على بناء شرق جديد بعيداً عن واقعه وسياقاته الفكرية والمعرفية ، وخصوصياته التي تميزه عن الذات الغربية ، وبذلك لا يكون هنا عنصر مقابل متكافئ مع الغرب ، بل يكون هناك قيادة واحدة ومسيطرة وهناك تابع منقاد لأرادتها. إنَّ البحث في هذه الاطر الكولونيالية عند (سبيفاك) جعل من اشتغالاتها تكشف عن المخفي في العقلية الغربية مستخدمة بذلك طريقة المنهج التفكيكي عند الفيلسوف الفرنسي (جاك دريدا)، للوصول الى تتبع ملامح التابع في الصورة الامبريالية الغربية ، لأجل قراءته وتحديد الأسباب الكامنة وراء هذه الصورة التابعية ، ومكامن الضعف في التابع  التي  أستند عليها الكولونيالي في فرضيته ضد الشرقي ، والبحث في تراث التابع من أجل النهوض به لمواجهة أسباب الخضوع والانكسار التي استفاد منها الفكر الامبريالي.   
ثالثاً:- تأصيل تواريخ الاستغلال والمقاومة (الهجنة الثقافية) عند (هومي بابا):
 يرمي (هومي بابا) في البحث في أساسيات الاستغلال الغربي الى توضيح حقيقة مهمة ، هي إنَّ هذه التواريخ ستكون ملازمة لكل افعال التمييز التي يقوم المستعمر الكولونيالي في الثقافات الاخرى التي وقعت تحت سيطرته ، واستمرت عمليه التتبيع لها من أجل تشويه ملامحها وتقديم البديل عنها ، لذلك فأن البحث في تواريخ الاستغلال وكيفية تكوينها لرصد هذه الظاهرة ومدى تمكنها من تشكيل الثقافة عند التابع ، أي الثقافة الجديدة (الثقافة الكولونيالية) وارتداداتها في تعاملات الشعوب اليومية من خلال مرموزاتها ودلالاتها في الحقول المعرفية عند الشعوب ، والبحث في ما يقابلها من اجراءات لتخليص الثقافات المحلية من هذه التبعية ، من خلال العودة الى التواريخ المحفوظ في التعاملات الشفاهية والتواريخ الشفاهية ، وما ترمز اليه من حفظ للعديد من العلامات الثقافية الخاصة بهوية الشعوب المحلية ، إنَّ هذه الوقائع التاريخية التي تؤكد مفهوم الاستغلال الثقافي ودخول الثقافات في مرحلة الاحتكاك الحقيقي ، من خلال تصارع الثقافات ، وما يفرض عليها من أساليب اخضاع ، تساهم في إنتاج ثقافات جديدة تكون ثقافات مهجنة وليست أصلانية في انتماءاتها لثقافة الشعب الواقع تحت التغيير الثقافي لصالح المركز المسيطر ، فأن الثقافة الجديدة أو المهجنة التي تأخذ ملامحها من المرجعيات الكولونيالية في طرح أطرها العامة واشتغالاتها في داخل ثقافات الشعوب ، إذ يعد (هومي بابا ) ان هذه الثقافة الهجينة أو المهجنة يمكن الاستفادة منها في مسألة التأصيل لتواريخ الاستغلال الكولونيالي ، من خلال الارتكاز في تثبيت الوقائع ، ومساحات تأثيرها في شكل المنتج الثقافي المهجن  الذي تنطوي عليه الثقافة البديلة للأصلانية المغيبة ، وهذه الثقافة المهجنة هي من أفضل طرائق لإدانة الاستغلال الثقافي على وفق التواريخ المدونة لهذا الاستغلال الكولونيالي للشعوب المستغَلة ثقافياً،  لذاك فأن (هومي بابا) يرى بأن " الوضع ما بعد الكولونيالي هو بمثابة تذكرة مفيدة بالعلاقات الكولونيالية الجديدة المتواصلة ضمن النظام العالمي الجديد وبتقسيم العمل تقسيماً متعدد القوميات . ومثل هذا المنظور يمكّن من تأصيل تواريخ الاستغلال ومن تطوير استراتيجيات المقاومة"6 .
الهوامش
1.     أشكروفت ، بيل ، جاريث جريفيث ، وهيلين تيفين : المصدر السابق ، ص55.
2.     ماتلار، أرمان: التنوع الثقافي والعولمة ، تعريب: خليل احمد خليل، بيروت: دار الفارابي، ط1، 2008، ص99.
3.     تودوروف، تزفيتان: روح الانوار ، تعريب: حافظ قويعة ، تونس : دار محمد علي للنشر ، ط 1، 2007، ص34.
4.     مفرح، جمال: المعرفة والقوة ، بيروت : الدار العربية للعلوم ناشرون ،ط1، 2009، ص28.
5.     أشكروفت ، بيل ، جاريث جريفيث ، وهيلين تيفين : المصدر السابق، ص265.
6. بابا، ك، هومي: موقع الثقافة ، ترجمة ثائر ديب، الدار البيضاء: المركز الثقافي العربي، ط1، 2006، ص47.                              


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق