إن اختيار (جاسم محمد) للحرف العربي وتشكيله برؤى تغاير ما مألوف عبر
التشكيلات الكلاسيكية والقواعد المنضبطة ، إنما يعد تغاير وفق ما يراه فكره
الباطن الممتزج مع رؤى منطقية وتخيلية وحدسية ، الامر الذي يجعل خطابه
البصري يحمل ثيمة تشكيلية تتناغم مع معطيات البناء التكويني ، فالحرف
العربي يعد نظام او بنية قائمة بذاتها له طاقة كامنة ما يجعله خامة رئيسة
للتشكيل الفني ..
إن حفريات (جاسم) على السطح التصويري يحاول عبرها استخراج شكلانية الحرف وهو محمّل بمضامين روحية لا تنفصل عن روحانية الفنان ذاته .. ان اركيولوجيا سطوحه تنساق وفق أدوات خبراتية مستمرة ليست منعزلة عن الفكر المعرفي والثقافي للفنان ، ليترك بصمة تشكيلية تفرض ضرورات داخلية تكشف عن حجم ما هو تعبيري وغنائي ، فضلا على الجانب الروحاني الذي يندرج ضمن محمولات الحرف ، ليكون بذلك النص التشكيلي لدى الفنان منغمس بعالم صوفي .. وهو ليس ببعيد عن التأثيرات التي رسخها الفنانون الرواد من قبل والذين استطاعوا توظيف الحرف في نتاجاتهم الفنية ، كما جاء لدى رائد البعد الواحد (شاكر حسن آل سعيد) الذي يرى ان ( دور الحرف في الفن التشكيلي بحد ذاته كان في نفس الوقت مفارقة للذاتية وكشفا للحقيقة ) .. لذا وظّف الفنان (جاسم) طبيعة الحرف لكشف ما ورائيته وهنا جاء ليعلن عن نص تشكيلي حروفي يعود الى أصل الحضارة والتراث منغمسا بطبيعة معالجاتية وتقنية معاصرة ..
ان المتأمل للنص البصري يجد هناك أشكالا حروفية تتراقص وتسبح في فضاء السطح بغية بث عالم استطيقي يبتعد فيه الفنان عن عالم الوجود الحسي بشيئيته .. عالم تكون فيه الجمالية تتصاعد من عالم زمكاني الى عالم الروح ، ليشكل ابستمولوجيا مثالية تتوسم رؤى لا متناهية على مستوى البناء والتكوين من جهة والمعطى المضاميني من جهة اخرى .. لتكون تلك الاركيولوجيا ممارسة فاعلة تترك أثرا جماليا عبر عملية الحفر والحز لجيولوجيا التكوينات اللونية التي توسمت ضمن النص البصري ..
لقد استطاع الفنان (جاسم) من مزج رؤيته التعبيرية بين الحرف الذي يعد أساس الخطاب الكلامي والمعرفي والحواري مع الآخر وبين الطاقة التقنية والمعالجاتية من خلال البناء التكويني واللوني سعيا منه للوصول الى تشكيل خطاب استطيقي يتضمن جملة من الكلمات والحروف ذات المعنى الواضح وهي تتفاعل ضمن مساحة لونية وفضاء يكاد يصل الى المضمون الكوني ، انه يجعل من المتلقي او المتأمل لخطابه أن يعيش حالة من الوجد الصوفي يتماهى فيها مع حيثيات النص ، وهنا تمكن الفنان من إبراز وخلق أسلوب تشكيلي خاص به من خلال توظيف الحرف العربي وقدرته على تجسيد رؤى فنية متنوعة ترتبط بالجانب العقلي والتخيلي لديه .. ليكون موفقا بين البعد المادي وتقنياته عبر المعالجات الشكلانية وبين البعد التعبيري الذي يتمثل من خلال مشهدية النص البصري وسردية الحرف..
لقد استطاع الفنان من كشف الهوية التراثية والحضارية من خلال حروفياته التي تنطق بنصوصها ومضامينها التي عولجت برؤية معاصرة غابت فيها الكلاسيكية ، ليبث جمالية تتصاعد نحو صوفية وفلسفة ما ورائية ، انه يخرج في رؤيته عن التشكيل النمطي ليتوجه برؤية فنية الى الشاعرية والتأملية والغنائية ذات الممارسة الاستبصارية ، انه ينأى عن محدودية البصر ويقترب من الاستبصار بعمقه اللامتناهي ، ليجسد طاقة جمالية روحانية كشفت كل ما هو باطني انغمس في حرف عربي وهو يتوشح ثوبا من الألوان ليأخذ مكانا يسبح في فضاء السطح التصويري ..
إن حفريات (جاسم) على السطح التصويري يحاول عبرها استخراج شكلانية الحرف وهو محمّل بمضامين روحية لا تنفصل عن روحانية الفنان ذاته .. ان اركيولوجيا سطوحه تنساق وفق أدوات خبراتية مستمرة ليست منعزلة عن الفكر المعرفي والثقافي للفنان ، ليترك بصمة تشكيلية تفرض ضرورات داخلية تكشف عن حجم ما هو تعبيري وغنائي ، فضلا على الجانب الروحاني الذي يندرج ضمن محمولات الحرف ، ليكون بذلك النص التشكيلي لدى الفنان منغمس بعالم صوفي .. وهو ليس ببعيد عن التأثيرات التي رسخها الفنانون الرواد من قبل والذين استطاعوا توظيف الحرف في نتاجاتهم الفنية ، كما جاء لدى رائد البعد الواحد (شاكر حسن آل سعيد) الذي يرى ان ( دور الحرف في الفن التشكيلي بحد ذاته كان في نفس الوقت مفارقة للذاتية وكشفا للحقيقة ) .. لذا وظّف الفنان (جاسم) طبيعة الحرف لكشف ما ورائيته وهنا جاء ليعلن عن نص تشكيلي حروفي يعود الى أصل الحضارة والتراث منغمسا بطبيعة معالجاتية وتقنية معاصرة ..
ان المتأمل للنص البصري يجد هناك أشكالا حروفية تتراقص وتسبح في فضاء السطح بغية بث عالم استطيقي يبتعد فيه الفنان عن عالم الوجود الحسي بشيئيته .. عالم تكون فيه الجمالية تتصاعد من عالم زمكاني الى عالم الروح ، ليشكل ابستمولوجيا مثالية تتوسم رؤى لا متناهية على مستوى البناء والتكوين من جهة والمعطى المضاميني من جهة اخرى .. لتكون تلك الاركيولوجيا ممارسة فاعلة تترك أثرا جماليا عبر عملية الحفر والحز لجيولوجيا التكوينات اللونية التي توسمت ضمن النص البصري ..
لقد استطاع الفنان (جاسم) من مزج رؤيته التعبيرية بين الحرف الذي يعد أساس الخطاب الكلامي والمعرفي والحواري مع الآخر وبين الطاقة التقنية والمعالجاتية من خلال البناء التكويني واللوني سعيا منه للوصول الى تشكيل خطاب استطيقي يتضمن جملة من الكلمات والحروف ذات المعنى الواضح وهي تتفاعل ضمن مساحة لونية وفضاء يكاد يصل الى المضمون الكوني ، انه يجعل من المتلقي او المتأمل لخطابه أن يعيش حالة من الوجد الصوفي يتماهى فيها مع حيثيات النص ، وهنا تمكن الفنان من إبراز وخلق أسلوب تشكيلي خاص به من خلال توظيف الحرف العربي وقدرته على تجسيد رؤى فنية متنوعة ترتبط بالجانب العقلي والتخيلي لديه .. ليكون موفقا بين البعد المادي وتقنياته عبر المعالجات الشكلانية وبين البعد التعبيري الذي يتمثل من خلال مشهدية النص البصري وسردية الحرف..
لقد استطاع الفنان من كشف الهوية التراثية والحضارية من خلال حروفياته التي تنطق بنصوصها ومضامينها التي عولجت برؤية معاصرة غابت فيها الكلاسيكية ، ليبث جمالية تتصاعد نحو صوفية وفلسفة ما ورائية ، انه يخرج في رؤيته عن التشكيل النمطي ليتوجه برؤية فنية الى الشاعرية والتأملية والغنائية ذات الممارسة الاستبصارية ، انه ينأى عن محدودية البصر ويقترب من الاستبصار بعمقه اللامتناهي ، ليجسد طاقة جمالية روحانية كشفت كل ما هو باطني انغمس في حرف عربي وهو يتوشح ثوبا من الألوان ليأخذ مكانا يسبح في فضاء السطح التصويري ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق