مفهوم التداولية عند اللغويين الغربيين في ضوء معهود الخطاب العربي - مدارات ثقافية

احدث المواضيع

السبت، 4 ديسمبر 2021

مفهوم التداولية عند اللغويين الغربيين في ضوء معهود الخطاب العربي


مفهوم التداولية عند اللغويين الغربيين في ضوء معهود الخطاب العربي:

أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجاً

إعداد:

أستاذ مشارك د  عاصم شحاده علي/ الأستاذ المشارك د. شمس الجمليل بن يوب

قسم اللغة العربية وآدابها / كلية معارف الوحي والعلوم الإسلامية / الجامعة الإسلامية العالمية- ماليزيا


الملخص

التداولية من العلوم اللغوية الحديثة التي انبثقت من الاتصال بين اللغة والفلسفة، وهي تتصل بالظواهر الاجتماعية والنفسية والبيولوجية، والسيميائيات، وتتداخل مع اللغة في الدلالة وعلم اللغة الاجتماعي، وعلم اللغة النفسي وتحليل الخطاب. والتداولية بحقيقتها تسعى إلى ضبط العملية التلفظية من حيث الفعل التواصلي الذي يتحقق في موقف سياقي في الفضاء الثقافي والاجتماعي الذي يشكل النص، حيث تطور علم اللغة النصي معتمدا على التداولية وشروط الفهم اللغوي الاجتماعي، وترتكز التداولية إلى نظرية الفعل الكلامي. عرف القدامى العرب فكرة التداولية وناقشوها في معهود خطابهم، واهتموا بمظاهر لغوية انبثقت من سياقات الاستعمال اللغوي الدائرة في مستوى التخاطب، وعني بها اللغويون وعلماء البلاغة والمنطق وغيرهم. في ضوء هذا تقوم الدراسة هذه بتتبع التداولية منذ نشأتها لبيان تصور نظري عنها وفق التطورات التي مرت بها، ثم توضيح موقف القدامى في معهود الخطاب العربي عن التداولية وعناصرها التي ذكرها المعاصرون الغربيون، والتطرق إلى التفكير التداولي لديهم كالجاحظ وابن قتبية وأبي هلال العسكري وابن سنان الخفاجي وعبد القاهر الجرجاني والسكاكي وحازم القرطاجني وابن خلدون والسيوطي وتطبيقات مفاهيم التداولية في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم الاجتماعية. وقد توصلت الدراسة إلى أن ثمة إشارات لدى اللغويين القدامى تحدثت عن المعرفة اللغوية والمعرفة الخطابية والمعرفة اللسانية، وهي من أهم عناصر التداولية عند اللغويين الغربيين، وأن التداولية تعين في فهم مقصود النبي صلى اله عليه وسلم في بنية الحديث.  

الكلمات المفتاحية: التداولية-العناصر-الدراسات العربية- معهود الخطاب العربي-التطبيقات

Pragmatics is one aspect of modern linguistics that emerged from the relation between language and philosophy, which is related to the social and psychological phenomena, biological, and semiotics besides it interferes with the semantic of language in social, linguistics, psycholinguistics and discourse analysis. Pragmatics is really conducts to adjust the process speech based on communicative action which is achieved in a contextual position in the cultural and social situation which constitutes the text. The development of text Linguistics based on pragmatics the conditions of understanding linguistic in social aspects. Pragmatics based to speech acts. Ancient Arabs knew the idea of ​​pragmatics and they discussed in their standard language, and take care of linguistic manifestations emerged from the linguistic usage contexts circle at a conversational level. Linguists, scholars of rhetoric, philosophers and other talked about it. In light of this studies we will describe the terminology of pragmatics since its inception to state theoretical picture according to the  developments that passed by, and then clarify the position of veterans cin terms of  Arab discourse in pragmatics and  its elements which  mentioned by contemporaries Westerners, and addressed to pragmatics with al-Jahidz, , Ibn Qutaibah, Abu Hilaal al- Askariy, Ibn Sinan al-Khafaji, Abal-Qaahi al-Jurjaahiy al-Skakiy, Hazem al-Qurtaajanniy Ibn Khaldun and Suyutiy. The study found that there are signs of linguists veterans talked about the linguistic knowledge and rhetorical knowledge, which is one of the most important elements of pragmatics linguists Westerners. Western

المقدمة:

إن اللّسانياتالتداولية ا تجاه لغوي ظهر وازدهر على ساحة الدرس اللساني الحديث والمعاصر؛يهتمبدراسة اللغة اثناء الاستعمال , ولعل هذا ما جعله أكثر دقة وضبطا، حيث يدرس اللغةأثناء استعمالها في المقامات المختلفة, وبحسب أغراض المتكلمين وأحوالالمخَاطبين.تُعد اللسانيات([1]) التداولية اتجاهاً لغوياً ظهر وازدهر على ساحة الدرس اللساني المعاصر؛ ويهتم بدراسة اللغة أثناء استعمالها في مختلف المقامات، وبحسب أغراض المتكلمين وأحوال المخاطبين. وتعنى الّلسانيات التّداولية في سبيل دراستها للّغة, بأقطاب العمليةالتواصلية؛ فتهتمّ بالمتكلّم ومقاصده، بعدِّه مُحرِّكا لعمليةالتواصل.وتعنى اللسانيات التداولية بأقطاب العملية التواصلية؛ فتهتم بالمتكلم ومقاصده، وتراعي حال السامعأثناء الخطاب, كما تهتم بالظروف والأحوال الخارجية المحيطة بالعملية التواصلية،ضمانا لتحقيق التواصل من جهة، ولتستغلّها في الوصول إلى غرض المتكلم وقصده من كلامهمن جهة أخرى.وتراعي حال السامع أثناء الخطاب، وتهتم بالظروف والأحوال الخارجية المحيطة بالعملية التواصلية، ضماناً لتحقيق التواصل من جهة، ولتستغلها في الوصول إلى غرض المتكلم وقصده من كلامه من جهة أخرى. ومعهود الخطاب العربي الذي يحقق فيه مفهوم التداولية هو ذلك التعبير عن مجموع الأنماط والروابط والأساليب الخطابية، والألفاظ والمعاني اللغوية التي تألَفُها العرب وتعهدها في الاتصال بلسانهم وتلقي الخطاب، وأنواع المجال التداولي المتعارف عليها بينهم في استخدام لغت([2])

فالتداولية علم جديد للتواصل يدرس الظواهر اللغوية في مجال الاستعمال؛ وتهتم بدراسة ظاهرة التواصل اللغوي وتفسيره، فالحديث عن التداولية وعن شبكتها المفاهيمية يقتضي الإشارة إلى العلاقات القائمة بينها وبين الحقول المختلفة؛ لأنها تضم مستويات متداخلة،كالبنية اللغوية، وقواعد التخاطب، والاستدلالات التداولية، والعمليات الذهنية المتحكمة في الإنتاج والفهم اللغوي، وعلاقة البنية اللغوية بظروف الاستعمال. فهي تمثل حلقة وصل مهمة بين حقول معرفية عديدة، منها: الفلسفة التحليلية ممثلة في فلسفة اللغة العادية، ومنها علم النفس المعرفي ممثلا في نظرية الملاءمة، ومنها علوم التواصل، ومنها اللسانيات. وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر بين الدارسين في"التداولية" فإن معظمهم يقرون بأن قضية التداولية هي إيجاد القوانين الكلية للاستعمال اللغوي، والتعرف على القدرات الإنسانية للتواصل اللغوي، وتصير التداولية من ثم جديرة بأن تسمى: "علم الاستعمال اللغوي".([3]) ويهتم الاتجاه التداولي بالدراسات اللغوية عندما تتلاقى فيه على وجه معين جمل ميادين من المعرفة المختلفة كعلم اللغة الخالص، والبلاغة، والمنطق، وفلسفة اللغة، وعلم الاجتماع، وغيرها من العلوم المهتمة بالجزء الدلالي من اللغة.([4])

من هنا يتضح اتجاه دراسة التداولية إلى اتجاهين مختلفين، وهما: اتجاه ينطلق في دراسة التداولية من كونها نظرية في التعامل الاجتماعي تهتم بالجانب الاستعمالي، أي استعمال اللغة بزعامة "أوستن"، واتجاه فلسفي منطقي تعود جذوره إلى "بيرس" الذي أطلق عليها اسم "البراغماتية عام1905م، و"وليم جيمس" الذي سماها بالذرائعية عام 1978م،  ‏فالتداولية يمكن أن نقول عنها بأنها اسم جديد لطريقة قديمة في التفكير بدأت على يد سقراط، ثم تبعه أرسطو بعد ذلك.([5])

وتتحرى التداولية كيفية تمكّن السامعين من عقد الاستدلالات المطلوبة عما يقوله المتكلم، من أجل التوصل إلى ما يقصده ذلك المتكلم من وراء أقواله، وتتحرى كيف أن الكثير مما يُعبّر عنه يجري تمييزه على أنه جزء ممايراد إيصاله.

 

أولاً- التداولية في الدراسات اللغوية الغربية الحديثة:

1- نشأت التداولية في بدايتها عند شارل ساندرس بيرس Charles Senders Peirce (1839م-1914م)، حيث ارتبطت عنده التداولية بالمنطق ثم بالسيموطيقا،([6]) ودرس الدليل وعلل إدراكه بواسطة التفاعل الذي يحدث بين الذوات والنشاط السيميائي،([7]) واهتم بالإشارة وبحث عن الطرق التي بواسطتها يتم الاتصال بين الأفراد، وجعلها نظرية لأن اللسانيات المتداولة تفترض الدراسة التركيبية والدراسة الدلالية.([8])

2- جاء تشالز موريس Charles Morris (1938م)، وجعل التداولية جزءا من السيميائية عند تمييزه لثلاثة فروع، وهي:([9])علم التراكيب، وعلم الدلالة والتداولية، وأشار إلى علاقة العلامة بمستعملها وطريقة توظيفها وأثرها في المتلقين، وإلى علاقة الرموز بمؤوِّليها، ونظر إليها نظرة سلوكية، ورأى أن التداولية تتناول الجوانب الحيوية (biotic) للسيميوتية، أي جميع الظواهر النفسية والبيولوجية والاجتماعية التي تحدث عند قيام الرموز بوظائفها،([10]) والذي يشتمل  على علم اللغة النفسي، وعلم اللغة العصبي،([11])وعلم اللغة الاجتماعي.([12])وسار على نهج موريس فينجنشتاينLudwig Wittgenstein (1889م-1951م)، فرأى أن كل لفظة لها معنى معين، ولكل جملة معنى في سياق محدد، فالكلمة والجملة تكسب معناها عبر استخداماتها، فالمعنى عنده هو الاستعمال، وجعل الاستعمال هو الذي يبث الحياة في اللغة، وجعل التواصل هدفاً.([13])وهو بذلك عبَّر عن مفهوم التداولية بمعنى جديد وهو إضافة الفلسفة والمنطق إليها.

3-وفي مرحلة اكتمالها ظرت عند أوستينAustin John Langshaw(1911م – 1961م) الذي توصل إلى التمييز بين ثلاثة أنواع من الأفعال اللغوية وهي:([14])أولا الأفعال الإخبارية الإنجازية وهي مجموعة الأفعال التي توظف في إطار عملية التواصل، وثانيا الأفعال الإنشائية وهي مجموعة الأفعال اللغوية التي لا تخبر بشيء محدد التي تدخل ضمن المستوى الجمالي والبلاغي، وثالثا الأفعال التي لا تنتمي إلى الإخبار أو الإنشاء وهي التي تشمل كل الأفعال التي يلجأ إليها المرسل والمتلقي لاستمرار التواصل وجلب انتباه السامع، كما ميز أفعالاً ثلاثة ترتبط بالقول وهي: فعل القول، والفعل المتضمن في القول، والفعل الناتج عن القول، أو الفعل بواسطة القول.([15])

4-جاء سيرل   J.R. Searle(1969م)  الذي طوّر شروط الملاءمة وجعلها في أربعة، وهي:([16])شرط المحتوى القضوي، وهو الذي يقتضي فعلاً في المستقبل يُطلبُ من المخاطب كفعل الوعد؛ والشرط التمهيدي، وهو يتحقق إذا كان المخاطَب قادرا على إنجاز الفعل، والمتكلم على يقين بالقدرة؛ وشرط الإخلاص يتحقق عندما يكون المتكلم مخلصا في أداء الفعل، فلا يقول غير ما يقصد، ولا يزعم أنه قادر على فعل ما لا يستطيع، والشرط الأساسي يتحقق عبر محاولة المتكلم التأثير في السامع للقيام بالفعل وإنجازه حقاً، وقد قسم سيرل الأفعال الكلامية إلى أنواع، وهي:([17])الأفعال المباشرة، والأفعال غير المباشرة وفيها ينتقل المعنى الحقيقي إلى معنىً مجازي.

5-وضع جرايس Herbert Paul Grice (1975م)، مبدأ حواري بين المتكلم والمخاطب أسماه مبدأ التعاون،([18])إذ يسهم في النشاط الكلامي لدى المتخاطبين واستمراريته، ولذلك فإن كل طرف من الخطاب يعترف لنفسه وللآخر في التناوب على الكلام، ولعل انعدام التفاهم بين المتخاطبين مرجعه غياب ذلك الاعتراف المتبادل منذ البداية، وهو أول من أثرى هذه المسألة من الوجهة التداولية فيما يسمى: الاستلزام الحواري، إذ يعتبر أن أي حمولة دلالية ما، تحمل معنيين؛ معنى حرفي ومعنى مضمر.

في ضوء ما ذكرناه عن نشأة التداولية وجدنا أن البدايات الأولى رأت أن التداولية هي فكرة مرتبطة بالمنطق، من حيث إنها نظرية متصلة بالمنهج العلمي في اهتمام بيرس بالإشارة، ثم جاء بعده موريس في اهتمامه بعلاقة العلامة بمستعمليها وعلاقة الرموز بمؤوِّليها، وكيفية تفسير المتلقي للعلامة وجعلها نظرية سلوكية، ووليه فينجششتاين في دراستة للغة العادية المعتمدة على الدلالة والقاعدة وألعاب اللغة. وفي مرحلة الاكتمال والنضج أصبح مفهوم التداولية يدل على نظرية الأفعال الكلامية الإخبارية والأدائية لدى أوستن، وأضاف سيرل شروط الملاءمة واهتم بــ:"القوة الإنجازية" لذلك الفعل، وتقسيم الأفعال إلى أفعال مباشرة وأفعال غير مباشرة، ثم أضاف جرايس فكرة الاستلزام الحواري ووضع مبدأ التعاون.             

ثانياً-عناصر التداولية عند اللغويين الغربيين:

1-الإحالة: وهي ظاهرة معروفة عند علماء العرب المتقدمين، ويعبر عنها بمصطلحات، وهي: الربط بالضمير،([19])والربط بالحرف أو الأداة، والإبهام والتفسير، والتعويض، والعوض، والبدل، والعائد، والعودة، والرجعة. وكان لكثرة التوسع في استعماله في علم اللغة النصي أن صار مصطلحاً جديداً، ودرج اللغويون المحدثون على استخدامه.([20])وهي عملية تعاونية نسبة لمبدأ التعاون كما حدده جرايس، لأنها تستهدف تمكين المخاطب من التعرف على الذات المقصودة، ويتم ذلك عن طريق إمداد المخاطب بكل المعلومات التي يمتلكها المتكلم عن الذات المقصود.([21])وعناصر الإحالة تتكون الإحالة من المحيل، والمحال إليه، وتنقسم إلى نوعين:([22])إحالة داخل النص أو (داخل اللغة) وتسمى النصية، وإحالة خارج النص أو (خارج اللغة) وتسمى مقامية أو قولية.

والإحالة داخل النص تنقسم إلى: إحالة على السابق أو إحالة بالعودة وتسمى (قبلية) وهي تعود على مفسر سبق التلفظ به، وهي أكثر الأنواع دوراناً في الكلام. وإحالة على اللاحق وتسمى (بعدية) وهي تعود على عنصر إشاري مذكور بعدها في النص ولاحق عليها. وتتفرع وسائل التماس الإحالية إلى الضمائر وأسماء الإشارة والموصول، وأدوات المقارنة، مثل التشبيه، وكلمات المقارنة، مثل أكثر وأقل، أما إحالة خارج النص أو (خارج اللغة) وتسمى المقامية. وأما عن المدى الإحالي فتنقسم الإحالة باعتبار المدى الذي يفصل بين العنصر المحيل والعنصر المحال إليه إلى قسمين وهي:([23]) إحالة ذات المدى القريب، وتكون على مستوى الجملةالواحدة حيث تجمع بين العنصر الإحالي ومفسره، وإحالة ذات المدى البعيد، وتكون بين الجملة المتصلة أو الجمل المتباعدة في فضاء النص والإحالة في هذا النوع لا تتم في الجملة الأولى الأصلية.

2-الاقتضاء: يتناول الاقتضاء القضايا باعتبار قيمتها الصدقية، وقد وردت بشكل عارض في أبحاث فريج، وروسيل وستراوسون الذين اعتمدوا في تحديد هذه القيم على مقدمات خارجية سابقة، مثلت شروطاً ضرورية لتحقيق صدق أو كذب القضايا على اختلافها وتعددها،([24]) وهي ظاهرة كلية، حيث إن كل ملفوظ يفرض شروطا معينة سابقة لتحقيقه، لأنه ينطوي على مجموعة من الاقتضاءات، وهي توجد مسجلة فيه بكيفية لا تقبل النقاش، ولا أحد يستطيع الاعتراض عليها سواء كان متكلما أم مخاطباً.([25])

وقد أمكن للبحث اللساني أن يطورنظريته للاقتضاء في ثلاثة مستويات، هي:([26])مستوى دلالي ويعالج فيه الاقتضاء بوصفها معلومة تأخذ من الملفوظ، أي هي عنصر من عناصره الدلالية، ومستوى وظيفي يحدد فيه دور الاقتضاء فيتنظيم الخطاب، فإذا كانت للاقتضاء وظيفة فإنها لتحقيق ملاءمة الخطاب، ومستوى تداولي ويتعلق الأمر فيه بتحديد الاقتضاءات في العلاقات بين المتخاطبين، وكذا في التفاعلات التي ينبني عليها التخاطب.

ويُعد فريج Frege أول من نبه إلى وجود علاقة بين مفهوم الاقتضاء entailment بمفهوم الإحالة في فلسفة اللغة العادية،([27])حيث لاحظ أن صدق جملة ما، متضمنة لاسم علَمٍ تكون له إحالة، ومثال ذلك الجملة: مات كيبلير فقيراً، فاقتضاء الجملة هو أن يحيل الاسم العلَم "كيبلير" على شخص ما، ولاحظ أن اقتضاء الجملة المثبتة هو نفس اقتضاء الجملة المنفية مقابلتها بمعنى أن الدلالة المقتضاة هي الدلالة التي لا تُنفَي بنفي الجملة مثل: لم يمت كيبلير فقيراً. ويتبين إبقاء النفي على الاقتضاء من المقارنة بين الجملة الأولى ومقابلتها المنفية في الجملة الثانية.([28])

والاقتضاء علاقة بين جملتين أو قضيتين يقتضي صدق الأولى منهما صدق الثانية، فإذا كانت الجملة: أرى حصاناً مثلاً صادقة، لزم أن تكون الجملة: أرى حيواناً صادقة أيضاً، فأنت لا تستطيع أن تقبل الأولى وترفض الثانية،([29])وقد أصبح الاقتضاء في الدراسة الدلالية المتأخرة مقابلاً للافتراض الدلالي السابق على أساس من أن كذب إحدى الجملتين يؤدي إلى نتيجة مختلفة، فإذا كان قولك: أرى حصاناً كاذباً، فإن مفهوم الاقتضاء يوجب أن يكون قولك: أرى حيواناً إما صادقاً وإما كاذباً.

3-الأفعال الكلامية: يقصد بالأفعال الكلامية هو كل ملفوظ ينهض على نظام شكلي دلالي إنجازي تأثيري، ويُعد نشاطاً مادياً نحوياً يتوسل أفعالاً قولية لتحقيق أغراض إنجازية (كالطلب والأمر والوعد والوعيد...إلخ)، وغايات تأثيرية تخص ردود فعل المتلقي (كالرفض والقبول)، ومن ثم فهو فعل يطمح إلى أن يكون فعلاً تأثيرياً، أي يطمح أن يكون ذا تأثير في المخاطب، اجتماعياً أو مؤسساتياً، ومن ثم إنجاز شيء ما.([30]) وقسم أوستين الفعل الكلامي الكامل إلى ثلاثة أفعال فرعية على النحو الآتي:

أولاً: فعل القول (أو الفعل اللغوي)؛ ويراد به "إطلاق الألفاظ في جمل مفيدة ذات بناء نحوي سليم وذات دلالة".([31])ففعل القول يشتمل بالضرورة على أفعال لغوية فرعية، وهي المستويات اللسانية المعهودة: المستوى الصوتي، والمستوى التركيبي، والمستوى الدلالي؛ ولكن أوستين يسميها أفعالاً: الفعل الصوتي، وهو التلفظ بسلسلة من الأصوات المنتمية إلى لغة معينة، وأما الفعل التركيبي فيؤلف مفردات طبقاً لقواعد لغة معينة، وأما الفعل الدلالي فهو توظيف هذه الأفعال حسب معانٍ وإحالات محددة. فقولنا مثلاً: "إنها ستمطر"، يمكن أن يُفهم معنى الجملة، ومع ذلك لا ندري أهي: إخبار بـ: "أنها ستمطر" أو تحذير من "عواقب الخروج في الرحلة"، أم "أمر بحمل مظلة"، أم غير ذلك إلا بالرجوع إلى قرائن السياق لتحديد "قصد" المتكلم أو "غرضه" من الكلام.

وثانياً: الفعل المتضمن في القول، وهو الفعل الإنجازي الحقيقي إذ "إنه عمل يُنجَز بقول ما"،([32])وهذا الصنف من الأفعال الكلامية هو المقصود من النظرية، ولذا اقترح أوستين تسمية الوظائف اللسانية الثاوية خلف هذه الأفعال: القوى الإنجازية، ومن أمثلة ذلك السؤال، إجابة السؤال، إصدار تأكيد أو تحذير، وعد، أمر، شهادة في محكمة، .. ألخ.. فالفرق بين الفعل الأول(أ) والفعل الثاني(ب) هو أن الثاني قيام بفعل ضمن قول شيء، في مقابل الأول هو مجرد قول شيء.([33])

وثالثاً: الفعل الناتج عن القول، ويرى أوستين أنه مع القيام بفعل القول، وما يصحبه من فعل متضمن في القول (القوة)، فقد يكون الفاعل (وهو هنا الشخص المتكلم) قائماً بفعل ثالث هو "التسبب في نشوء آثار في المشاعر والفكر، ومن أمثلة تلك الآثار: الإقناع، التضليل، الإرشاد، التثبيط...".ويسميه أوستن:الفعل الناتج عن القول، وسماه بعضهم"الفعل التأثيري"([34]). وقد وميز بين نوعين من الأفعال اللغوية وهي:([35]) أفعال إخبارية: وهي أفعال تصف وقائع العالم الخارجي، وتكون صادقة أو كاذبة، ويلخص أوستن وجود جملة وصفية إثباتية أو تقريرية يمكن أن تكون كاذبة أو صادقة، فقولنا مثلاً إن الأرض تدور حول نفسها، فهذا يمثل فعلاً إخبارياً يتأكد صدقه عبر مطابقته للواقع، أو كقولنا: توفي ملك تونس، فهو فعل  إخباري كاذب لأنه مخالف لواقع تونس التي لا ملك لها بل لها رئيس.([36])  وأفعال أدائية (إنشائية): تنجز بها في ظروف ملائمة أفعال أو تؤدى، ولا توصف بصدق ولا كذب، بل تكون موفقة أو غير موفقة. كالتسمية، والوصية، والاعتذار، والرهان، والنصح، والوعد. ولا تكون الأفعال الأدائية موفقة إلا إذا تحققت لها شروط الملاءمة، فإذا لم تتحقق كان ذلك إيذاناً بإخفاق الأداء، وشروط قياسية وهي لازمة لأداء الفعل، فإذا لم تتحقق كان ذلك إساءة أداء الفعل.([37])

ثالثاً-التداولية في الدراسات العربية التراثية:

تُعد دراسة اللسانيات التداولية في التراث العربي من الأهمية لبيان الامتدادات المعرفية للجهود العربية القديمة، وتقديم جانباً من الأفكار الرائدة التيعرضها علماء العربية قديماً. ومن أهمّ المبادئ المنهجية في الفكر اللغوي العربي القديم تعريف اللغة بأنها وسيلة تواصل للتعبير عن الأغراض،([38])حيث أشار إلى هذا ابن جني بقوله: "أما حدّها فإنها أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم".([39])ويمكننا أن نجد في هذا التعريف بعض القيم التداولية ذات القيمة النفعية والتعبيرية، وأن القدرة اللغوية لدى علماء العربية تحكمهاثلاث معارف تتمثل فيما يأتي:([40])

1- معرفة لسانية تقتضي معرفة الدلالات والمعاني.

2-معرفة لغوية تقتضي امتلاك المتكلم لقواعد لغته. 

3-معرفة خطابية تقتضي أن يملك قواعد إنتاجالخطاب، وكل منها تقتضي الأخرى.

وقد تناول القدامى بعض المبادئ التداولية الحديثة التي قال بها علماء اللغة المعاصرون، ومن ذلك مثلاً: أن الكلام يتم لغايات وأهداف أو إشباع حاجات أو الحصول على فائدة، وتستعمل اللغة للأغراض والمآرب ذاتها، ويُضفي المتحاورون على الملفوظات دلالات أخرى غير ظاهرة، ولم تُغفل البلاغة العربية ذلك، بل إنها تعتمد مبدأ "لكل مقال مقام".([41])

وقد تعددت أشكال الاهتمام بدراسة الخطاب والإقناع عند العرب، فتناولوا نص الخطاب في ذاته ودرسوا ما يرتبط بالمخاطِب وطريقة أدائه، والمخاطَب وطريقة تلقيه، ومطابقة الخطاب لمقتضى الظاهر ومخالفته. ومما يدل على تناول العرب لأصول هذا الاتجاه أن النحاة والفلاسفة المسلمين والبلاغيين والمفكرين مارسوا المنهج التداولي قبل أن يَذيع صيتُه بوصفه علماً وفلسفةً، وتطبيقاً في تحليل الظواهر والعلاقات المتنوعة.([42])

ويمكن تحديد مصادرالتفكير التداولي اللغوي عند العرب، في علم البلاغة، وعلم النحو، والنقد، والخطابة، وما قدمه علماء الأصول حين ربطوا بين الخصائص الصورية للموضوع وخصائصه التداولية؛ التداولية؛([43])إذ إن أهم ما يميز الدرس اللغوي العربي القديم أنه يقوم على دراسة اللغة أثناء الاستعمال منذ بدايته؛ ومثال ذلك ما ذكره السيوطي في اللغة أنها تؤخذ استعمالاً لا قاعدة، وجعل مخرج كتابه (الاقتراح في علم أصول النحو) هو ما نطقت به العرب بعدِّه الأصل في كل ظاهرة؛ فيقول: "إذا أتاك القياس إلى شيء ما، ثمسمعت العرب قد نطقت فيه بشيء آخر على قياس غيره، فدع ما كنت عليه."([44])ويظهر من قول السيوطي هذا قيمة الاستعمال وما تتداوله العرب في اللغة، وأهميته في تحديد أساليبها وطرق أدائها. ويعد التراث العربي من نحو، بلاغة، وفقه وأصول، وتفسير وقراءات، وحدة متكاملة في دراسة اللغة، يمكن أن نميز من اتجاهاتها ما يهتم بوجه استعمال اللغة، وما يتصل بها من قرائن غير لفظية، نحو: منزلة المتكلم وعلاقته بالسامع، وحالة كل منهما النفسية والاجتماعية والأدائية، وظروف التواصل الزماني والمكانيمما يقدم لنا دراسة تداولية شاملة؛ حيث إن الإنتاج اللغوي القديم يؤول في مجموع نحوه وبلاغته وأصوله وتفسيره إلى المبادئ الوظيفية، ومن ملامح ذلك:([45])

أ- تـخص العلوم المذكورة سابقا القرآنَ الكريم، حيث إن الوصف اللغوي آنذاك لم يكن منصباً على الجملة المجردة من مقامات إنجازها بقدر ما نظر إلى النص بعدِّه خطاباً متكاملاً، وكان الوصف اللغوي يربط بين المقام والمقال، وبين خصائص الجمل الصورية وخصائصها التداولية.                                                     

ب- يـُميَّز في الدراسات القديمة بين قسمين منالبحوث؛ قسم يعتمد على الاهتمام بالخصائص التداولية تأويلياً؛ كمطابقة المقال لمقتضى الحال، والآخر يعتمد على الاهتمام به توليدياً؛ بمعنى أن الخصائص التداولية ممثَّل لها في الأساس ذاته.

ج- يبرز في هذا المجال اهتمام النحاة والبلاغيين بدراسة أغراض الأساليب، من دلالات حقيقية إلى دلالات أخرى يقتضيها المقام. 

هناك بعض نقاط التلاقي بين ما تناوله العلماء العرب القدامى وبينما يقترحه الوظيفيون المحدثون وفلاسفة اللغة العادية يمكن تتبعها من آراء بعض الباحثين، وهي:([46])دراسة ظواهر الإحالة، أو تحليل العبارات اللغوية حسب نوع إحالتها، والاهتمام بدراسة أفعال الكلام، ودراسة مجالات الترابط بين البنية والوظيفة، وأقل ما تعنيه مجالات اللقاء هذه بين الفكر العربي اللغوي القديم، وبين ما يقدَّم حديثا من بحوث في المجالات نفسها أنه لا يمكن التأريخ لتطور الفكر اللغوي بإغفال حقبة من دون حقبه، ودون ذكر ما أسهم به اللغويون العرب في هذا المجال.

فدراسة عملية التواصل أو الاتصال قديمة تعود جذورها إلى الدراسات التنظيرية الأولى عند الجاحظ والجرحاني وابن قتيبة وحازم القرطاجني وغيرهم، لكنها كانت ذات طابع معياري تهتم بالأثر الناتج مباشرة عن الرسالة، والشروط التي تجعل الخطاب ناجحاً، وفي هذا مظاهر للتداولية الحديثة، فكما ركز هؤلاء المنظرون على المرسل والمتلقي والرسالة وعملية التأثير والتأثروالقصد ونوايا المتكلم، والفائدة من الكلام، والإفهام، فيعد ذلك جوهر النظرية التداولية.([47])

مظاهر التداولية في معهود الخطاب العربي

أولا-لدى الجاحظ (255 هـ): ذكر العرب القدامى بعض القضايا المتعلقة بعناصر التداولية ومفهومها، حيث ذكر الجاحظ البيان بقوله: "البيان اسم جامع لكلّ شيء كشف لك قناع المعنى، وهتك الحجاب دون الضمير حتّى يفضي السّامع إلى حقيقته، ويهجم على محصوله، كائناً من كان ذلك البيان ومن أي جنس كان الدّليل؛ لأنّ مدار الأمر، والغاية التي إليها يجري القائل والسّامع، إنّما هو الفهم والإفهام، فبأيّ شيء بلغت الإفهام، وأوضحت عن المعنى، فذلك هو البيان في ذلك الموضع..."([48])في هذه العبارة يركز الجاحظ على مقصد أدبي في إفهام المخاطب وإبلاغه محتوى الرسالة الأدبية من قِبل المرسل لتحقيق المقصد المتمثل في البيان، وهو الغرض الأساسي الذي تحرص التداولية المعاصرة على تحقيقه في الخطابات المنجزة، ويتوزع البيان في نظرية الجاحظ على مستويين هما: المستوى التداولي الإقناعي، والمستوى المعرفي.([49])

ويرى الجاحظ أن البلاغة تكون في اللفظ وبالمستوى المعرفي الذي يختص بالمعاني بصفة عامة؛ ومن ثم فإنه عمل على حصر البيان في اللفظ، وربط الإقناع بالتداول. وقد توصل إلى هذا المستوى البلاغي في البيان انطلاقاً من الوظيفة التواصلية؛ إذ يقول في هذا التصور التداولي: "المعاني القائمة في صدور العباد، المتصورة في أذهانهم، المتخلجة في نفوسهم، والمتصلة بخواطرهم، والحادثة عن فكرهم، مستورة خفية، وبعيدة وحشية، ومحجوبة مكنونة، وموجودة في معنى معدومة، لا يعرف الإنسان ضمير صاحبه، ولا حاجة أخيه وخليطه، ولا معنى شريكه، والمعاون له على أموره، وعلى ما لا يبلغه من حاجات نفسه إلا بغيره، وإنما تحيا تلك المعاني في ذكرهم لها، وإخبارهم عنها، واستعمالهم إياها، وهذه الخصال هي التي تقربها من الفهم، وتجلّيها للعقل، وتجعل الخفي منها ظاهراً، والغائب شاهداً، والبعيد قريباً، وهي التي تخلص الملتبس، وتحل المنعقد، وتجعل المهمل مقيداً، والمقيد مطلقاً، والمجهول معروفاً، والوحشي مألوفاً، والغفل موسوماً، والموسوم معلوماً، وعلى قدر وضوح الدلالة وصواب الإشارة، وحسن الاختصار، ودقة المدخل يكون إظهار المعنى، وكلما كانت الدلالة أوضح وأفصح، وكانت الإشارة أبين وأنور، كان أنفع وأنجع والدلالة الظاهرة على المعنى الخفي هو البيان."([50])

يحيل هذا النص إلى أسس العملية التواصلية بشتى وظائفها في إطار علم اللغة المعاصر، فالمعاني المستورة والخفية لا يتم التعرف عليها إلا بالاستعمال؛ أي بالألفاظ، وكذلك بالإخبار عنها؛ أي الإبانة أو البيان الذي أشار إليه في قوله، ويتوافق هذا التصور مع مفهوم الإبلاغ([51])الذي تعنى به التداولية، حيث تصف وتفسر الخطاب بين مستعملي اللغة في علاقة الكلام المنجز بالسياق العام والخاص، ومدى تأثيره، من حيث هو سلسلة من الأفعال في المتلقي في مستوى الفهم والفائدة، وهذا ما ذهب إليه الجاحظ عندما عدّ الإخبار والاستعمال المسئولين والمتحكمين المعاني، لذلك يبرز لنا معالم التداولية لدى الجاحظ عندما قسم البيان إلى ثلاث وظائف تمثل جانباً مهماً في التداوليات الحديثة وهي:([52])

1- الوظيفة الإخبارية المعرفية التعليمية (حالة حياد، وإظهار الأمر على وجه الإخبار قصد الإفهام)

2- الوظيفة التأثيرية (حالة الاختلاف) بتقديم الأمر على وجه الاستمالة وجلب القلوب.

3- الوظيفة الحجاجية: (حالة الخصام) بإظهار الأمر على وجه الاحتجاج والاضطرار.

فكل هذه الوظائف تمثل النظرية التداولية في الدراسات المعاصرة؛ لأنها مقاربة تهتم بالتواصل في الدرجة الأولى، وبالإقناع والتأثير وإيصال المعنى وتقديم الفائدة.

ثانيا- لدى ابن قتيبة (276 هـ): وبعد تناولنا جذور التداولية لدى الجاحظ والمتمثلة في تركيزه على المقصد في إفهام المخاطب محتوى الرسالة الأدبية من قبل المتكلم لتحقيق المقصد المتمثل في البيان، نتناول ابن قتيبة الذي تحدث عن تهيئة المخاطب نفسياً ليتقبل ما يقصده الخطاب، والانفعال به انفعالاً ظاهراً،([53])حيث رأى أن الشاعر عليه أن يسير في قصيدته وفق ما هو معهود في ذلك الوقت، إذ كان الشاعر يبدأ فيها  بالنسيب ويذكر مشاق السفر، ثم يصف ناقته، فيبثها أشجانه، ثم ينتقل إلى مدح صاحبه بعد أن يكون قد أثار انتباهه، وهيأه نفسياً إلى شعره، حيث قال عن ذلك: "وسمعت بعض أهل الأدب يذكر أن مُقصِّد القصيد إنما ابتدأ فيها بذكر الديار والدّمن والآثار، فبكى وشكا وخاطب الربع واستوقف الرفيق ليجعل ذلك سبباً لذكر أهلها الظاعنين عنها، إذ كان نازلة العَمد في الحلول والظعن على خلاف ما عليه نازلة المدَرِ لانتقالهم عن ماء إلى ماء، وانتجاعهم الكلأ وتتبعهم مساقط الغيث، حيث كان ثمَّ وصل ذلك بالنسيب فشكا شدة الوجد وألم الفراق وفرط الصبابة والشوق، ليُميلَ نحوه القلوب ويصرف إليه الوجود ويستدعي به إصغاء الأسماع إليه، لأن التشبيب قريب من النفوس لائط بالقلوب لما قد جعل الله في تركيب العباد محبة الغزل وإلف النساء، فليس يكاد أحد يخلو من أن يكون متعلقاً منه بسبب وضارباً فيه بسهم حلال أو حرام، فإذا علم أنه قد استوثق من الإصغاء إليه والاستماع له عقب بإيجاب الحقوق فرحل في شعره وشكا النصب والسهر، وسُرى الليل وحر الهجير..."([54])وقال في موضع آخر: "فالشاعر المجيد من سلك هذه الأساليب وعدَّل بين هذه الأقسام فلم يجعل واحداً نها أغلب على الشعر ولم يُطل فيُملَّ السامعين ولم يقطع، وبالنفوس ظمأ إلى المزيد."([55])

ثالثا-لدى أبي هلال العسكري (400هـ): فقد تحدث عن الفرق بين الإرادة والمعنى، ورأى أن المعنى إرادة كون القول على ما هو موضوع له في أصل اللغة أو مجازها، فهو في القول خاصة، والإرادة تكون في القول والفعل.([56])وميز بين القصد والإرادة، ويرى أن القصد يختص بفعله دون فعل غيره، والإرادة عنده مختصة بأحد الفعلين دون الآخر، والقصد إرادة الفعل في حال إيجاده فقط، وإذا تقدمته بأوقاتٍ لم يسم قصداً، حيث رأى أنه لا يصح أن تقول في الكلام: قصدت أن أزورك غداً.([57])

رابعا- لدى ابن سنان الخفاجي (466هـ): إذ يقول: "والكلام يتعلق بالمعاني والفوائد والمواضعة، لا لشيء من أحواله.."([58])يشير ابن سنان في هذا القول ضمنياً إلى التداولية، عند حديثه عن الفائدة التي نرجوها من الكلام؛ فهو يشترط في الكلام الصحيح الانتظام والفائدة، و إلا لا يمكن عدّه كلاماً، إلا إذا حقق الفائدة المرجوة منه، أي أن الكلام عنده يؤدي فائدة للمتلقي، فضلاً عن حديثه عن المواضعة والقصد واستعمال المتكلم له، أي استعمال اللغة في قصد، وقال في موضع آخر: "إن المتكلم من وقع الكلام الذي بين حقيقته بحسب أحواله من قصده وإرادته واعتقاده وغير ذلك من الأمور الراجعة إليه حقيقة أوتقديراً".([59])فهنا نجده يشير إلى عنصر المتكلم ووظيفته في نجاح العملية التواصلية وتوجيهها، وتحديد مسارها التداولي، وهذا ما اعتنت به التداوليات الحديثة بالمتكلم والمخاطب انطلاقاً من الاعتقاد بأن الخطاب يتوجه من وإلى أحد الطرفين.

وقال في النثر:" فأما النثر فيجري على المنهاج ويحتاج إلى معرفة المواضعات في الخطاب والاصطلاحات، فإن للكتب السلطانية من الطريقة ما لا يستعمل في الأخوانيات، وللتوقيعات في الأساليب ما لا يحسن في التقاليد، والمواضعة والاصطلاح في الخطاب يتغير بحسب تغير الأزمنة والدول، فإن العادة القديمة قد هُجرت ورُفضت، واستجد الناس عادة بعد عادة..."،([60])فيتضح هنا من قول ابن سنان أن الأساليب الكتابية المستخدمة لدى الكتاب والحكام تختلف عن الأساليب المتداولة لدى العامة من الناس، واستخدام الناس للمصطلحات تتغير بتغير الزمان والمكان وتبعاً لتطابق الكلام لمقتضى الحال، وذكر أنه يحسن أن لا يضمن الشاعر شعره، ولا كاتب الرسائل رسائله ألفاظ المتكلمين والنحويين والمهندسين ومعانيهم، لأنهما بذلك يخرجان على مقتضى الحال ومن يخاطبانهم من أوساط الناس والحكام والوزراء.([61])

رابعا- لدى عبد القاهر الجرجاني (471هـ): حيث يقول في هذا الصدد: "ليس الغرض بنظم الكلم أن توالت ألفاظها في النطق، بل أن تناسقت دلالاتها، وتلاقت معانيها على الوجه الذي يقتضيه العقل". وقال في موقع آخر: "اعلم أن ليس النظم إلا أن تضع الألفاظ الوضع الذي يقتضيه علم النحو وتعمل على قوانينه وأصوله."وقال: "لو كان القصد بالنظم إلى اللفظ نفسه دون أن يكون الغرض ترتيب المعاني في النفس، ثم النطق بالألفاظ على حدودها، لكان ينبغي أن لايختلف حال اثنين في العلم بحسب النظم." وقال أيضاً: "إن اللفظ تبع للمعنى في النظم، وإن الكلم تترتب في النطق بسبب ترتب معانيها في النفس."([62])وبنى الجرجاني نظرته للغة التي تقول بوجود كلام خارجي لفظي، وآخر داخلي نفسي، ويستفاد من تناوله للغة بقوله بأنها: "عبارة عن نظام من العلاقات والروابط المعنوية التي تستنبط من المفردات والألفاظ اللغوية بعد أن يسند بعضها إلى بعض، ويعلق بعضها ببعض، في تركيب لغوي قائم على أساس الإسناد".([63])إذ أشار في هذا النص إلى عملية التواصل، وركز على وضعية المخاطب تجاه النص، وتحدث عن المعنى وعمق وضوحه، ورأى أن التواصل المؤدي إلى الغرض يتم بوصول المعنى المراد في الذهن، لأنه الفائدة بالقصد، وهو يقع في نطاق التداولية التواصلية.

خامسا- لدى نظر السكاكي (662هـ): فقد قال في هذا المجال: "مقام الكلام ابتداء يغاير مقام الكلام بناء على الاستخبار أو الإنكار، ومقام البناء على السؤال يغاير مقام البناء على الإنكار، وجميع ذلك معلوم لكلّ لبيب، وكذا مقام الكلام مع الذكي يغاير مقام الكلام مع الغبي، ولكلّ ذلك مقتضى غير مقتضى الآخر.."([64])يتضح من قوله ضرورة مراعاة مقتضى الحال بين المتلقي والمقام، ووجوب الالتفات إلى تغاير أغراض الخطاب. فالكلام الموجه إلى الذكي ليس نفسه الكلام الموجه إلى الغبي، وبتغير قصد المتكلم، تتعين حينها مقصدية الإفهام واستجابة المتلقي، وتتمركز نظرية الأفعال الكلامية في اهتمامه بالأساليب الإنشائية من حيث: البنية والدلالة والغرض. ويُعد السكاكي أنموذجاً عربياً متميزاً يمكن أن تكون آراؤه أساساً نظرياً للسانيات تداولية عربية بعامة، ولنظرية الأفعال الكلامية بخاصة، وقد عني بشكل خاص بالأفعال الطلبية التي جاوزت معناها المباشر إلى المعنى المقامي، في سياق الإشارة إلى إمكان مخالفة ظاهر اللفظ لمراد المتكلم.([65])

بيّن السكاكي أن موضوع علم المعاني هو: "تتبع خواص تركيب الكلام في الإفادة وما يتصل بها من الاستحسان وغيره.."([66]) ثم أوضح مفهومه لخواص تركيب الكلام، بقوله: "وأعني بخاصية التركيب ما يسبق منه إلى الفهم عند سماع ذلك التركيب، جارياً مجرى اللازم له".([67])فمفهوم كلامه أن دراسة العلماء العرب ولا سيما علماء المعاني والمناطقة والأصوليين مقتصرة على التراكيب الدالة المفيدة، أي التي لها دلالات مباشرة حرفية أو غير مباشرة ضمنية، تُفهم منها، أو ملازمة لها، والملاحظ أن العلماء عامةً يركزون على دعامة "الإفادة" في دراستهم للجملة والنص،([68])إذ هي مناط التواصل بين مستعملي اللغة، فقد كانت مراعاتها من قِبل العلماء العرب عنواناً على أي دراسة لغوية وظيفية جادة.([69])

سادسا- لدى حازم القرطاجني (684هـ): في هذا يقول: "لما كان الكلام أول الأشياء، بأن يجعل دليلاً على المعاني التي احتاج الناس إلىتفهمها حسب احتياجهم إلى معاونة بعضهم بعضاً على تحصيل المعاني، وإزاحة المضار".([70]) فهنا نجده لا يعتبر الكلام الذي لا يدل على معنى كلاماً، ويشير إلى فكرة القصد، إذ يجعل الفائدة المتداولة بالقصد؛ فالكلام الذي يكون دليلاً على المعنى، يشكل أساس الدراسات اللسانية الحديثة، والتفاهم الذي قصده هو تحقيق التواصل، وهذا يدخل فينطاق التداولية التواصلية؛ أي أنه كلام مرسل يحمل قصداً ومعنى وفائدة، يريد المتكلم إيصالها إلى المتلقي. ‏ويشير إلى البعد النفعي الذي ترمي إليه العملية الإبلاغية بصورة شاملة، والعملية الإبداعية ممثلة في المنجز الشعري بصورة خاصة، والذي يقوم بشكل خاص على عنصر التأثر والتأثير، وهذا ما تركز عليه اللسانيات التداولية في تحليل الخطاب، ملمحاً في السياق ذاته إلى ضرورة احترام مقاصد المتكلم، المتحكمة بدورها في الأثر الذي يسلطه النص في المتلقي.

وقال عن طرق العلم بأنحاء النظر في المعاني، من حيث يكون قديمة متداولة، أو جديدة مخترعة: "إن من المعاني ما يوجد مرتسماً في كل فكر ومتصور في كل خاطر، ومنها ما يكون ارتسامه في بعض الخواطر دون بعض، ومنها ما لا ارتسام له في خاطر وإنما يتَهدَّى إليه بعض الأفكار في وقت ما فيكون من استنباطه؛ فالقسم الأول هي المعاني التي يقال فيها إنها كثرت وشاعت، والقسم الثاني ما يقال فيه إنه قل أو هو إلى حيز القليل أقرب منه إلى حيز الكثير، والقسم الثالث هو المعنى الذي يقال فيه إنه ندر وعدم نظيره.."([71])فالبعد التداولي للبلاغة يتولد من اهتمامها بمفهوم "المقام الخطابي" في سياق بحثها عن المقاصد، وقد ترتب عن توجه البلاغة نحو الأثر التداولي أن وضع المتلقي في مركز الاهتمام. وتنطلق البلاغة في ذلك من تصور يعتبر أن كل نص متضمن بالضرورة لقدر من البلاغة، أو هو بلاغة بشكل من الأشكال مادام يتملك وظيفة تأثيرية، وبهذا الاعتبار فالبلاغة تمثل منهجاً للفهم النصي مرجعه التأثير، وعندما نفكر حسب المفاهيم البلاغية فإننا ننظر إلى النص من زاوية نظر المستمع والقارئ، ونجعله تابعا لمقصدية الأثر.([72])

سابعا- لدى ابن خلدون (808هـ): وقد أشار إلى تعريف اللغة، بقوله: "اعلم أنّ اللغة، في المتعارف عليه، هي عبارة المتكلم عن مقصوده، وتلك العبارة فعل لساني ناشئ عن القصد بإفادة الكلام، فلابد أن تصير ملكة متقررة في العضو الفاعل لها، وهو اللسان، وهو في كل أمة بحسب اصطلاحاتها."([73])وقال في موضع آخر: "اللغات كلّها ملكات شبيهة بالصناعة؛ إذ هي ملكات في اللسان للعبارة عن المعاني، وجودتها، وقصورها، بحسب تمام الملكة أو نقصانها، وليس ذلك بالنظر إلى المفردات، وإنّما هو بالنظر إلى التراكيب، فإذا حصلت الملكة التامّة في تركيب الألفاظ المفردة للتعبير بها عن المعاني المقصودة، ومراعاة التأليف الذي يطبّق الكلام على مقتضى الحال، بلغ المتكلّم حينئذ الغاية من إفادة مقصوده للسامع، وهذا هو معنى البلاغة."([74])ويمكننا أن نجد مفاهيم تداولية في هذا النص تتمثل في: الملكة اللغوية،([75]) والجودة، والقصور، والتعبير عن المعاني المقصودة، ومراعاة التأليف، ومقتضى الحال، والتبليغ، والغاية من إفادة المقصود، والسامع، والبلاغة؛ وهذه القيم أشار إليها المعاصرون بمصطلحات مثل: الأداء، والكفاية، والقصد، والتركيب، والسياق، فالبلاغة قديماً تميز بين ثلاثة أنماط من المقصدية، وهي:

1-المقصدية الفكرية، وتضم مكونا تعليميا وحجاجيا وأخلاقيا.

2- المقصدية العاطفية: وتضم مكونين أحدهما غائي يكون هدف الإقناع فيه خارج النص، والآخر غير غائي يكمن في إحالة النص إلى نفسه، مما يولد المتعة الجمالية.

3- مقصدية التهييج: وتكمن في البحث عن الانفعالات العنيفة التي تسيطر على الجمهور لتحقيق تهييج عاطفي وقتي.([76])

 

الخاتمة:

وجدت الدراسة بعد أن تناولت آراء المعاصرين الغربيين في مفهوم التداولية، أن هذا المفهوم له توافر في التراث العربي القديم، زمن ذلك:

1- عندما تحدث القدامى العرب عن معهود الخطاب العربي وأساليبه في النظر في مفهوم اللغة، وأنها وسيلة للتواصل يعبر فيها عن أغراض المتكلم،

2- أن الكلام له غايات وأهداف وإشباع للحاجات وللحصول على القائدة، وأن اللغة تستعمل للأغراض والمآرب نفسها

 3- ووجد أيضا أن المتحاورين يضفون على الملفوظات دلالات أخرى غير ظاهرة، وأن  البلاغة العربية لم تغفل هذا، بل اعتمدت مبدأ لكل مقام مقال..

4- ووجد من ناحية أخرى أن العرب القدامى اهتموا بدراسة الخطاب والإقناع؛ حيث تناولوا نص الخطاب في ذاته، ودرسوا ما يرتبط بالمُخاطب وأدائه، وبالمخاطبَ وطريقة تلقيه، ومطابقة هذا الخطاب لمقتضى الظاهر ومخالفته ايضا.

5- في ضوء ذلك يمكننا القول إن العرب القدامى أشاروا إلى مفهوم التداولية عبر منهجية النقل والعقل والمعيارية والمقارنة والتكاملية؛ إذ تحدثوا عن التفكير اللغوي في قضايا اللغة وتعريفها وفي كيفية اكتشاف السامع مقاصد المتكلم، ودراسة اللغة اثناء استعمالها واستخدامها في سياق الخطاب، والبحث عن الشروك اللازمة لضمان نجاح الخطاب وملاءمته للموقف التواصلي.

المصادر والمراجع العربية                                  

ابن جني، الخصائص، تحقيق، عبد الحكيم بن محمد، المكتبة التوفيقية، القاهرة، 1998. 

ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، المقدمة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1961. ط4، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.

ابن سنان الخفاجي، أبومحمد عبد الله بن محمد بن سعيد، سر الفصاحة، دار الكتاب العلمية، بيروت، ط1، 1976.

ابن سيده، علي بن إسماعيل، المخصص، ط بولاق، بيروت، د.ت.

ابن قتيبة، أبومحمد عبد الله بن مسلم، الشعر والشعراء، تحقيق: مفيد قميحه، ومحمد أمين الضاوي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 2000.

أبو زيد، أحمد، مقدمة في الأصول الفكرية للبلاغة وإعجاز القرآن، الرباط، دار الأمان، 1989.

أديوان، محمد، نظرية المقاصد بين حازم ونظرية الأفعال الكلامية، المعاصرة، جامعة الرباط، كلية الآداب، الرباط، د.ت.

بوقرة، نعمان، المدارس اللسانية المعاصرة، مكتبة الآداب القاهرة،  ط1، 2004م.

الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، البيان والتبيين، دار الكتب العلمية، بيروت، ط2، 2003.

الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز، محمد علي صبيح وأولاده، القاهرة، ط6، 1960..

 حجازي، محمود فهمي، علم اللغة مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، د.ت.

 حجازي، محمود فهمي، علم اللغة مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، د.ت.

حسام الدين، كريم زكي، أصول تراثية في علم اللغة، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط2، 1984م.

حسان، تمام، اللغة العربية معناها ومبناها، عالم الكتب، القاهرة، ط1، 1973.

الحناش، محمد، البنيوية في اللسانيات، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، 1986م.

خطابي، محمد، لسانيات النص، مدخل إلى انسجام الخطاب، المركز الثقافي العربي، الدار البيضاء، 1988م.

الخطيب القزويني على هذا الكلام، في الإيضاح، دار الكتب العلمية، بيروت، 1985.

الخطيب، أحمد شفيق، قراءات في علم اللغة، دار الفكر، عمان، ط1، 1991.

خليل، حامد، المنطق البراغماتي عند تشارلز بيرس "مؤسس البراغماتية"، دار الينابيع، مصر، 1996.

دلاش، الجيلالي، مدخل إلى اللسانيات التداولية، ترجمة، محمد يحياتنن، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1986م.

 دي بوجراند، روبرت، النص والخطاب والإجراء، ترجمة، تمام حسان، بيروت، عالم الكتب، 1998. 

 الرديني، محمد علي عبد الكريم، فصول في علم اللغة العام، عالم الكتب، بيروت، ط1، 2002م.

زايد، عبد الرزاق أبو زيد، كتاب سر  الفصاحة لابن سنان، دراسة وتحليل، مصر، مكتبة الشباب جامعة المنصورة، ط1، 1976.

 زكريا، ميشال، الألسنية (علم اللغة الحديث)، قراءات تمهيدية، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، ط1، 1986م.

 الزناد، الأزهر، نسيج النص، بحث فيما يكون به الملفوظ نصاً، بيروت، المركز الثقافي العربي، لاط، 1993..

 سامبسون، جفري، مدارس اللسانيات، التسابق والتطور، ترجمة محمود زيادة كبة، السعودية، 1997م.

سعدالله، محمد سالم، مملكة النص، التحليل السيميائي للنقد البلاغي، الجرجاني نموذجا، عمان، الأردن، عالم الكتب الحديث، ط1، 2007م.

السعران، محمود، مقدمة لقارئ العربي، دار الفكر العربي، القاهرة، د.ت.

السكاكي، أبو يعقوب، مفتاح العلوم، ضبط وتعليق، نعيم زرزور، دار الكتب العلمية، بيروت،  1978.

السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، الاقتراح في علم أصول النحو، تحقيق، محمد حسن إسماعيل الشافعي، بيروت، دارالكتب العلمية، ط1، 1998.

الشافعي، محمد بن إدريس، الرسالة، تحقيق، أحمد محمد شاكر، دار التراث، القاهرة، ط2، 1979م.

شاهين، توفيق محمد، علم اللغة العام، مكتبة وهبة، القاهرة، ط1، 1980م.

 الصالح، صبحي، دراسات في فقه اللغة، دار العلم للملايين، بيروت، ط14، 2000م.

صحراوي، مسعود، التداولية عند العلماء العرب، دراسة تداولية لظاهرة الأفعال الكلامية في التراث اللساني العربي؛ دار الطليعة، بيروت، ط1، 2005م.

 الطبطبائي، طالب سيد هاشم، نظرية الأفعال الكلامية بين فلاسفة اللغة المعاصريين والبلاغيين، الكويت، منشورات جامعة الكويت، 1994.

عبد الحق، صلاح إسماعيل، التحليل اللغوي عند مدرسة أكسفورد، دار التنوير، بيروت، 1993.

عبد الرحمن، طه، في أصول الحوار وتجديد علم الكلام، لاط، بيروت، 2000.

عبد السلام، أحمد شيخ، اللغويات العامة مدخل إسلامي وموضوعات مختارة، الجامعة الإسلامية العالمية، دار التجديد للطباعة والنشر، ماليزيا، ط2، 2006. 

عفيفي، أحمد، نحو النص، اتجاه جديد في الدرس النحوي، مكتبة زهراء الشرق، القاهرة، ط1،2001.

 عفيفي، السيد عبد الفتاح، علم الاجتماع اللغوي، دار الفكر العربي، القاهرة، 1995.

 عفيفي، زينب، فلسفة اللغة عند الفارابي، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط1، 1997.

العمري، محمد، البلاغة العربية أصولها وامتدادها، أفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1999. 

فرانسواز، أرمينكو، المقاربة التداولية، ترجمة، سعيد علوش، مركز الإنماء القومي، بيروت، د. ت.

الفهري، عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية ودلالية، منشورات دار توبقال، الدار البيضاء، المغرب، منشورات عويدات، بيروت، باريس، 1985م.

 قدور، أحمد محمد، مبادئ اللسانيات، دار الفكر، دمشق، ط1، 1996م..

القرطاجني، أبو الحسن حازم، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تحقيق، محمد الحبيب ابن الخوجة، دار الكتب الشرقية، بيروت، ط1، 1964.

قنيني، عبد القادر، أوستن، نظرية أفعال الكلام، دار إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1991.          

المبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية، دار الفكر للطباعة، القاهرة، د. ت.

المتوكل، أحمد، اللسانيات الوظيفية، مدخل نظري، منشورات عكاظ، الرباط، ط1، 1989م.

المتوكل، أحمد، دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي، دار الثقافة للنشر، الدار البيضاء، ط1، 1986.

المسدي، عبد السلام، اللسانيات وأسسها المعرفية، الدار التونسية للنشر، تونس، د.ت.

نحلة، محمود أحمد، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، ط1، 2006م.

هلال، عبد الغفار حامد، علم اللغة بين القديم والحديث، لا ط، ط2، 1986م.

هنريش بليث، البلاغة والأسلوبية، نحو نموذج سيميائي لتحليل النص، ترجمة، محمد العمري، إفريقيا الشرق، الدار البيضاء، 1999.

وافي، علي عبد الواحد، فقه اللغة،  دار نهضة مصر، القاهرة، ط1،1945م.

يوسف، جمعة سيد، سيكلوجية اللغة والمرض العقلي، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، ط2، 1997.

المقالات والمؤتمرات:

بوبكري، راضية خفيف، "التداولية وتحليل الخطاب الأدبي مقاربة نظرية"، مجلة الموقف الأدبي، اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2004، العدد 399.

سويرتي، "محمد، اللغة ودلالاتها، تقريب تداولي للمصطلح التداولي"، مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، مجلد28. عدد3. يناير، مارس، 2000م.

عبد السلام، أحمد شيخو، "معهود العرب في تلقي الخطاب الديني". مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي، العدد 48.  السنة 17. مارس 2002م.

الرسائل الجامعية:

علي، عاصم شحاده، مظاهر والاتساق والانسجام في الخطاب النبوي، أحاديث الرقائق نموذجاً، بحث دكتوراه، ماليزيا، كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الإسلامية العالمية. 2004.

المواقع الإلكترونية،

إسماعيلي، عبدالسلام، مقالة، التداوليات، موقع الإلكتروني،

www.lissaniat.net/viewtopic.php?t=498

البشير، سعدية موسى عمر، مقالة، السيميائية أصولها ومناهجها، منتديات تخاطب، ملتقى اللسانيين واللغويين، اللسانيات النظرية، الأحد، 7 مارس، 2010. الموقع الإلكتروني،http،//www.takhatub.com. 

بوجادي، خليفه، التفكير اللغوي التداولي عند العرب، أكتوبر، 2010،  الموقع الإلكتروني،

http، www.lissaniat.net./vietopic.php/?624..

بولنوار، سعد، مقالة، التداولية منهج لساني واستراتيجية لتحليل الخطاب، أبريل، 2007، الموقع الإلكتروني، منتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الأدبية.

سحايلة، عبد الحكيم، مقالة، التداولية النشأة والتطور، الموقع الإلكتروتي، منتدى إيوان العربي،www.iwan7.com/t739.htm

الغرافي، مصطفى، الأبعاد التداولية لبلاغة حازم القرطاجني،  2011، مقال، الموقع الإلكتروني،

www.elaphblog.com/posts.asp

فجّال، أنس بن محمود، مقالة، معنى الإحالة في اصطلاح علماء لسانيات النص، 2010م.الموقع الإلكتروني، www.iwan.t1739.html

المراجع الأجنبية:

C. Charles W .Morris. “Foundation of the Theory of Signs”, In O. Erath, R. Carnab and.Morris Eds. International Encyclopedia of Unified Science, Chicago، University of Chicago Press, 1938

Leech, G. 1978.. Semantics. Longman. London, P291.

Stephen C, Levinson. 1983.  Pragmatics, Cambridge, Cambridge university press.


([1]نبدأ في تناولنا لهذه المشكلة ترجمة المصطلح Linguistics إلى العربية، حيث ترجم لدى بعض الباحثين المعاصرين بـ، (علم اللغة) أو (فقه اللغة) كما عند علي عبد الواحد وافي، إذ رأى أن علم اللغة يدرس النواميس العامة التي تسير عليها اللغات الإنسانية في نشأتها، وانتقالها من السلف إلى الخلف، وانشعاب الأصل الواحد منها إلى شعب وفروع، وتكون مجموعاتها وفصائلها وصراعها بعضها مع بعض، وتطورها من مختلف الوجوه. وأما رمضان عبد التواب فلم يفرق بين فقه اللغة وعلم اللغة، ورأى أنهما واحد، وقد تابع وافي كل من صبحي الصالح ورمضان عبد التواب، فلم يفرقوا بين علم اللغة وفقه اللغة بوصفهما مصطلحين يعبران عن معنى Linguistics. أما الذين ترجموا المصطلح إلى (علم اللغة) فحسب فكانوا كثرا، ومنهم، حجازي، السعران، أنيس فريحة، محمود سليمان ياقوت، توفيق شاهين، وغيرهم. ومن ناحية أخرى ترجم بعض الباحثين Linguistics إلى (علم اللسان) أو (اللسانيات) أو (الألسنية) أو (نحو المقارنات) أو (اللغويات) أو (أصول اللغة) وقد استخدم القدامى مصطلح (علم اللغة) في معرض كلامهم عن العلوم التي يجب أن يتقنها المفسر، وأولها علم اللغة، والذي عرف بأنه دراسة مدلول مفردات الكلم، ونجد مصطلحا ثالثا وهو (علم اللسان)، ذكره ابن سيده. وهكذا نجد أن العلماء قد اختلفوا في تحديد مفهوم أو مصطلح موحد، ففي سوريا مثلا انتشر استخدام اللسانيات بفضل جهود مازن الوعر ومنذر العياشي، منذ أن احتضنت دمشق الدورة العالمية للسانيات، وفي عامين متتالين 1980م، 1981م، وفي العراق أخذ مصطلح اللسانيات ينتشر بفضل العالم مجيد الماشطة، وفي السعودية يعود الفضل إلى حمزة المزيني. وقد أصبح مصطلح اللسانيات يأخذ مساحة واسعة من الانتشار، مع ملاحظة أن (علم اللغة) هو الأكثر شيوعا في بلاد العرب، وأما الألسنية فقد راج في لبنان، واللسانيات في الجزائر والمغرب وتونس، حيث أوصت ندوة اللسانيات واللغة العربية التي عقد بتونس عام 1978م، باستخدام مصطلح اللسانيات اسما لهذا العلم بدلا من الألسنية.

فمن المسوغات التي رآها أصحابها في الأخذ بكلمة (الألسنية) أن كلمة (لسان) عند العرب تعني (لغة)، وأن القرآن الكريم أوردها ثماني مرات، ولم يستعمل كلمة (لغة) التي هي يونانية الأصل، وأن العرب كانوا يطلقونها على ما يعرف اليوم بـ (اللهجة)، فيقال، لغة هذيل ولغة طيء، وهناك مسوغات عدة للفظ (اللسانيات). انظر في تفاصيل اختيارنا لمصطلح (اللسانيات) في المراجع الآتية، وافي، علي عبد الواحد، فقه اللغة، ط1، دار نهضة مصر، القاهرة، 1945م؛ والصالح، صبحي، دراسات في فقه اللغة، ط14، دار العلم للملايين، بيروت، 2000م؛ والمبارك، محمد، فقه اللغة وخصائص العربية، دار الفكر للطباعة، القاهرة، د. ت.؛ وحجازي، محمود فهمي، علم اللغة مدخل تاريخي مقارن في ضوء التراث واللغات السامية، دار الثقافة للنشر والتوزيع، القاهرة، د.ت.؛ والسعران، محمود، مقدمة لقارئ العربي، دار الفكر العربي، القاهرة، د.ت.؛ وهلال، عبد الغفار حامد، علم اللغة بين القديم والحديث، ط2، 1986م؛ وشاهين، توفيق محمد، علم اللغة العام، ط1، مكتبة وهبة، القاهرة، 1980م؛ والرديني، محمد علي عبد الكريم، فصول في علم اللغة العام، ط1، عالم الكتب، بيروت، 2002م؛ وقدور، أحمد محمد، مبادئ اللسانيات، ط1، دار الفكر، دمشق، 1996م؛ والفهري، عبد القادر الفاسي، اللسانيات واللغة العربية، نماذج تركيبية ودلالية، منشورات دار توبقال، الدار البيضاء، المغرب، منشورات= =عويدات، بيروت، باريس، 1985م؛ و زكريا، ميشال، الألسنية (علم اللغة الحديث)، قراءات تمهيدية، ط1، المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر، بيروت، 1986م؛ وسامبسون، جفري، مدارس اللسانيات، التسابق والتطور، ترجمة محمود زيادة كبة، السعودية، 1997م؛ والحناش، محمد، البنيوية في اللسانيات، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، المغرب، 1986م؛ والمسدي، عبد السلام، اللسانيات وأسسها المعرفية، الدار التونسية للنشر، تونس، د.ت.؛ وحسام الدين، كريم زكي، أصول تراثية في علم اللغة، مكتبة الأنجلو المصرية، ط2، 1984م؛ وابن خلدون، المقدمة، ط4، دار الكتب العلمية، بيروت، د.ت.؛ وابن سيده، علي بن إسماعيل، المخصص، بيروت، د.ت.، ط بولاق، 1322هـ.

وذكر الفارابي أن علم اللسان ضربان، أحدهما حفظ الألفاظ الدالة عند أمة ما، وعلى ما يدل عليه شيء منها؛ والثاني قوانين تلك الألفاظ، وعلم اللسان عند كل أمة ينقسم إلى سبعة أجزاء عظمى، وهي، علم الألفاظ المفردة، وعلم الألفاظ المركبة، وعلم قوانين الألفاظ عندما تكون مفردة، وقوانين الألفاظ عندما تركّب، وقوانين تصحيح الكتابة، وقوانين تصحيح القراءة وقوانين تصحيح الأشعارانظر، عفيفي، زينب، فلسفة اللغة عند الفارابي، القاهرة، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع، ط1، 1997)، ص43 وما بعدها.

([2])  انظر في مفهوم معهود الخطاب العربي قديما، الشافعي، محمد بن إدريس، الرسالة، تحقيق، أحمد محمد شاكر،  القاهرة، درا التراث، ط2، 1979م، ص51 وما بعدها؛ وتعليقات عبد السلام، أحمد شيخو، "معهود العرب في تلقي الخطاب الديني". مجلة الشريعة والدراسات الإسلامية، جامعة الكويت، مجلس النشر العلمي، العدد (48)،  السنة (17) مارس 2002م، ص65.

([3]) انظر، صحراوي، مسعود، التداولية عند العلماء العرب، دراسة تداولية لظاهرة الأفعال الكلامية في التراث اللساني العربي؛ بيروت، دار الطليعة، ط1، 2005م، ص16؛حيث استفدنا منه في هذه المقدمة مباشرة.

([4]) انظر، فرانسواز، أرمينكو، المقاربة التداولية، ترجمة، سعيد علوش، بيروت،مركز الإنماء القومي، د.ت، ص95.‏

([5]) انظر، خليل، حامد، المنطق البراغماتي عند تشارلز بيرس "مؤسس البراغماتية"، مصر، دار الينابيع، لاط، 1996، ص214.

([6]) انظر، بوقرة، نعمان، المدارس اللسانية المعاصرة، القاهرة، مكتبة الآداب، ط1، 2004م، ص198. و(السيموطيقا) لفظ يوناني من كلمة (السيميولوجيا)، وتعني، العلامة، ويُعرف بأنه علم يدرس العلامة ومنظوماتها (أي اللغات الطبيعية والاصطناعية)، كما يدرس الخصائص التي تمتاز بها علاقة العلامة بمدلولاتها، أي تدرس علاقات العلامات والقواعد التي تربطها أيضاً، وهذا التعريف يدخل تحته عدد من العلوم مثل الجبر والمنطق والعروض والرياضيات. فالسيميولوجيا مرادفة للسيموطيقا وموضوعها دراسة أنظمة العلامات أياً كان مصدرها لغوياً أو مؤشرياً. وهناك من يرى أنه يمكن تخصيص مصطلح السيميولوجيا بالتصور النظري فتكون نظرية عامة، والسيموطيقا بالجانب الإجرائي التحليلي فتكون منهجا تحليليا نقديا تطبيقي. انظر، البشير، سعدية موسى عمر، مقالة، السيميائية أصولها ومناهجها، منتديات تخاطب، ملتقى اللسانيين واللغويين، اللسانيات النظرية، الأحد، 7 مارس، 2010. الموقع الإلكتروني،www.takhatub.com. 

([7])تستمد هذه السيمياء إلى سياق فلسفي تفسيري مستوحي من "نظرية المقولات" وهي ذات مفاهيم ومصطلحات مخصوصة ومبتكرة تدرس العناصر البارزة على مستوى الفكر لكي تميز طبقاتها وتصنفها ضمن مقولات عامة. والعنصر البارز، هو كل شيء حاضر في الذهن، بأية طريقة وبأي معنى كان الشيء، ودون اعتبار لكون هذا الشيء يتطابق مع شيء معين في الواقع أم لا، فالبارز إذن هو "فكرة".

انظر، سعدالله، محمد سالم، مملكة النص، التحليل السيميائي للنقد البلاغي، الجرجاني نموذجا، عمان، الأردن، عالم الكتب الحديث، ط1، 2007م، ص14؛ وبولنوار، سعد، مقالة، التداولية منهج لساني واستراتيجية لتحليل الخطاب، أبريل، 2007، الموقع الإلكتروني، منتديات المعهد العربي للبحوث والدراسات الأدبية.

([8]) انظر، نحلة، محمود أحمد، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، الإسكندرية، دار المعرفة الجامعية، ط1، 2006م، ص9.

([9]) انظر، فرانسواز، أرمينكو، المقاربة التداولية، ترجمة، سعيد علوش، بيروت، مركز الإنماء القزمي، د. ت، ص12.

([10]) انظر، الخطيب، أحمد شفيق، قراءات في علم اللغة، عمان، دار الفكر، ط1، 1991،  ص125- ص127.

C. Charles  W .Morris. “Foundation of the Theory of Signs”, In O. Neurath, R. Carnab and.Morris (Eds) International Encyclopedia of Unified Science, Chicago، University of Chicago Press, 1938, pp.77 -13

([11]) علم اللغة النفسي، هو فرع من علم اللغة التطبيقي الذي يدرس اكتساب اللغة الأولى، وتعلم اللغة الأجنبية والعوامل النفسية المؤثرة في هذا التعلّم، كما يدرس عيوب النطق والعلاقة بين النفس البشرية واللغة بشكل عام. انظر، يوسف، جمعة سيد، سيكلوجية اللغة والمرض العقلي، القاهرة، دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، ط2، 1997، ص18، وما بعدها. ويتناول علم اللغة النفسي دراسة الجوانب النفسية المتعلقة باللغة وكذلك النشاطات الذهنية المرتبطة بالأستخدام اللغوي، فاهتمام علم اللغة النفسي واقع على عملية الكلام ككل، وما يتبعها من عملية الترميز المرسلة التي تتفق وأهداف المتكلم وتتماشى مع مقاصده، لينتهي عند عملية الالتقاط ومحاولة تحليلها وفهمها من قبل المستمع، ويشمل علم اللغة العصبي، وهو علم يبحث في العلاقة بين اللغة والأعصاب والاضطرابات اللغوية العصبية.

([12]) علم اللغة الاجتماعي، هو علم يختص بدراسة اللغة داخل السياق الاجتماعي والعلاقات السائدة بين اللغة والمجتمع الواحد والمجتمعات الإنسانية على المستوى الكلي أو ما يسمى بمستوى دراسة الوحدات الكبرى مما يستلزم وضع سياسة لغوية أو تخطيطاً لغوياً على مستوى المجتمع. ويسهم في تطوير دراسة اللغويات وتحسين أساليب تعليم اللغات المختلفة واللهجات المتصلة بها؛ أي هو فرع من علم اللغة التطبيقي الذي يبحث في العوامل الاجتماعية على الظواهر اللغوية والفروق اللهجية. انظر، عفيفي، السيد عبد الفتاح، علم الاجتماع اللغوي، القاهرة، دار الفكر العربي، 1995، ص16، وص36.

([13]) انظر، دلاش، الجيلالي، مدخل إلى اللسانيات التداولية، ترجمة، محمد يحياتنن، الجزائر، ديوان المطبوعات الجامعية، 1986م، ص22.

([14]) انظر، طبطبائي، طالب سيد هاشم، نظرية الأفعال الكلامية بين فلاسفة اللغة المعاصرين والبلاغيين العرب، لبنان، مركز الإنماء القومي، لا.ط، 1998، ص65.

([15]) انظر، صحراوي، مسعود، التداولية عند العلماء العرب، دراسة لظاهرة الأفعال الكلامية، ص40.  ويراد بفعل القول، هو، إطلاق الألفاظ في جمل مفيدة ذات بناء نحوي سليم وذات دلالة. والفعل المتضمن في القول، وهو الفعل الإنجازي الحقيقي إذ إنه عمل ينجز بقول ما، وسمى أوستن هذه الأفعال بالقوى الإنجازية، ومن أمثلة ذلك، السؤال، إجابة السؤال، إصدار تأكيد أوتحذير، وعد، أمر، والفرق بين بين فعل  القول والفعل المتضمن في القول هو أن الأول هو مجرد قول، والثاني هو قيام بفعل ضمن قول شيء. والفعل الناتج عن القول، وهو مجموع الآثار المترتبة على الفعل الإنجازي، ومن أمثلة تلك الآثار، الإقناع، والتضليل، والإرشاد، والتثبيط. وسماه بعضهم بالفعل التأثيري. انظر، قنيني، عبد القادر، أوستن، نظرية أفعال الكلام، الدار البيضاء، دار إفريقيا الشرق، 1991، ص123.          

([16])  انظر، نحلة، محمود أحمد، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، ص49.     

([17]) انظر، المصدر السابق، ص49.      

([18]) انظر، نحلة، محمود أحمد، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، ص35، وانظر،

Stephen C, Levinson. 1983.  Pragmatics, Cambridge, Cambridge university press.

وأيضاً، دي بوجراند، روبرت، النص والخطاب والإجراء، ترجمة، تمام حسان، بيروت، عالم الكتب، 1998، ص495.

([19]) انظر، حسان، تمام، اللغة العربية معناها ومبناها، القاهرة، عالم الكتب، ط1، 1973، ص214، 215. للضمير وظائف كثيرة حسب موقعه في الجملة، وهو رابط من الروابط بين عناصر النص  الملفوظ، يقتضيه الإيجاز في العبارة، واجتناب تكرار ما سبق ذكره تخفيفاً على المتلقي. ويُسهم الضمير بقسط معتبر في أداء المعاني، وعليه يتوقف في كثير من الأحيان وضوح الكلام وغموضه، وكثيراً ما يخرج التركيب من تعدد التأويل إلى أحديته بمجرد التصريح بالاسم الذي ناب عنه الضمير في موضع من مواضع ذلك التركيب، والضمير في النحو العربي يعود على اسم متقدم عليه قريب منه، وقد يتصل باسم تتأخر عنه قرائن معنوية، وللضمير صور مختلفة في الجملة إذ قد يكون متصلاً أو منفصلاً. انظر، علي، عاصم شحاده، مظاهر والاتساق والانسجام في الخطاب النبوي، أحاديث الرقائق نموذجاً، بحث دكتوراه، ماليزيا، كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الإسلامية العالمية، 2004، ص41.

([20])  انظر، الزناد، الأزهر، نسيج النص، بحث فيما يكون به الملفوظ نصاً، بيروت، المركز الثقافي العربي، لاط، 1993، ص123. 

([21]) انظر، فجّال، أنس بن محمود، مقالة، معنى الإحالة في اصطلاح علماء لسانيات النص، 2010م.الموقع الإلكتروني، www.iwan.t1739.html.

([22]) انظر، عفيفي، أحمد، نحو النص، اتجاه جديد في الدرس النحوي، القاهرة، مكتبة زهراء الشرق، ط1،2001، ص117.

([23]) انظر، خطابي، محمد، لسانيات النص،مدخل إلى انسجام الخطاب، الدار البيضاء، المركز الثقافي العربي، 1988م، ص118.

([24]) انظر، إسماعيلي، عبدالسلام، مقالة، التداوليات، موقع الإلكتروني،

www.lissaniat.net/viewtopic.php?t=498

([25]) انظر، المرجع السابق.

([26]) انظر، المرجع نفسه.

([27]) انظر، المتوكل، أحمد، اللسانيات الوظيفية، الرباط، منشورات عكاظ، ط1، 1989، ص17.

([28]) انظر، المرجع السابق، ص18، يستعمل النفي عادة لاستكشاف المعنى المقتضى وتمييزه عن المعنى المقصود الاخبار عنه، فالذي يُنفى هو المعنى الثاني في حين أن المعنى الأول يظل خارج حيز النفي، والمنفى في الجملة الثانية مثلاً هو موت كيبلير فقيراً في حين يظل المعنى المقتضى (وجود شخص يحمل اسم كيبلير) مثبتاً.

([29])انظر، نحلة، محمود أحمد، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، ص30.

وانظر، Leech, G. (1978) . Semantics. Longman. London, P291.

([30])  انظر، انظر، صحراوي، مسعود، التداولية عند العلماء العرب، ص40.

([31]) الطبطبائي، طالب سيد هاشم، نظرية الأفعال الكلامية  بين فلاسفة اللغة المعاصريين والبلاغيين، الكويت، منشورات جامعة الكويت، 1994، ص90.

([32]) صحراوي، مسعود، التداولية عند العلماء العرب،ص42

([33])  انظر، المرجع السابق، ص43.

([34]) قنيني، عبد القادر، أوستين، نظرية أفعال الكلام، الدار البيضاء، دار إفريقيا الشرق، 1991م، ص123.

([35]) انظر، نحلة، محمود أحمد، آفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر، ص44- ص45.

([36]) انظر، سحايلة، عبد الحكيم، مقالة، التداولية النشأة والتطور، الموقع الإلكتروتي، منتدى إيوان العربيwww.iwan7.com/t739.htm.  

([37]) انظر، عبد الحق، صلاح إسماعيل، التحليل اللغوي عند مدرسة أكسفورد، بيروت، دار التنوير، 1993، ص143.

([38]) انظر، المتوكل، أحمد، اللسانيات الوظيفية، مدخل نظري، الرباط، منشورات عكاظ، ط1، 1989م، ص84، وما بعدها.

([39]) ابن جني، الخصائص، تحقيق، عبد الحكيم بن محمد، القاهرة، المكتبة التوفيقية، 1998، ج1،ص44. 

([40]) انظر، عبد الرحمن، طه، في أصول الحوار وتجديد علم الكلام، بيروت، لاط، 2000، ص37- ص38.

4انظر، سويرتي، "محمد، اللغة ودلالاتها، تقريب تداولي للمصطلح التداولي"، مجلة عالم الفكر، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت، مجلد(28)، عدد(3)، يناير، مارس، 2000م، ص30.

([42]) انظر، سويرتي، محمد، اللغة ودلالاتها، تقريب تداولي للمصطلح التداولي، ص30- ص31.

([43]) انظر، المتوكل، أحمد،اللسانيات الوظيفية، مدخل نظري، ص35.

([44]) السيوطي، جلال الدين عبد الرحمن، الاقتراح في علم أصول النحو، تحقيق، محمد حسن إسماعيل الشافعي، بيروت، دارالكتب العلمية، ط1، 1998، ص116.

([45]) انظر، المتوكل، أحمد، اللسانيات الوظيفية، مدخل نظري، ص35، وما بعدها.

([46]) انظر، بوجادي، خليفه، التفكير اللغوي التداولي عند العرب، أكتوبر، 2010،  الموقع الإلكتروني،

http، www.lissaniat.net./vietopic.php/?624..

([47]) انظر، بوجادي، خليفه، التفكير اللغوي التداولي عند العرب، اكتوبر، 2010. موقع إلكتروني

([48]) الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، البيان والتبيين، بيروت، دار الكتب العلمية، ط2، 2003، ص60، باب البيان.

([49]) انظر، بوقرة، نعمان، "ملامح التفكير التداولي البياني عند الأصوليين"، مجلة إسلامية المعرفة، المعهد العالي للفكر الإسلامي،  2010.

([50]) الجاحظ، أبو عثمان عمرو بن بحر، البيان والتبيين، ص60.

([51]) يُطلق على مفهوم الإبلاغ مصطلح الإعلامية أو الإخبارية؛ Informativity وهي، ما تتسم به الوقائع النصية من توقع في مقابل عدم التوقع، أو المعرفة في مقابل عدم المعرفة. أي ما يتوفر في النص من عناصر الجدة أو التنوع الذي توصف به المعلومات، فكلما بعد احتمال ورود هذه العناصر ارتفع مستوى الكفاءة الإعلامية للنص. فتكون العلاقة طردية بين الجدة وعدم التوقع وبين الإعلامية حينما تزداد العناصر غير المتوقعهة، إذ بتوافرها ترتفع الإعلامية، وبانخفاضها تنخفض الإعلامية. أما العلاقة العكسية فتكمن في مدى احتمال ورود العناصر النصية؛ فكلما ازداد احتمال ورودها قلت الإعلامية،  وكلما قل احتمال ورودها زادت درجة الإعلامية. انظر، إبراهيم، محمد عبدالرحمن، الإعلامية أبعادها وأثرها في تلقي النص، دراسة نظرية تحليلية، بحث دكتوراه، ماليزيا، كلية معارف الوحي والعلوم الإنسانية، قسم اللغة العربية وآدابها، الجامعة الإسلامية العالمية، 2007، ص21و ص22.

([52]) انظر، العمري، محمد، البلاغة العربية أصولها وامتدادها، الدار البيضاء، أفريقيا الشرق، 1999، ص293. حيث يقول العمري، "إن التداولية الحديثة بُعد جاحظي في أصله لاهتمام الجاحظ وتركيزه على هذا المستوى في كتابه "البيان والتبيين"، وعلى عملية التأثير في المتلقي والاقناع، وقد سُميت هذه النظرية عنده والتي تُعرف اليوم بـ"التداولية" بـ نظرية "التأثير والمقام". وتحظى نظرية التأثير والمقام حالياً بعناية كبيرة في الدراسات السيميائية، ومن ثم  الشروع في إعادة الاعتبار إلى البلاغة العربية تحت عنوان جديد هو التداولية".

([53]) بوبكري، راضية خفيف، "التداولية وتحليل الخطاب الأدبي مقاربة نظرية"، مجلة الموقف الأدبي، اتحاد الكتاب العرب بدمشق، 2004، العدد (399)، ص6.

([54]) ابن قتيبة، أبومحمد عبد الله بن مسلم، الشعر والشعراء، تحقيق، مفيد قميحه، ومحمد أمين الضاوي، بيروت، دار الكتب العلمية، ط1، 2000، ص20. ولائط بالقلوب، أي عالق ومحبب.

([55]) المصدر السابق، ص20.

([56]) انظر،العسكري، أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل، الفروق في اللغة، تحقيق، جمال عبد الغني مدغمش، بيروت، مؤسسة الرسالة، ط1، 2002، ص204.

([57]) المصدر السابق، ص205.

([58]) ابن سنان الخفاجي، أبومحمد عبد الله بن محمد بن سعيد، سر الفصاحة، بيروت، دار الكتاب العلمية، ط1، 1976، ص43.

([59]) المصدر السابق، ص44.

([60]) المصدر نفسه، ص302.

([61]) انظر، زايد، عبد الرزاق أبو زيد، كتاب سر  الفصاحة لابن سنان، دراسة وتحليل، مصر، مكتبة الشباب جامعة المنصورة، ط1، 1976، ص87.

([62]) الجرجاني، عبد القاهر، دلائل الإعجاز، القاهرة، محمد علي صبيح وأولاده، ط6، 1960، ص49، وص50، وص55.

([63]) أبو زيد، أحمد، مقدمة في الأصول الفكرية للبلاغة وإعجاز القرآن، الرباط، دار الأمان، 1989، ص32.

([64]) السكاكي، أبو يعقوب، مفتاح العلوم، ضبط وتعليق، نعيم زرزور، بيروت، دار الكتب العلمية، 1978؛أما فيما يتعلق بالخبر ففي ص73- ص74.

([65]) انظر، المتوكل، أحمد، دراسات في نحو اللغة العربية الوظيفي، الدار البيضاء، دار الثقافة للنشر، ط1، 1986، ص96- ص103؛ وصحراوي مسعود، التداولية عند العلماء العرب، ص49؛ حيث بين صحراوي أن اقتراحات السكاكي في "مفتاحه" تمتاز بالتحليل الذي يضبط علاقة المعنى الصريح بالمعنى المستلزم مقامياً، وتقعيده لفكرة الاستلزام التخاطبي داخل وصف لغوي شامل يطمح لتناول جميع المستويات اللغوية من أصوات وصرف ونحو ومعاني وبيان. فالاستفهام مثلاً، يتحول لوجود جملة من القرائن المقالية والمقامية يختارها المتكلم لتحقيق قصد معين، كالعرض في قولنا، ألا تحب أن تنزل فتأخذ شيئا، وانصرافه إلى الإنكار في قولنا، أمثلك يفعل هذا ؟! لمن تراه يفعل فعلاً مشيناً، وهكذا تتعدد وظائف الاستفهام بحسب المقام الذي يستعمل فيه. ولم يحصر السكاكي ارتباط تعدد الوظيفة التداولية للأفعال الطلبية في الاستفهام، فقد درس الأمر والنهي والتمني والنداء،كما نتلمس ملامح الفعل الكلامي، وارتباط الوضع بالقصد في أسلوب الحكيم والسائل بغير ما يطلب.

([66])السكاكي، أبو يعقوب، مفتاح العلوم، ص161؛ وانظر تعليق الخطيب القزويني على هذا الكلام، في الإيضاح، بيروت، دار الكتب العلمية، 1985، ص15.

([67]) انظر، المصدر السابق، مفتاح العلوم، ص161.

([68]) انظر، صحراوي مسعود، التداولية عند العلماء العرب، ص51- ص53؛ حيث قال صحراوي، قد يُحمل مقصد سيبويه (180هـ) في الكتاب عندما صنف الجملة العربية دلالياً أصنافاً ذكرها في قوله، "فمنه مستقيم حسن، ومحال، ومستقيم كذب، وما هو محال كذب، فالملاحظ أن سيويه لما تحدث عن صنف "المحال" لم ينعته بـ، مستقيم، أو حسن، كما فعل مع الأصناف الأخرى، مما يدل على عدم كفاية هذا الصنف التواصلية ومن ثمّ عدم الاعتداد به تداولياً في اللسانيات العربية؛ انظر، سيبويه، الكتاب، تحقيق، عبد السلام هارون، بيروت، دار الجيل، ط1، د.ت، ج1، ص25.

([69]) انظر، المرجع السابق، ص186؛ حيث يراد بمدأ الإفادة، هو حصول الفائدة لدى المخاطَب من الخطاب، ووصول الرسالة الإبلاغية إليه على الوجه الذي يغلب عليه الظن أن يكون هو مراد المتكلم وقصده، وهي الثمرة التي يجنيها المخاطَب من الخطاب. والفرق بين الإفادة والغرض، فهو أن الإفادة ألصق بالمخاطَب وما يجنيه من فائدة تواصلية من خطاب المتكلم، وأما الغرض فمتعلق بالمتكلم أي بالقصد والغاية اللذين يرمي إلى تحقيقهما؛ فالمتكلم والمخاطَب هما الطرفان الأساسيان في عملية التواصل.

([70]) أديوان، محمد، نظرية المقاصد بين حازم ونظرية الأفعال الكلامية، المعاصرة، الرباط، جامعة الرباط، كلية الآداب، د.ت، ص25.

 ([71]) القرطاجني، أبو الحسن حازم، منهاج البلغاء وسراج الأدباء، تحقيق، محمد الحبيب ابن الخوجة، بيروت، دار الكتب الشرقية، ط1، 1964، ص190- ص191. ويراد بالقسم الأول، فهو مثل ما يتداوله الناس من تشبيه الشجاع بالأسد، والكريم بالغمام. والقسم الثاني، وهي التي قلت أنفسها أو بالإضافة إلى كثرة غيرها، منها أن يركّب الشاعر على المعنى معنى آخر، ومنها أن يزيد عليه زيادة حسنة، ومنها أن ينقله إلى موضع أحق من الموضع الذي هو فيه، وأما القسم الثالث، وهو كل ما ندر من المعاني فلم يوجد له نظير، وهذه المرتبة العليا في الشعر من جهة اسنتباط المعاني، لأن ذلك يدل على نفاذ الخاطر وتوقّد الفكرة.

([72]) الغرافي، مصطفى، الأبعاد التداولية لبلاغة حازم القرطاجني،  2011، مقال، الموقع الإلكتروني،

http;//www.elaphblog.com/posts.aspy

([73])ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، المقدمة، بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1961، ص1056.

([74]) المصدر السابق، ص1056.

([75]) الملكة اللغوية أو اللسانية لدى ابن خلدون، هي مقدرة تحصل للمتكلم للاستعمال الصحيح للغة، وهي ملكة لا شعورية وصفة راسخة في النفس، وهي اجتماعية مكتسبة من الجماعة اللغوية بالتقليد والمران والتكرار، ولا علاقة لهذه الملكة بالجنس أو العرق، بل تتم بالنشوء والترعرع والنمو في المجتمع المستخدم للغةمعينة. وتقاس نسبة التمام والجودة فيها بالعمر الذي ينتقل فيه الطفل إلى البيئة اللغوية. انظر، عبد السلام، أحمد شيخ، اللغويات العامة مدخل إسلامي وموضوعات مختارة، ماليزيا، الجامعة الإسلامية العالمية، دار التجديد للطباعة والنشر، ط2، 2006، ص143. 

([76]) انظر، هنريش بليث، البلاغة والأسلوبية، نحو نموذج سيميائي لتحليل النص، ترجمة، محمد العمري، الدار البيضاء، إفريقيا الشرق، 1999، ص29. وقد ذهب بليث بقناعته بإمكانية التأسيس لنظرية تداولية انطلاقا من البلاغة إلى أقصى حدودها، عندما رأى أنه بوسع التداولية النصية أن تأخذ من جديد مفهوم المقام النصي، والوظائف التي تحدد المقامات، وتدمج ذلك كله في نموذج نصي وظيفي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق